337
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4

الحساب من واحد إلى عشرة آلاف، منها للستّين: وضع ظفر الإبهام اليمنى على العقد الأوسط من العقود الثلاثة في السبّابة كما يفعل الرامي عند الرمي، فبوضعها على عقود الثلاثة واحداً بعد واحد يفهم ثلاثة وستّين، فالمعنى أنّ أبا طالب رمى قلب المشركين بسهام وهي ثلاثة وستّون بيتاً في إظهار الإسلام بمدح النبيّ صلى اللَّه عليه وآله، انتهى.
وذكر الفاضل الاسترآبادي في بيان هذين الحديثين: الحديث رواه الصدوق في هذا المعنى. واكتفى، إلّا أنّه نقله عن كتاب كمال الدِّين وتمام النعمة هكذا: عن أبي الحسن محمّد بن أحمد، قال: كنت عند أبي القاسم بن روح فسأله رجلٌ: ما معنى قول العبّاس للنبيّ صلى اللَّه عليه وآله: إنّ عمّك أبا طالب قد أسلم بحساب الجمل وعقد بيده ثلاثة وستّين؟ فقال: عنى بذلك إلهٌ أحدٌ جوادٌ، وتفسير ذلك أنّ الألف واحد،۱ الحديث كما ذكر آنفاً.

الحديث الخامس والثلاثون‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ الأَصْبَغَ بْنِ نُبَاتَةَ الْحَنْظَلِيِّ ،۲قَالَ : رَأَيْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام يَوْمَ افْتَتَحَ الْبَصْرَةَ ، وَ رَكِبَ بَغْلَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، ثُمَّ قَالَ : «أَيُّهَا النَّاسُ ، أَ لَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ الْخَلْقِ يَوْمَ يَجْمَعُهُمُ اللَّهُ ؟» .
فَقَامَ إِلَيْهِ أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ ، فَقَالَ : بَلى‏ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، حَدِّثْنَا ؛ فَإِنَّكَ كُنْتَ تَشْهَدُ وَ تَغِيبُ ،۳فَقَالَ : «إِنَّ خَيْرَ الْخَلْقِ يَوْمَ يَجْمَعُهُمُ اللَّهُ سَبْعَةٌ مِنْ وُلْدِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، لَا يُنْكِرُ فَضْلَهُمْ إِلَّا كَافِرٌ ، وَ لَا يَجْحَدُ بِهِ إِلَّا جَاحِدٌ».
فَقَامَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ ، فَقَالَ : سَمِّهِمْ لَنَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ‏۴لِنَعْرِفَهُمْ ، فَقَالَ : «إِنَّ خَيْرَ الْخَلْقِ يَوْمَ يَجْمَعُهُمُ اللَّهُ الرُّسُلُ ، وَ إِنَّ أَفْضَلَ الرُّسُلِ مُحَمَّدٌ صلى اللَّه عليه وآله ، وَ إِنَّ أَفْضَلَ كُلِّ أُمَّةٍ بَعْدَ نَبِيِّهَا وَصِيُّ نَبِيِّهَا حَتّى‏ يُدْرِكَهُ نَبِيٌّ ، أَلَا وَ إِنَّ أَفْضَلَ الْأَوْصِيَاءِ وَصِيُّ مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله ، أَلَا وَ إِنَّ أَفْضَلَ الْخَلْقِ بَعْدَ

1.كمال الدين ، ج ۲ ، ص ۵۱۹ ، ح ۴۸.

2.السند في الكافي المطبوع هكذا : «محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال ، عن الحسين بن علوان الكلبّي ، عن عليّ بن الخروّر الغنويّ ، عن الأصبغ بن نباتة الحنظلي».

3.في الكافي المطبوع : «نغيب».

4.في الكافي المطبوع : «يا أمير المؤمنين سمّهم لنا».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
336

والدال أربعة، فذلك ثلاثة وثلاثون.۱
وقال بعض الأفاضل عبّر عليه السلام عن إسلام أبي طالب بكلّ لسان، يعني البتّة بإسلامه بحساب الجمل؛ لأنّه حساب جاز في كلّ لسان.
وقال برهان الفضلاء:
الحساب هنا بمعنى الكافي، قال اللَّه تعالى: «عَطَاءً حِسَاباً»۲. و«الجمل» كصرد: جمع الجملة، وكذا الجمّل بالتشديد، قال: أو بضمّتين جمع الجميل، يعني الحسان والأبرار، يعني بطريق كافٍ لمعرفة الجميع أو المحسنين أنّه أسلم، ف «بكلّ لسان» للتوضيح؛ إذ المعنى أنّ كلّ أحد حتّى الأجنبي عن لسانه عرف إسلامه، انتهى.
مثل الحديث من مصاديق قولهم عليهم السلام: «إنّ حديثنا صعبٌ مستصعب»۳الحديث.

الحديث الرابع والثلاثون‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ ابْنِ الْمُغِيرَةِ ،۴عَنْ السَّكُونِيِّ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، قَالَ :«أَسْلَمَ أَبُو طَالِبٍ بِحِسَابِ الْجُمَّلِ ، وَ عَقَدَ بِيَدِهِ ثَلَاثاً وَ سِتِّينَ» .

هديّة:

بيانه على بيان سابقه، أنّه عليه السلام قال بإشارة عقود الأنامل أنّ أبا طالب أسلم بأنّه إلهٌ أحدٌ جوادٌ، يعني بأن لا إله إلّا اللَّه وحده لا شريك له، وأنّ محمّداً الذي خلقه بفضل جوده ومحض لطفه عبده ورسوله.
وقال برهان الفضلاء:
كان المقرّر في السلف ثلاثاً وستّين صورة من صور عقود الأنامل لضبط الإشارة إلى

1.معاني الأخبار ، ص ۲۸۶ ، ح ۲.

2.النبأ (۷۸): ۳۶.

3.الكافي ، ج ۱ ، ص ۴۰۱ ، باب فيما جاء أنّ حديثهم صعب مستصعب ، ح ۳ ؛ وفي الطبعة الجديدة ، ج ۲ ، ص ۳۳۳ ، ح ۱۰۵۵ ؛ بصائر الدرجات ، ص ۲۵ ، ح ۲۰.

4.السند في الكافي المطبوع هكذا : «محمّد بن يحيى ، عن أحمد و عبد اللَّه ابني محمّد بن عيسى ، عن أبيهما ، عن عبد اللَّه بن المغيرة».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
تعداد بازدید : 123252
صفحه از 612
پرینت  ارسال به