321
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4

أَنْكَرَ أَوْ نَسِيَ أَوْ تَنَاسى‏ ، فَعَلَى اللَّهِ حِسَابُكُمْ‏۱ ، وَ اللَّهُ مِنْ وَرَاءِ حَوَائِجِكُمْ ، وَ أَسْتَوْدِعُكُمُ اللَّهَ ، وَ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ».
فَسَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام : مِمَّنْ أَتَاهُمُ التَّعْزِيَةُ ؟ فَقَالَ : «مِنَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالى‏» .

هديّة:

(بأطول ليلة) لحزن أعظم مصيبة، (حتّى ظنّوا) على المعلوم ، مبالغة في كثرة الحزن وعظم المصيبة، يعني حتّى كأنّ نظام العالم رأى عليهم مفرّقاً مشتّتاً. وقرأ برهان الفضلاء : «حتّى ظنّوا» على ما لم يسمّ فاعله، قال: يعني أوهمت خواطر الناس.
«أظلّه»: ألقى ظلّه عليه، «أقلّه»: أطاق حمله وثقله.
و«الوتر» بفتح الواو وكسرها: الفرد والدخل والحقد، ومصدرُ وتره كوعد، فعلى قراءته على غير الفعل، يعني أنّه صلى اللَّه عليه وآله كان متفرّداً وحيداً ممتازاً لا نظير له عند الصديق والعدوّ في ظهور أنّ حبّه في اللَّه وبغضه في اللَّه، فوالى في اللَّه الأبعدين، وعادى في اللَّه الأقربين. وعلى قراءته على الفعل - كما ضبط برهان الفضلاء - يعني أغاظهم وأسخطهم على نفسه وأهله، وجعلهم ذوي حقد وضغينة عليهم في طلب رضاء اللَّه.
(أهل البيت) نصب على الاختصاص أو النداء.
(ورحمة اللَّه) عطف على (السّلام). واحتمل برهان الفضلاء نصبها عطفاً على «أهل البيت».
و«العزاء» بالفتح والمدّ: الصبر على المصيبة، والتعزية: التصبير عليها.
و«الهلك» وكذا «الهلكة»: مصدر هلك كضرب، والهلكة محرّكة: الهلاك، و(دركاً لما فات)لمّا كان موهماً عدم مناسبته للمقام لانتفاء التدارك لمثل الفوت، فاتبع به ما يفيد حِكماً شتّى ووجوهاً لما سنح من أمر القضاء، منها أنّ اللّقاء في دار السلام والبقاء بذاك الشأن تدارك لذلك قطعاً.

1.في الكافي المطبوع : «حسابكم».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
320

«ودفعها إليّ بردة» يعني بواسطة الأوصياء المستودعين الصّامتين عن الحكم؛ واللَّه أعلم بالصواب، ومنه يرجى الثواب.

الحديث العشرون‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ ابْنِ أَسْبَاطٍ ،۱عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، قَالَ : «لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، بَاتَ آلُ مُحَمَّدٍ عليهم السلام بِأَطْوَلِ لَيْلَةٍ حَتّى‏ ظَنُّوا أَنْ لَا سَمَاءَ تُظِلُّهُمْ ؛ وَ لَا أَرْضَ تُقِلُّهُمْ ؛ لِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله وَتَرَ الْأَقْرَبِينَ وَ الْأَبْعَدِينَ فِي اللَّهِ .
فَبَيْنَا هُمْ كَذلِكَ إِذْ أَتَاهُمْ آتٍ - لَا يَرَوْنَهُ وَ يَسْمَعُونَ كَلَامَهُ - فَقَالَ : السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ ، إِنَّ فِي اللَّهِ عَزَاءً مِنْ كُلِّ مُصِيبَةٍ ، وَ نَجَاةً مِنْ كُلِّ هَلَكَةٍ ، وَ دَرَكاً لِمَا فَاتَ : «كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَ إِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ وَ مَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلّا مَتاعُ الْغُرُورِ» إِنَّ اللَّهَ اخْتَارَكُمْ وَ فَضَّلَكُمْ وَ طَهَّرَكُمْ ، وَ جَعَلَكُمْ أَهْلَ بَيْتِ نَبِيِّهِ ، وَ اسْتَوْدَعَكُمْ عِلْمَهُ ، وَ أَوْرَثَكُمْ كِتَابَهُ ، وَ جَعَلَكُمْ تَابُوتَ عِلْمِهِ وَ عَصَا عِزِّهِ ، وَ ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا مِنْ نُورِهِ ، وَ عَصَمَكُمْ مِنَ الزَّلَلِ ، وَ آمَنَكُمْ مِنَ الْفِتَنِ ، فَتَعَزَّوْا بِعَزَاءِ اللَّهِ ؛ فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَنْزِعْ مِنْكُمْ رَحْمَتَهُ ،۲ فَأَنْتُمْ أَهْلُ اللَّهِ - عَزَّ وَ جَلَّ - الَّذِينَ بِهِمْ تَمَّتِ النِّعْمَةُ ، وَ اجْتَمَعَتِ الْفُرْقَةُ ، وَ ائْتَلَفَتِ الْكَلِمَةُ ، وَ أَنْتُمْ أَوْلِيَاؤُهُ ؛ فَمَنْ تَوَلَّاكُمْ فَازَ ؛ وَ مَنْ ظَلَمَ حَقَّكُمْ زَهَقَ ؛ مَوَدَّتُكُمْ مِنَ اللَّهِ وَاجِبَةٌ فِي كِتَابِهِ عَلى‏ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ ، ثُمَّ اللَّهُ عَلى‏ نَصْرِكُمْ - إِذَا يَشَاءُ - قَدِيرٌ ؛ فَاصْبِرُوا لِعَوَاقِبِ الْأُمُورِ ؛ فَإِنَّهَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ ، قَدْ قَبِلَكُمُ اللَّهُ مِنْ نَبِيِّهِ وَدِيعَةً ، وَ اسْتَوْدَعَكُمْ أَوْلِيَاءَهُ الْمُؤْمِنِينَ‏۳ ، فَمَنْ أَدّى‏ أَمَانَتَهُ ، آتَاهُ اللَّهُ صِدْقَهُ ، فَأَنْتُمُ الْأَمَانَةُ الْمُسْتَوْدَعَةُ ، وَ لَكُمُ الْمَوَدَّةُ الْوَاجِبَةُ وَ الطَّاعَةُ الْمَفْرُوضَةُ ، وَ قَدْ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله وَ قَدْ أَكْمَلَ لَكُمُ الدِّينَ ، وَ بَيَّنَ لَكُمْ سَبِيلَ الْمَخْرَجِ ، فَلَمْ يَتْرُكْ لِجَاهِلٍ حُجَّةً ، فَمَنْ جَهِلَ أَوْ تَجَاهَلَ أَوْ

1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «الحسين بن محمّد الأشعريّ ، عن معلّى بن محمّد ، عن منصور بن العبّاس، عن عليّ بن أسباط».

2.في الكافي المطبوع : + «ولن يزيل عنكم نعمته».

3.في الكافي المطبوع : + «في الأرض».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
تعداد بازدید : 123493
صفحه از 612
پرینت  ارسال به