327
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4

بيتك الحرام كما ضبطه برهان الفضلاء، ولطفه ظاهر مسجّع، قال : «الآل» بمعنى المحبّ جدّاً.
(فأمر) على الأمر من الأمر، أي «إن» بكسر الهمزة، وقرئ : «فأمر»، أي فأمر عظيم ما بدا لك من أمر إهلاكه، وقرئ أيضاً : «فأمر ما» يعني أمر ما من الاُمور بدا لك من الإهلاك.
«إغتاله» : أخذه من حيث لم يدرِ، وخدعه ليقتله بغتةً.

الحديث السادس والعشرون‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمْرَانَ ،۱عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ ، قَالَ : قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام :«لَمَّا أَنْ وَجَّهَ صَاحِبُ الْحَبَشَةِ بِالْخَيْلِ - وَ مَعَهُمُ الْفِيلُ - لِهَدْمِ‏۲ الْبَيْتِ ، مَرُّوا بِإِبِلٍ لِعَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، فَسَاقُوهَا ، فَبَلَغَ ذلِكَ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ ، فَأَتى‏ صَاحِبَ الْحَبَشَةِ ، فَدَخَلَ الْآذِنُ ، فَقَالَ : هذَا عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بْنُ هَاشِمٍ ، قَالَ : وَ مَا يَشَاءُ ؟ قَالَ التَّرْجُمَانُ : جَاءَ فِي إِبِلٍ لَهُ سَاقُوهَا يَسْأَلُكَ رَدَّهَا ، فَقَالَ مَلِكُ الْحَبَشَةِ لِأَصْحَابِهِ : هذَا رَئِيسُ قَوْمٍ وَ زَعِيمُهُمْ جِئْتُ إِلى‏ بَيْتِهِ الَّذِي يَعْبُدُهُ لِأَهْدِمَهُ وَ هُوَ يَسْأَلُنِي إِطْلَاقَ إِبِلِهِ! أَمَا لَوْ سَأَلَنِيَ الْإِمْسَاكَ عَنْ هَدْمِهِ لَفَعَلْتُ ، رُدُّوا عَلَيْهِ إِبِلَهُ ، فَقَالَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ لِتَرْجُمَانِهِ : مَا قَالَ‏۳ الْمَلِكُ ؟ فَأَخْبَرَهُ ، فَقَالَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ : أَنَا رَبُّ الْإِبِلِ ، وَ لِهذَا الْبَيْتِ رَبٌّ يَمْنَعُهُ ، فَرُدَّتْ عَلَيْهِ‏۴إِبِلُهُ ، وَ انْصَرَفَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ نَحْوَ مَنْزِلِهِ ، فَمَرَّ بِالْفِيلِ فِي مُنْصَرَفِهِ ، فَقَالَ لِلْفِيلِ : يَا مَحْمُودُ ، فَحَرَّكَ الْفِيلُ رَأْسَهُ ، فَقَالَ لَهُ : أَ تَدْرِي لِمَ جَاؤُوا بِكَ ؟ فَقَالَ الْفِيلُ بِرَأْسِهِ : لَا ، فَقَالَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ : جَاؤُوا بِكَ لِهَدْمِ‏۵ بَيْتِ رَبِّكَ ، أَ فَتُرَاكَ فَاعِلَ ذلِكَ ؟

1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن محمّد بن حمران».

2.في الكافي المطبوع : «ليهدم».

3.في الكافي المطبوع : + «لك».

4.في الكافي المطبوع : «إليه».

5.في الكافي المطبوع : «لتهدم».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
326

الحديث الخامس والعشرون‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنِ ابْنِ رِئَابٍ ،۱عَنْ البجلي، ومُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ جَمِيعاً ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، قَالَ : «يُبْعَثُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ أُمَّةً وَحْدَهُ ، عَلَيْهِ بَهَاءُ الْمُلُوكِ وَ سِيمَاءُ الْأَنْبِيَاءِ ، وَ ذلِكَ أَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ قَالَ بِالْبَدَاءِ».
قَالَ : «وَ كَانَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ أَرْسَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله إِلى‏ رِعَائِهِ فِي الإِبِلِ‏۲ قَدْ نَدَّتْ لَهُ ، يَجْمَعَهَا۳ ، فَأَبْطَأَ عَلَيْهِ ، فَأَخَذَ بِحَلْقَةِ بَابِ الْكَعْبَةِ ، وَ جَعَلَ يَقُولُ : يَا رَبِّ أَ تُهْلِكُ آلَكَ ؟ إِنْ تَفْعَلْ ، فَأْمُرْ مَا بَدَا لَكَ ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله بِالْإِبِلِ وَ قَدْ وَجَّهَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ فِي كُلِّ طَرِيقٍ وَ فِي كُلِّ شِعْبٍ فِي طَلَبِهِ ، وَ جَعَلَ يَصِيحُ : يَا رَبِّ ، أَ تُهْلِكُ آلَكَ ؟ إِنْ تَفْعَلْ فَأْمُرْ مَا بَدَا لَكَ ، وَ لَمَّا رَأى‏ رَسُولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، أَخَذَهُ فَقَبَّلَهُ ، وَ قَالَ : يَا بُنَيَّ ، لَا وَجَّهْتُكَ بَعْدَ هذَا فِي شَيْ‏ءٍ ؛ فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ تُغْتَالَ فَتُقْتَلَ» .

هديّة:

«الرعاء» بكسر الراء وتضمّ ممدود: جمع الراعي كالرعاة بالضمّ؛ قاله الجوهري‏۴ أيضاً ، قال اللَّه تعالى: «حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ»۵، في بعض النسخ: «رعاته» على الثاني، و«في إبل» مكان (في الإبل)، و«فجمعها» مكان (يجمعها) بتقدير «أن».
(قد ندّت) بالتشديد من الندّ بالفتح بمعنى الشرد والنفور، ندّ البعير كفرّ: إذا شرد ونفر، وقرئ بالتخفيف من الندو بالفتح ، أو الندى كذلك بمعنى تفرّق الشي‏ء وخروج الإبل من مرعاها. وقرئ: «ألك» على الاستفهام التعجّبي لما ثبت عنده أنّه سيصير نبيّاً يملك المشارق والمغارب، و«أن تفعل» بفتح الهمز مكان آلك بمعنى أهْلُك، يعني آل

1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «بعض أصحابنا ، عن ابن جمهور ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب».

2.في الكافي المطبوع : «رعاته في إبل» بدل «رعائه في الإبل».

3.في الكافي المطبوع : «فجمعها».

4.الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۳۵۸ (رعى).

5.القصص (۲۸): ۲۳.

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
تعداد بازدید : 123437
صفحه از 612
پرینت  ارسال به