305
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4

هديّة:

(اختلاف الشيعة) أي في الفتاوى والأحكام استناداً إلى اخبارهم عليهم السلام.
(ألف دهر) قيل: ألف سنة، ولعلّ المراد المدّة المديدة والسنون الكثيرة.
(فهم يحلّون) أي حقيقة أو تقيّة؛ لعلمهم بأحوال الخلائق عن اللَّه تعالى.
(هذه) أي طاعتنا المفترضة هي العبادة التي (من تقدّمها مرق) يعني بالرأي والقياس من دون إذن من اللَّه وحججه عليهم السلام خرج من الدِّين، (ومن تخلّف [عنها۱محق)على ما لم يسمّ فاعله.
و«الممحوق»: المضمحلّ والهالك.
(يا محمّد) يعني ابن سنان.

الحديث السابع‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ صَالِحِ بْنِ سَهْلٍ ،۲عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام : «أَنَّ بَعْضَ قُرَيْشٍ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : بِأَيِّ شَيْ‏ءٍ سَبَقْتَ الْأَنْبِيَاءَ وَ أَنْتَ بُعِثْتَ آخِرَهُمْ وَ خَاتَمَهُمْ ؟
قَالَ : إِنِّي كُنْتُ أَوَّلَ مَنْ آمَنَ بِرَبِّي ، وَ أَوَّلَ مَنْ أَجَابَ حِينَ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ «وَ أَشْهَدَهُمْ عَلى‏ أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلى‏»۳ ، فَكُنْتُ أَنَا۴ أَوَّلَ نَبِيٍّ قَالَ : بَلى‏ ، فَسَبَقْتُهُمْ بِالْإِقْرَارِ بِاللَّهِ» .

هديّة:

(حين أخذ اللَّه ميثاق النبيّين) ناظرٌ إلى قوله تعالى في سورة آل عمران: «وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ»۵، وفي سورة الأحزاب: «وَإِذْ أَخَذْنَا مِنْ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ»۶.

1.]ما بين المعقوفين أضفناه من متن الحديث.

2.السند في الكافي المطبوع هكذا : «عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب ، عن صالح بن سهل».

3.الأعراف (۷) : ۱۷۲.

4.في «د» : - «أنا».

5.آل عمران (۳): ۸۱ .

6.الأحزاب (۳۳): ۷ .


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
304

يَقُولُ : «أَوْحَى اللَّهُ تَعَالى‏ إِلى‏ مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله : يَا مُحَمَّدُ ، إِنِّي خَلَقْتُكَ وَ لَمْ تَكُ شَيْئاً ، وَ نَفَخْتُ فِيكَ مِنْ رُوحِي كَرَامَةً مِنِّي ، أَكْرَمْتُكَ بِهَا حِينَ أَوْجَبْتُ لَكَ الطَّاعَةَ عَلى‏ خَلْقِي جَمِيعاً ، فَمَنْ أَطَاعَكَ ، فَقَدْ أَطَاعَنِي ، وَ مَنْ عَصَاكَ فَقَدْ عَصَانِي ، وَ أَوْجَبْتُ ذلِكَ فِي عَلِيٍّ وَ فِي نَسْلِهِ مَنْ‏1اخْتَصَصْتُهُ مِنْهُمْ لِنَفْسِي» .

هديّة:

الإضافة في (روحي) تسمّى بإضافة التخصيص والتشريف والتكريم، كما في سمائي وأرضي وعرشي وجنّتي وناري. قال برهان الفضلاء: ليس المراد بالروح هنا التي ذكرت في الحديث السابق، فإنّها هناك بمعنى النفس الناطقة وهنا الروح التي ذكرت في الباب الخامس والخمسين، والسادس والخمسين.
و(كرامة) إمّا مفعول به ل (نفخت) ، ف «من» من الجارّة للتبعيض، أو مفعول له، ف «من» اسم بمعنى البعض، والمفعول به «من روحي».

الحديث السادس‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ أَبِي الْفَضْلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ ،۲عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ الثَّانِي عليه السلام ، فَأَجْرَيْتُ اخْتِلَافَ الشِّيعَةِ ، فَقَالَ : «يَا مُحَمَّدُ ، إِنَّ اللَّهَ - تَبَارَكَ وَ تَعَالى‏ - لَمْ يَزَلْ مُتَفَرِّداً بِوَحْدَانِيَّتِهِ ، ثُمَّ خَلَقَ مُحَمَّداً وَ عَلِيّاً وَ فَاطِمَةَ ، فَمَكَثُوا أَلْفَ دَهْرٍ ، ثُمَّ خَلَقَ جَمِيعَ الْأَشْيَاءِ ، فَأَشْهَدَهُمْ خَلْقَهَا ، وَ أَجْرى‏ طَاعَتَهُمْ عَلَيْهَا ، وَ فَوَّضَ أُمُورَهَا إِلَيْهِمْ ، فَهُمْ يُحِلُّونَ مَا يَشَاؤُونَ ، وَ يُحَرِّمُونَ مَا يَشَاؤُونَ ، وَ لَنْ يَشَاؤُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالى‏».
ثُمَّ قَالَ : «يَا مُحَمَّدُ ، هذِهِ الدِّيَانَةُ الَّتِي مَنْ تَقَدَّمَهَا مَرَقَ ، وَ مَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا مُحِقَ ، وَ مَنْ لَزِمَهَا لَحِقَ ؛ خُذْهَا إِلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ» .

1.في الكافي المطبوع : «ممّن».

2.السند في الكافي المطبوع هكذا : «الحسين بن محمّد الأشعري ، عن معلّى بن محمّد، عن أبي الفضل عبد اللَّه بن إدريس».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
تعداد بازدید : 123541
صفحه از 612
پرینت  ارسال به