333
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4

(وفي حديث آخر) كلامُ ثقةِ الإسلام، وبهذا أحاديث الباب اثنان وأربعون.
في بعض النسخ : «لقد علموا» مكان (وقد علموا)، «ولا يعنى» - كما ضبط برهان الفضلاء على المضارع الغائب المعلوم من باب علم، من العناء بالفتح والمدّ، بمعنى التقيّد والخضوع مكان (ولا يعبأ) بمعنى لا يهتمّ، قال: يعني لا يغترّ في أمر دينه.
و(الأباطل) جمع «الأبطل» أفعل التفضيل للباطل.
و«الأبيض»: الرجل التقيّ النقيّ العرض والسيرة. (يستسقى الغمام) على ما لم يسمّ فاعله، أي يطلب الغيث بالاستعانة من بركة ماء وجهه، أو الوجه عبارة عن الجاه والمنزلة. و(ثمال)ككتاب: الغياث الذي يقوم بأمر قومه.
و«الأرملة»: تأنيث «الأرمل» على أفعل. قال في القاموس: رجلٌ أرمل وامرأة أرملة: محتاجة أو مسكينة، والجمع: أرامل وأراملة، والأرمل: العزب وهي بهاء ولا يقال للعزبة الموسرة: أرملة، والأرملة: الرّجال المحتاجون الضعفاء، انتهى.۱
في بعض النسخ : «عصمة الأرامل» بالإضافة.

الحديث الحادي والثلاثون‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ الثلاثة،۲عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، قَالَ :«بَيْنَا النَّبِيُّ صلى اللَّه عليه وآله فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ، وَ عَلَيْهِ ثِيَابٌ لَهُ جُدُدٌ ، فَأَلْقَى الْمُشْرِكُونَ عَلَيْهِ سَلى‏ نَاقَةٍ ، فَمَلُّوا۳ ثِيَابَهُ بِهَا ، فَدَخَلَهُ مِنْ ذلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ ، فَذَهَبَ إِلى‏ أَبِي طَالِبٍ ، فَقَالَ لَهُ : يَا عَمِّ ، كَيْفَ تَرى‏ حَسَبِي فِيكُمْ ؟ فَقَالَ لَهُ : وَ مَا ذَاكَ يَا ابْنَ أَخِي ؟ فَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ ، فَدَعَا أَبُو طَالِبٍ حَمْزَةَ ، وَ أَخَذَ السَّيْفَ ، وَ قَالَ لِحَمْزَةَ : خُذِ السَّلى‏ ، ثُمَّ تَوَجَّهَ إِلَى الْقَوْمِ وَ النَّبِيُّ صلى اللَّه عليه وآله مَعَهُ ، فَأَتى‏ قُرَيْشاً - وَ هُمْ حَوْلَ الْكَعْبَةِ - فَلَمَّا رَأَوْهُ ، عَرَفُوا الشَّرَّ فِي وَجْهِهِ ، ثُمَّ قَالَ لِحَمْزَةَ : أَمِرَّ السَّلى‏ عَلى‏ سِبَالِهِمْ ، فَفَعَلَ ذلِكَ حَتّى‏ أَتى‏ عَلى‏ آخِرِهِمْ ، ثُمَّ الْتَفَتَ أَبُو طَالِبٍ إِلَى النَّبِيِّ صلى اللَّه عليه وآله ، فَقَالَ :

1.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۳۸۷ (رمل).

2.يعني : «عليّ بن إبراهيم» ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير».

3.في الكافي المطبوع : «فملؤوا».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
332

هديّة:

(مثل أصحاب الكهف) يحتمل الرفع، والنصب على نزع الخافض وإن كان مزيداً.
(مرّتين): مرّة للإيمان، واُخرى للتقيّة. وإنّما أسرّ الإيمان وأظهر الشرك ليكون أقدر على إعانة النبيّ صلى اللَّه عليه وآله أيضاً.

الحديث الثلاثون‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيِّ ،۱عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ جَعْفَرٍ ، عَنْ أَبِيهِ عليه السلام ، قَالَ : قِيلَ لَهُ : إِنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّ أَبَا طَالِبٍ كَانَ كَافِراً ؟ فَقَالَ : «كَذَبُوا ؛ كَيْفَ يَكُونُ كَافِراً وَ هُوَ يَقُولُ :


أَ لَمْ تَعْلَمُوا أَنَّا وَجَدْنَا مُحَمَّداًنَبِيّاً كَمُوسى‏ خُطَّ فِي أَوَّلِ الْكُتُبِ؟!» .
وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ : «كَيْفَ يَكُونُ أَبُو طَالِبٍ كَافِراً وَ هُوَ يَقُولُ :


وَقَدْ۲عَلِمُوا أَنَّ ابْنَنَا لَا مُكَذَّبٌ‏لَدَيْنَا وَ لَا يَعْبَأُ بِقَوْلِ‏۳الْأَبَاطِلِ‏
وَ أَبْيَضُ يُسْتَسْقَى الْغَمَامُ بِوَجْهِهِ‏ثِمَالُ الْيَتَامى‏ ، عِصْمَةٌ لِلْأَرَامِلِ؟!»
.

هديّة:

(ألم تعلموا) يحتمل الخطاب والغيبة.
(خطّ في أوّل الكتب) على ما لم يسمّ فاعله، قيل: يعني أنّ هذا مثبت في الكتاب الأوّل يعني اللوح المحفوظ، وقيل: يعني في أوّل كلّ كتاب تشرّفاً وتيمّناً باسمه، وقيل: يعني في كتب الأوائل. وقرأ برهان الفضلاء : «في أوّل الكتب» بضمّ الهمزة وفتح الواو المشدّدة، جمع «أولى» تأنيث «الأوّل» يعني الصحف الأوّلة التي كانت قبل سائر الكتب، قال: أو بفتح الهمزة، يعني كتاب آدم عليه السلام أو عمدة كلّ كتاب، يعني محكمه.

1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «الحسين بن محمّد و محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن إسحاق ، عن بكر بن محمّد الأزديّ».

2.في الكافي المطبوع : «لقد».

3.في الكافي المطبوع : «بقيل».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
تعداد بازدید : 123344
صفحه از 612
پرینت  ارسال به