(وما برأ اللَّه) ابتدائيّة، ولا يبعد أن يكون عاطفة ف (بريّة) رفع، والجملة استفهاميّة. «برأه» : خلقه ومنه الباري تعالى.
الحديث الثالث
۰.روى في الكافي بإسناده عَنِ الْحَجَّالِ ،۱عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام وَ ذَكَرَ رَسُولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، فَقَالَ : «قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام : مَا بَرَأَ اللَّهُ نَسَمَةً خَيْراً مِنْ مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله».
هديّة:
(خيراً) يحتمل الرفع - كما في بعض النسخ - على الخبر من المحذوف.
قيل لي: أيّة آية في القرآن تدلّ على أنّه صلى اللَّه عليه وآله سيّد الكائنات؟ قلت: لا شكّ أنّ وصفه صلى اللَّه عليه وآله بأنّه رحمةً للعالمين وبأنّه خاتم النبيّين إنّما هو في مقام المدح والتفضيل، وأفضل الأنبياء والمرسلين سيّد الكائنات قطعاً.
الحديث الرابع
۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَدِيدٍ ،۲عَنْ مُرَازِمٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، قَالَ :«قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالى : يَا مُحَمَّدُ ، إِنِّي خَلَقْتُكَ وَ عَلِيّاً نُوراً - يَعْنِي رُوحاً بِلَا بَدَنٍ - قَبْلَ أَنْ أَخْلُقَ سَمَاوَاتِي وَ أَرْضِي وَ عَرْشِي وَ بَحْرِي ، فَلَمْ تَزَلْ تُهَلِّلُنِي وَ تُمَجِّدُنِي ، ثُمَّ جَمَعْتُ رُوحَيْكُمَا ، فَجَعَلْتُهُمَا وَاحِدَةً ، فَكَانَتْ تُمَجِّدُنِي وَ تُقَدِّسُنِي وَ تُهَلِّلُنِي ، ثُمَّ قَسَمْتُهَا ثِنْتَيْنِ ، وَ قَسَمْتُ الثِّنْتَيْنِ ثِنْتَيْنِ ، فَصَارَتْ أَرْبَعَةً : مُحَمَّدٌ وَاحِدٌ ، وَ عَلِيٌّ وَاحِدٌ ، وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ اثْنَانِ ؛ ثُمَّ خَلَقَ اللَّهُ فَاطِمَةَ مِنْ نُورٍ ابْتَدَأَهَا رُوحاً بِلَا بَدَنٍ ، ثُمَّ مَسَحَنَا بِيَمِينِهِ ، فَأَفْضى نُورَهُ فِينَا» .
هديّة:
(يعني روحاً بلا بدن)، الظاهر أنّه كلام الإمام عليه السلام وتفسير النور، ولا يلزم منه أن يكون روح الكفّار من جنس النور بخلق أرواحهم قبل أبدانهم، يظهر من أحاديثهم عليهم السلام أنّ