307
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، قَالَ : «إِنَّ اللَّهَ كَانَ إِذْ لَا كَانَ ، فَخَلَقَ الْكَانَ وَ الْمَكَانَ ، وخَلَقَ الْأَنْوَارَ،1 وَ خَلَقَ نُورَ الْأَنْوَارِ الَّذِي نُوِّرَتْ مِنْهُ الْأَنْوَارُ ، وَ أَجْرى‏ فِيهِ مِنْ نُورِهِ الَّذِي نُوِّرَتْ مِنْهُ الْأَنْوَارُ ، وَ هُوَ النُّورُ الَّذِي خَلَقَ مِنْهُ مُحَمَّداً وَ عَلِيّاً عليه السلام ، فَلَمْ يَزَالَا نُورَيْنِ أَوَّلَيْنِ إِذْ لَا شَيْ‏ءَ كُوِّنَ قَبْلَهُمَا ، فَلَمْ يَزَالَا يَجْرِيَانِ طَاهِرَيْنِ مُطَهَّرَيْنِ فِي الْأَصْلَابِ الطَّاهِرَةِ حَتَّى افْتَرَقَا فِي أَطْهَرِ طَاهِرَيْنِ : فِي عَبْدِ اللَّهِ وَ أَبِي طَالِبٍ عليهما السلام» .

هديّة:

(إذ لا كان) يعني شي‏ء ممّا سوى اللَّه، أو كان كناية عن وجود الممكنات. وقال برهان الفضلاء: «الكان» بفتح الكاف وسكون الهمزة مصدر «كَاِن» كعلم، بمعنى اجتمع وانعقد واشتدّ، قال: يعني إذ لا حدوث لموجود والمكان محلّ الوجود الإمكاني. وقرأ (في أطهر طاهرين) على أفعل التفضيل بلا نقطة، وقرأ غيره «في أظهر» على الجمع بنقطةٍ باعتبار التعدّد. وفي بعض النسخ : «في ظهرين» على التثنية بنقطة.
والبارز في (أجرى فيه) قيل: ل (نور الأنوار)، كما قال برهان الفضلاء، وقال: يعني جعله مصداقاً لربوبيّته تعالى، وقيل: ل (المكان).
(يجريان) على ما لم يسمّ فاعله أولى.

الحديث الحادي عشر

۰.روى في الكافي بإسناده عَنِ الْمُفَضَّلِ ،۲عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ ، قَالَ : قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام :«يَا جَابِرُ ، إِنَّ اللَّهَ أَوَّلَ مَا خَلَقَ خَلَقَ مُحَمَّداً وَ عِتْرَتَهُ الْهُدَاةَ الْمُهْتَدِينَ ، فَكَانُوا أَشْبَاحَ نُورٍ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ».
قُلْتُ : وَ مَا الْأَشْبَاحُ ؟ قَالَ : «ظِلُّ النُّورِ ، أَبْدَانٌ نُورَانِيَّةٌ بِلَا أَرْوَاحٍ ، وَ كَانَ مُؤَيَّداً بِرُوحٍ

1.في الكافي المطبوع : - «وخلق الأنوار».

2.السند في الكافي المطبوع هكذا : «الحسين ، عن محمّد بن عبد اللَّه ، عن محمّد بن سنان ، عن المفضّل».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
306

الحديث الثامن‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنِ الْمُفَضَّلِ ،۱قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام : كَيْفَ كُنْتُمْ حَيْثُ كُنْتُمْ فِي الْأَظِلَّةِ؟ فَقَالَ : «يَا مُفَضَّلُ ، كُنَّا عِنْدَ رَبِّنَا - لَيْسَ عِنْدَهُ أَحَدٌ غَيْرُنَا - فِي ظُلَّةٍ خَضْرَاءَ ، نُسَبِّحُهُ وَ نُقَدِّسُهُ وَ نُهَلِّلُهُ وَ نُمَجِّدُهُ ، وَ مَا مِنْ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ وَ لَا ذِي رُوحٍ غَيْرُنَا حَتّى‏ بَدَا لَهُ فِي خَلْقِ الْأَشْيَاءِ ، فَخَلَقَ مَا شَاءَ كَيْفَ شَاءَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَ غَيْرِهِمْ ، ثُمَّ أَنْهى‏ عِلْمَ ذلِكَ إِلَيْنَا» .

هديّة:

(في ظلّة)، التاء للوحدة. (خضراء) كنايةٌ عن كمال السرور والانبساط بنور الإيمان الكامل وشوق الأذكار وتفرّج الأنوار.

الحديث التاسع‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ ،۲عَنْ سِنَانِ بْنِ طَرِيفٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام‏۳قَالَ :«إِنَّا أَوَّلُ أَهْلِ بَيْتٍ نَوَّهَ اللَّهُ بِأَسْمَائِنَا ، إِنَّهُ لَمَّا خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ أَمَرَ مُنَادِياً ، فَنَادى‏۴ : أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ - ثَلَاثاً - أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ - ثَلَاثاً - أَشْهَدُ أَنَّ عَلِيّاً أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ حَقّاً - ثَلَاثاً - » .

هديّة:

نوّه باسمه تنويهاً: رفع ذكره، يعني أعطا أسماءنا الرفعة قبل كلّ شي‏ء.

الحديث العاشر

0.روى في الكافي بإسناده عَنْ مُحَمَّدِبْنِ إِبْرَاهِيمَ الْجَعْفَرِيِّ ،5 عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ6 بْنِ

1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «عليّ بن محمّد ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن عليّ بن إبراهيم ، عن عليّ بن حمّاد ، عن المفضّل».

2.السند في الكافي المطبوع هكذا : «سهل بن زياد ، عن محمّد بن الوليد ، قال : سمعت يونس بن يعقوب».

3.في الكافي المطبوع : + «يقول».

4.في «د» : «ينادى».

5.السند في الكافي المطبوع هكذا : «أحمد بن إدريس ، عن الحسين بن عبيد اللَّه الصغير ، عن محمّد بن إبراهيم الجعفري».

6.في الكافي المطبوع جديداً : «عن محمّد» بدل «بن محمّد» مستنداً على بعض النسخ المخطوطة للكافي ، وللمزيد راجع الكافي المطبوع جديداً ، ج ۲ ، ص ۴۴۲ ، ح ۱۲۰۰.

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
تعداد بازدید : 123535
صفحه از 612
پرینت  ارسال به