301
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4

الفرّاء في قوله تعالى: «فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ»۱ أراد فاصدع بالأمر، أي أظهر دينك.۲
وروى سعد بن عبداللَّه في مختصر البصائر بإسناده عن الجوهري، عن عليّ، عن أبي بصير، عن أبي عبداللَّه عليه السلام، قال: «سمّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله يوم خيبر فتكلّم اللحم، فقال: يارسول اللَّه إنّي مسموم، فقال النبيّ صلى اللَّه عليه وآله عند موته: اليوم قطعت مطاي الأكلة التي أكلتها بخيبر، وما من نبيّ ولا وصيّ إلّا مات شهيداً».۳
قيل في دفع الإشكال في هذا الحديث: لعلّه صلى اللَّه عليه وآله قد اُوحي إليه بعد تكلّم اللحم أنّك ميّت وأنّهم ميّتون، ولابدّ لك من الموت والشهادة فكُلْه، وهو لا يضرّك اليوم وكنت الذي اختار الشهادة عند تخييرك بين البقاء والذهاب شهيداً. «قطعه»: كمنع، وشدّد للكثرة، و«المطا» بالفتح والقصر: الظهر، والظاهر أنّ «وما من نبيّ ولا وصيّ» كلام أبي عبداللَّه عليه السلام .

الحديث الثاني‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ أَخِي حَمَّادٍ الْكَاتِبِ ،۴عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله سَيِّدَ وُلْدِ آدَمَ؟ فَقَالَ :«كَانَ وَ اللَّهِ سَيِّدَ مَنْ خَلَقَ اللَّهُ ؛ وَ مَا بَرَأَ اللَّهُ بَرِيَّةً خَيْرٌ۵مِنْ مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله» .

هديّة:

لا يخفى مناسبة أحاديث هذا الباب ولو بالتفاوت لما ذكر ثقة الإسلام في العنوان كما نقلناه.

1.الحجر (۱۵): ۹۴.

2.حكى عنه في الصحاح ، ج ۳ ، ص ۱۲۴۲ (صدع).

3.مختصر بصائر الدرجات ، ص ۱۵.

4.السند في الكافي المطبوع هكذا : «محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال ، عن عبد اللَّه بن محمّد بن ابن أخي حمّاد الكاتب».

5.في الكافي المطبوع : «خيراً».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
300

(لويّ بن غالب) بضمّ اللام وفتح اللام وتشديد الخاتمة: تصغير «اللّويّ» على فعيل بمعنى الفاعل أو المفعول، لويت الحبل: فتلته، ورأسه: عطفته.
و«البضع» بالكسر في العدد: ما بين العقدين. الجوهري وبعض العرب يفتح الباء، قال: وهو ما بين الثلاث إلى التسع، ثمّ قال: تقول بضع سنين وبضعة عشر رجلاً وبضع عشرة امرأة، فإذا جاوزت لفظ العشر ذهب البضع، لا تقول: بضع وعشرون،۱ وأنت خبير بأنّ أهل الأخبار من العرف أعرف بلغتهم.
وإنّما لم يذكر إبراهيم ابن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله هنا لأنّ المراد ذكر من ولد في مكّة من خديجة، وولد إبراهيم من مارية القبطيّة.
«سام المقام بكذا» كعلم: ملّه. وفي بعض النسخ - كما ضبط برهان الفضلاء - : «شنا المقام» كمنع، أي أبغضه.
وروى الشيخ في التهذيب أيضاً على نهج نقل التاريخ، وقال:
كنيته صلى اللَّه عليه وآله أبو القاسم، ولد بمكّة يوم الجمعة السابع عشر من شهر ربيع الأوّل في عام الفيل، وصدع بالرسالة في يوم السابع والعشرين من رجب، وله صلى اللَّه عليه وآله أربعون سنة، وقبض بالمدينة مسموماً يوم الاثنين لليلتين من صفر سنة عشر من الهجرة، وهو ابن ثلاث وستّين سنة، واُمّه آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لويّ بن غالب، وقبره بالمدينة في حجرته التي توفّي فيها، وكان قد أسكنها في حياته عائشة بنت أبي بكر بن أبي قحافة. فلمّا قبض النبيّ صلى اللَّه عليه وآله اختلف أهل بيته ومن حضر من أصحابه في الموضع الذي ينبغي أن يُدفن فيه، فقال بعضهم: يُدفن بالبقيع، وقال آخرون : يُدفن في صحن المسجد، وقال أمير المؤمنين عليه السلام: «إنّ اللَّه تعالى لم يقبض نبيّه إلّا في أطهر البقاع، فينبغي أن يُدفن في البقعة التي قبض فيها»، فاتّفقت الجماعة على قوله عليه السلام، ودُفن في حجرته على ما ذكرناه.۲
قوله: «وصدع بالرسالة»، أي وأظهرها، صدعت الشي‏ء وبالشي‏ء كمنع: أظهرته، قال

1.الصحاح ، ج ۳ ، ص ۱۱۸۶ (بضع).

2.تهذيب الأحكام، ج ۶ ، ص ۲.

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
تعداد بازدید : 123616
صفحه از 612
پرینت  ارسال به