335
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4

(ثارت): هاجت، من الثور وهو الهيجان والوثوب. و(الحجون) بالفتح وتقديم المهملة على الجيم.

الحديث الثالث والثلاثون‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ‏۱رَفَعَهُ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، قَالَ : «إِنَّ أَبَا طَالِبٍ أَسْلَمَ بِحِسَابِ الْجُمَّلِ» قَالَ : «بِكُلِّ لِسَانٍ» .

هديّة:

يجمع «الجملة» على «جمل» كصرد، و«جمّل» بالضمّ والتشديد كركّع، ويُقال للقلس بالفتح - وهو مجموع حبال السفينة مربوطة على سكّانها - : جمّل أيضاً كركّع، شبّه حساب أبجد بذلك لجمعها كالقلس مرتبة مرتبة مرّة في العشرة واُخرى في المائة ، ثمّ في الألف ، (بحساب الجمّل) متعلّق ب (قال)، وتكرار «قال» للفاصلة، يعني بإشارة من إشارات عقود الأنامل كما سيذكر في الحديث التالي.
(وبكلّ لسان) متعلّق ب (أسلم)، أي بكلّ حجّة للَّه على الناس في الأرض بأنّهم قائلون حقّاً أن لا إله إلّا اللَّه وحده لا شريك له، وأنّ محمّداً الذي خلقه رحمةً للعالمين بفضل جوده ومحض لطفه عبدُه ورسولُه. أوالمعنى أنّ أبا طالب أسلم بطريق إسلام كلّ حجّة للَّه بما ذكر، وهذا بدليل الحديث التالي.
وقال بعض المعاصرين: لعلّ المراد أنّه أظهر إسلامه بكلمات كانت عددها بحساب الجمّل ثلاثة وستّين،۲ وهي إلهٌ أحدٌ جواد، يعني كما روى الصدوق في معاني الأخبار عن ابن روح، وقال:
سئل أبو القاسم الحسين بن روح عن معنى هذا الخبر، يعني الحديث التالي، فقال: عنى بذلك إلهٌ أحدٌ جوادٌ، قال: وتفسير ذلك أنّ الألف واحد، واللام ثلاثون، والهاء خمسة، والألف واحد، والحاء ثمانية، والدال أربعة، والجيم ثلاثة، والواو ستّة، والألف واحد،

1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «عليّ بن محمّد بن عبد اللَّه و محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن عبد اللَّه».

2.الوافي ، ج ۳ ، ص ۷۰۱ ، ذيل ح ۱۳۱۰.


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
334

يَا ابْنَ أَخِي ، هذَا حَسَبُكَ فِينَا» .

هديّة:

«الجُدُد» بضمّتين: جمع الجديد وصفٌ للثياب، واللام في (له) للاختصاص.
و«السّلا» بفتح المهملة والقصر والتخفيف: الجلدة التي يكون فيها الولد من الحيوان. «ملّه» كعضّ: أدرنه وأوسخه، من الملّة بالفتح والتشديد بمعنى الرماد. وقرأ برهان الفضلاء: «فملؤوا» من الملأ كالمنع مصدر قولك: ملأت الإناء كمنع.
و«سبلة» بالتحريك يجمع على سبال وأسبلة، وهي ما على الشارب من الشَّعر، أو مجتمع الشاربين، أو ما على الذّقن على طرف اللّحية كلّها. في بعض النسخ : «أسبلتهم» مكان (سبالهم)، وفي بعض آخر : «خذ للسلاح» مكان (خذ السّلا)، وكأنّه مصنوع. و«الحسب»: شرف المجد والمكرمة والعزّة.

الحديث الثاني والثلاثون‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ عُبَيْدِ بْنِ زُرَارَةَ ،۱عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، قَالَ : «لَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو طَالِبٍ ، نَزَلَ جَبْرَئِيلُ عليه السلام عَلى‏ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، اخْرُجْ مِنْ مَكَّةَ ؛ فَلَيْسَ لَكَ بِهَا۲ نَاصِرٌ ، وَ ثَارَتْ قُرَيْشٌ بِالنَّبِيِّ صلى اللَّه عليه وآله ، فَخَرَجَ هَارِباً حَتّى‏ جَاءَ إِلى‏ جَبَلٍ بِمَكَّةَ - يُقَالُ لَهُ : الْحَجُونُ - فَصَارَ إِلَيْهِ» .

هديّة:

(توفّى) على ما لم يسمّ فاعله من التفعّل. وقال برهان الفضلاء: ويحتمل المعلوم من التفعّل، أي أتمّ عمره ورزقه.
في بعض النسخ : «فيها» مكان (بها).

1.السند في الكافي المطبوع هكذا: «عليٌّ، عن أبيه، عن ابن أبي نصر، عن إبراهيم بن محمّد الأشعريّ، عن عبيد بن زرارة».

2.في الكافي المطبوع : «فيها».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
تعداد بازدید : 123306
صفحه از 612
پرینت  ارسال به