325
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4

أجناسه، يعني صنفاً خاصّاً.
قيل: «عليه سيماء الأنبياء وهيبة الملوك»، يعني معها في الدنيا والآخرة.

الحديث الرابع والعشرون‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ وَاقِدٍ ،۱عَنْ مُقَرِّنٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، قَالَ :«إِنَّ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ أَوَّلُ مَنْ قَالَ بِالْبَدَاءِ ، يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أُمَّةً وَحْدَهُ ، عَلَيْهِ بَهَاءُ الْمُلُوكِ وَ سِيمَاءُ الْأَنْبِيَاءِ» .

هديّة:

(مقرّن) ضبطه في الإيضاح على اسم الفاعل من التفعيل.۲
يعني أوّل من قال بعد ظهور خاتم الأنبياء صلى اللَّه عليه وآله بالولادة. وقال برهان الفضلاء:
لمّا كان البداء لغة التأسّف على الفعل، وكان إطلاقه في أفعاله تعالى - ولو بمعنى ظهور حكم آخر بعد حكم ومحو حكم وإثبات آخر كما قال اللَّه تَعَالى‏: «يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ»۳ - من الاُمور العظيمة المحتاجة إلى الجرأة والإقدام، فاجترأ عبد المطّلب وصدر هذا الإطلاق منه عند الخوف على النبيّ صلى اللَّه عليه وآله واضطرابه له كما في الحديث التالي، والخائف المضطرّ معذور، فاستعاروا بعده كما استعار هو عند الاضطرار ، ثمّ جرى بعده وشاع؛ فلا منافاة بين مثل هذا الحديث والذي يدلّ على أنّه لم يبعث نبيّ إلّا وهو قائل بالبداء، وقد سبق.
ومن براهين عقل الإيمان على ثبوت البداء في أفعاله تعالى بالمعنى المذكور أمره تعالى بالدعاء والتصدّق، فلو كانت الاُمور مقدّرات أزليّة بحيث لا يتخلّف تحقّقها كما زعمت اليهود وزنادقة الفلاسفة لما كانت فائدة لذلك الأمر.

1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «عليّ بن ا براهيم ، عن أبيه ، عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن الأصمّ ، عن الهيثم بن واقد».

2.إيضاح الإشتباه ، ص ۳۰۴ ، الرقم ۷۱۹.

3.الرعد (۱۳): ۳۹.


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
324

النَّبِيِّ صلى اللَّه عليه وآله ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، إِنَّ رَبَّكَ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ ، وَ يَقُولُ : إِنِّي قَدْ حَرَّمْتُ النَّارَ عَلى‏ صُلْبٍ أَنْزَلَكَ ، وَ بَطْنٍ حَمَلَكَ ، وَ حِجْرٍ كَفَلَكَ ؛ فَالصُّلْبُ صُلْبُ أَبِيهِ‏۱عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، وَ الْبَطْنُ الَّذِي حَمَلَكَ فَآمِنَةُ بِنْتُ وَهْبٍ ، وَ أَمَّا حِجْرٌ كَفَلَكَ ، فَحِجْرُ أَبِي طَالِبٍ» .
وَ فِي رِوَايَةِ ابْنِ فَضَّالٍ : «وَ فَاطِمَةَ بِنْتِ أَسَدٍ» .

هديّة:

«أقرأه السلام» من الإفعال، وقرأ عليه السلام كمنع.
(فالصلب صلب أبيه) كلامُ الإمام عليه السلام، ف (حملك) و(كفلك) بعده على الحكاية، والمراد ذكر المتعدّ به على رغم من تكلّم في هؤلاء، لا الحصر؛ فإنّ ذلك إلى آدم عليه السلام، والفاء في (فالصلب) للبيان، وفي (فآمنة) للجزاء، والتقدير : «وأمّا البطن الذي حملك».
و«كفله» كنصر وبالتشديد بمعنى.
(وفي رواية ابن فضّال) كلامُ ثقةِ الإسلام، يعني فحجر أبي طالب وحجر اُمّ عليّ بن أبي طالب صلوات اللَّه عليه.

الحديث الثالث والعشرون‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ ،۲عَنْ زُرَارَةَ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، قَالَ :«يُحْشَرُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أُمَّةً وَحْدَهُ ، عَلَيْهِ سِيمَاءُ الْأَنْبِيَاءِ وَ هَيْبَةُ الْمُلُوكِ» .

هديّة:

«السّيما» بالقصر: العلامة كالسّيمة بالكسر، وحسن المنظر؛ قال اللَّه تعالى: «سِيمَاهُمْ فِى وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ»۳.
قال برهان الفضلاء: «اُمّة وحده» أي جنساً خاصّاً من أجناس البشر ممتازاً عن سائر

1.في الكافي المطبوع : «أبيك».

2.السند في الكافي المطبوع هكذا : «محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل بن درّاج».

3.الفتح (۴۸): ۲۹.

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
تعداد بازدید : 123472
صفحه از 612
پرینت  ارسال به