309
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4

عَرْفِهِ ، وَ كَانَ لَا يَمُرُّ بِحَجَرٍ وَ لَا بِشَجَرٍ إِلَّا سَجَدَ لَهُ» .

هديّة:

(في أحد) يعني في أحد غير المعصومين في هذه الاُمّة، فلا ينافي في الأخبار السابقة في اتّصاف الأئمّة عليهم السلام بأكثر خصائص النبيّ صلى اللَّه عليه وآله من هذه الثلاثة وغيرها.
و«غير» نصب على الاستثناء، أو مجرور على النعت للنكرة، و«غير» لا يكسب التعريف بالإضافة قطّ.
(فيمرّ فيه) على ما لم يسمّ فاعله.
و«العرف» بالفتح: الريح الطيّبة.

الحديث الثالث عشر

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ البزنطي، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ ،۱عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، قَالَ : «لَمَّا عُرِجَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، انْتَهى‏ بِهِ جَبْرَئِيلُ عليه السلام إِلى‏ مَكَانٍ ، فَخَلّى‏ عَنْهُ ، فَقَالَ لَهُ : يَا جَبْرَئِيلُ ، أَتُخَلِّينِي عَلى‏ هذِهِ الْحَالِ؟ فَقَالَ : امْضِهْ ؛ فَوَ اللَّهِ لَقَدْ وَطِئْتَ مَكَاناً مَا وَطِئَهُ بَشَرٌ ، وَ مَا مَشى‏ فِيهِ بَشَرٌ قَبْلَكَ» .

هديّة:

خلّاه تخلية، وكذا خلّى عنه على المعلوم أيضاً، وطئه كعلم.
والهاء في (أمضه) للسكت.

الحديث الرابع عشر

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ الْجَوْهَرِيِّ ،۲عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، قَالَ : سَأَلَ أَبُو بَصِيرٍ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام وَ أَنَا حَاضِرٌ ، فَقَالَ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، كَمْ عُرِجَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ؟ قَالَ‏۳:«مَرَّتَيْنِ ،

1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «عليّ بن إبراهيم، عن أبيه ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن حمّاد بن عثمان».

2.السند في الكافي المطبوع هكذا : «عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد الجوهري».

3.في الكافي المطبوع : «فقال».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
308

وَاحِدَةٍ ، وَ هِيَ رُوحُ الْقُدُسِ ، فَبِهِ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ وَ عِتْرَتُهُ ، وَ لِذلِكَ خَلَقَهُمْ حُلَمَاءَ ، عُلَمَاءَ ، بَرَرَةً ، أَصْفِيَاءَ ، يَعْبُدُونَ اللَّهَ بِالصَّلَاةِ وَ الصَّوْمِ وَ السُّجُودِ وَ التَّسْبِيحِ وَ التَّهْلِيلِ ، وَ يُصَلُّونَ الصَّلَوَاتِ ، وَ يَحُجُّونَ وَ يَصُومُونَ» .

هديّة:

(أوّل) نصب على أنّه ظرف زمان، والمراد الزمان الذي قبل حدوث الإمامة، والعامل «خلق» في (خلق محمّداً)، و(ما) مصدريّة، و(الهداة) المفعول ثانٍ ل «خلق».
و«الظلّ» قد يُطلق على الشخص. والباعث على السؤال اشتراك الشبح بين معانٍ: النموذج، والشخص، وما له طول وعرض. ف (أبدان نورانيّة) يعني أبدان مثاليّة لهم عليهم السلام. وقد عرفت آنفاً أنّ خلق عالم الأرواح قبل خلق عالم المثال وهو عالم الأظلّة المخلوق قبل عالم الأجسام، وأنّ التعبير بالنور إنّما هو عن الروح السعيد، دون الروح الشقيّ.
وقال برهان الفضلاء: المراد من الروح في «بلا أرواح» الروح المخصوصة بالنبيّ وآله صلى اللَّه عليه وآله المعبّر عنها بروحٍ من أمرنا، كما ذكرت في الباب السادس والخمسين، وذكر في الباب الخامس والخمسين أنّ روح القدس مشتركة بين جميع الأنبياء والأوصياء عليهم السلام، وقيل: في «بلا أرواح» فإنّ تلك الأبدان هي الأرواح.
(ولذلك خلقهم حلماء علماء، بررة، أصفياء) إلى آخره دلالة صريحة على أنّهم عليهم السلام معصومون من أوّل العمر إلى آخره. «حُلماء» يعني عاقلين عن اللَّه تعالى، «علماء» بعلم اللَّه عزّ وجلّ.

الحديث الثاني عشر

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ حَارِثٍ ،۱عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ الْعِجْلِيِّ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، قَالَ : «كَانَ فِي رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ثَلَاثَةٌ لَمْ تَكُنْ فِي أَحَدٍ غَيْرِهِ : لَمْ يَكُنْ لَهُ فَيْ‏ءٌ ، وَ كَانَ لَا يَمُرُّ فِي طَرِيقٍ فَيُمَرُّ فِيهِ بَعْدَ يَوْمَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ إِلَّا عُرِفَ أَنَّهُ قَدْ مَرَّ فِيهِ ؛ لِطِيبِ

1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «عليّ بن محمّد و غيره ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن الوليد شباب الصيرفي ، عن مالك بن إسماعيل النهدي ، عن عبد السلام بن حارث».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
تعداد بازدید : 123536
صفحه از 612
پرینت  ارسال به