به ، وسيبعث نبيّاً يملك المشارق والمغارب، وهو خاتم الأنبياء الموعود في الكتب السماويّة جميعاً.
وقرأ برهان الفضلاء: «أتّاه» بالتشديد، وقال: «التأتية» تخلية المرء بينه وبين سبيله الذي أراده، وفلان أتّى الماء: سهّل سبيله ليجري إلى ما يريد، ثمّ احتمل «أتاه» من باب ضرب، وقال: فالماضي لتحقّق الوقوع في المستقبل أو للوقوع، فإنّه صلى اللَّه عليه وآله نبوّته قبل رسالته، فلعلّه نبيّ في ذلك الوقت.
وروي من طرق العامّة عن أبي ذرّ رضي اللَّه عنه قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله: «قد فرّج سقف بيتي وأنا بمكّة، فنزل جبرئيل عليه السلام ففرّج صدري، ثمّ غسّله من ماء زمزم، ثمّ جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيماناً فأفرغه في صدري، ثمّ أطبقه، ثمّ أخذ بيدي فعرج بنا إلى السماء».۱
الحديث الثامن والعشرون
۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ دُرُسْتَ،۲عَنْ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، قَالَ : «لَمَّا وُلِدَ النَّبِيُّ صلى اللَّه عليه وآله ، مَكَثَ أَيَّاماً لَيْسَ لَهُ لَبَنٌ ، فَأَلْقَاهُ أَبُو طَالِبٍ عَلى ثَدْيِ نَفْسِهِ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ لَبَناً ، فَرَضَعَ مِنْهُ أَيَّاماً حَتّى وَقَعَ أَبُو طَالِبٍ عَلى حَلِيمَةَ السَّعِيدِيَّةِ۳ ، فَدَفَعَهُ إِلَيْهَا» .
هديّة:
(فرضع منه) على المعلوم من باب ضرب وعلم.
و(حليمة) مكبّرة كسعيديّة بكسر العين: قبيلة من اليمن، وبرود السعيديّة مشهورة. وفي بعض النسخ - كما ضبط برهان الفضلاء - : «السعديّة» بسكون العين: نسبةً إلى أحد
1.صحيح البخاري ، ج ۴ ، ص ۱۰۷ ؛ صحيح مسلم ، ج۱ ، ص ۱۰۲ ؛ مسند أحمد ، ج ۵ ، ص ۱۲۲ ؛ السنن الكبرى للنسائي ، ج ۱ ، ص ۱۴۰ ، ح ۳۱۴.
2.السند في الكافي المطبوع هكذا : «محمّد بن يحيى ، عن سعد بن عبد اللَّه، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي ، عن عليّ بن المعلّى، عن أخيه محمّد، عن درست بن أبي منصور».
3.في الكافي المطبوع : «السّعديّة».