يَقُولُ : «أَوْحَى اللَّهُ تَعَالى إِلى مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله : يَا مُحَمَّدُ ، إِنِّي خَلَقْتُكَ وَ لَمْ تَكُ شَيْئاً ، وَ نَفَخْتُ فِيكَ مِنْ رُوحِي كَرَامَةً مِنِّي ، أَكْرَمْتُكَ بِهَا حِينَ أَوْجَبْتُ لَكَ الطَّاعَةَ عَلى خَلْقِي جَمِيعاً ، فَمَنْ أَطَاعَكَ ، فَقَدْ أَطَاعَنِي ، وَ مَنْ عَصَاكَ فَقَدْ عَصَانِي ، وَ أَوْجَبْتُ ذلِكَ فِي عَلِيٍّ وَ فِي نَسْلِهِ مَنْ1اخْتَصَصْتُهُ مِنْهُمْ لِنَفْسِي» .
هديّة:
الإضافة في (روحي) تسمّى بإضافة التخصيص والتشريف والتكريم، كما في سمائي وأرضي وعرشي وجنّتي وناري. قال برهان الفضلاء: ليس المراد بالروح هنا التي ذكرت في الحديث السابق، فإنّها هناك بمعنى النفس الناطقة وهنا الروح التي ذكرت في الباب الخامس والخمسين، والسادس والخمسين.
و(كرامة) إمّا مفعول به ل (نفخت) ، ف «من» من الجارّة للتبعيض، أو مفعول له، ف «من» اسم بمعنى البعض، والمفعول به «من روحي».
الحديث السادس
۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ أَبِي الْفَضْلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ ،۲عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ الثَّانِي عليه السلام ، فَأَجْرَيْتُ اخْتِلَافَ الشِّيعَةِ ، فَقَالَ : «يَا مُحَمَّدُ ، إِنَّ اللَّهَ - تَبَارَكَ وَ تَعَالى - لَمْ يَزَلْ مُتَفَرِّداً بِوَحْدَانِيَّتِهِ ، ثُمَّ خَلَقَ مُحَمَّداً وَ عَلِيّاً وَ فَاطِمَةَ ، فَمَكَثُوا أَلْفَ دَهْرٍ ، ثُمَّ خَلَقَ جَمِيعَ الْأَشْيَاءِ ، فَأَشْهَدَهُمْ خَلْقَهَا ، وَ أَجْرى طَاعَتَهُمْ عَلَيْهَا ، وَ فَوَّضَ أُمُورَهَا إِلَيْهِمْ ، فَهُمْ يُحِلُّونَ مَا يَشَاؤُونَ ، وَ يُحَرِّمُونَ مَا يَشَاؤُونَ ، وَ لَنْ يَشَاؤُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالى».
ثُمَّ قَالَ : «يَا مُحَمَّدُ ، هذِهِ الدِّيَانَةُ الَّتِي مَنْ تَقَدَّمَهَا مَرَقَ ، وَ مَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا مُحِقَ ، وَ مَنْ لَزِمَهَا لَحِقَ ؛ خُذْهَا إِلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ» .