331
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4

السعود، قبائل ذكرها الجوهري‏۱ وغيره مفصّلة.
وهنا إشكال بتزويج أمير المؤمنين عليه السلام ابنة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله على أنّها بنت أخيه من الرضاعة.
فقيل: لعلّ ذلك قبل حكم الرضاع، فينشر الحرمة إلّا فيما قد سلف، وليس بشي‏ء.
وقيل: لعلّ دفعه صلى اللَّه عليه وآله إلى حليمة بعد الانفصال عن اللبن.
وفيه: أنّه خلاف الظاهر، ويأباه «أيّاماً».
وقيل: كأنّ هنا إسقاط، مثل «فوقف، فأشرف» فقرئ : «حتّى وَقِع» كعلم، يُقال: وقع فلان: اشتكى لحم قَدَمِه من غلظ الأرض والحجارة.
وقال برهان الفضلاء: يحتمل أن يكون المراد بثدي نفسه ثدي زوجته فاطمة بنت أسد. ولا يشكل على هذا بتزويج أمير المؤمنين عليه السلام ابنة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله ؛ لأنّ المجمع عليه هو تحريم الاُمّ من الرضاعة والاُخت من الرضاعة.
وأيضاً روى الصدوق رحمة اللَّه عليه في كتاب معاني الأخبار في معنى قول الصادق عليه السلام: «لا يحرم من الرضاع إلّا ما كان مجبوراً» أنّ من شروط نشر الحرمة بالرضاع أن يكون بالاستيجار ونحوه، انتهى.۲
وفيه: أنّ الاحتمال المذكور يمنعه: (فأنزل اللَّه فيه لبناً).
أقول: يرد الإشكال لو لم يمكن تخلّف كونه صلى اللَّه عليه وآله ابناً رضاعيّاً لأبي طالب عن كون ظئره اُمّاً رضاعيّاً له، فلعلّها أرضعته لا من لبن هذا الفحل.

الحديث التاسع والعشرون‏

۰.روى في الكافي عن الثلاثة،۳عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، قَالَ : «إِنَّ مَثَلَ أَبِي طَالِبٍ مَثَلُ أَصْحَابِ الْكَهْفِ ، أَسَرُّوا الْإِيمَانَ وَ أَظْهَرُوا الشِّرْكَ ، فَآتَاهُمُ اللَّهُ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ» .

1.الصحاح ، ج ۲ ، ص ۴۸۷ (سعد).

2.معاني الأخبار ، ص ۲۱۴ ، ح ۱.

3.يعني: «عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
330

به ، وسيبعث نبيّاً يملك المشارق والمغارب، وهو خاتم الأنبياء الموعود في الكتب السماويّة جميعاً.
وقرأ برهان الفضلاء: «أتّاه» بالتشديد، وقال: «التأتية» تخلية المرء بينه وبين سبيله الذي أراده، وفلان أتّى الماء: سهّل سبيله ليجري إلى ما يريد، ثمّ احتمل «أتاه» من باب ضرب، وقال: فالماضي لتحقّق الوقوع في المستقبل أو للوقوع، فإنّه صلى اللَّه عليه وآله نبوّته قبل رسالته، فلعلّه نبيّ في ذلك الوقت.
وروي من طرق العامّة عن أبي ذرّ رضي اللَّه عنه قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله: «قد فرّج سقف بيتي وأنا بمكّة، فنزل جبرئيل عليه السلام ففرّج صدري، ثمّ غسّله من ماء زمزم، ثمّ جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيماناً فأفرغه في صدري، ثمّ أطبقه، ثمّ أخذ بيدي فعرج بنا إلى السماء».۱

الحديث الثامن والعشرون‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ دُرُسْتَ،۲عَنْ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، قَالَ : «لَمَّا وُلِدَ النَّبِيُّ صلى اللَّه عليه وآله ، مَكَثَ أَيَّاماً لَيْسَ لَهُ لَبَنٌ ، فَأَلْقَاهُ أَبُو طَالِبٍ عَلى‏ ثَدْيِ نَفْسِهِ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ لَبَناً ، فَرَضَعَ مِنْهُ أَيَّاماً حَتّى‏ وَقَعَ أَبُو طَالِبٍ عَلى‏ حَلِيمَةَ السَّعِيدِيَّةِ۳ ، فَدَفَعَهُ إِلَيْهَا» .

هديّة:

(فرضع منه) على المعلوم من باب ضرب وعلم.
و(حليمة) مكبّرة كسعيديّة بكسر العين: قبيلة من اليمن، وبرود السعيديّة مشهورة. وفي بعض النسخ - كما ضبط برهان الفضلاء - : «السعديّة» بسكون العين: نسبةً إلى أحد

1.صحيح البخاري ، ج ۴ ، ص ۱۰۷ ؛ صحيح مسلم ، ج‏۱ ، ص ۱۰۲ ؛ مسند أحمد ، ج ۵ ، ص ۱۲۲ ؛ السنن الكبرى للنسائي ، ج ۱ ، ص ۱۴۰ ، ح ۳۱۴.

2.السند في الكافي المطبوع هكذا : «محمّد بن يحيى ، عن سعد بن عبد اللَّه، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي ، عن عليّ بن المعلّى، عن أخيه محمّد، عن درست بن أبي منصور».

3.في الكافي المطبوع : «السّعديّة».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
تعداد بازدید : 123315
صفحه از 612
پرینت  ارسال به