والدال أربعة، فذلك ثلاثة وثلاثون.۱
وقال بعض الأفاضل عبّر عليه السلام عن إسلام أبي طالب بكلّ لسان، يعني البتّة بإسلامه بحساب الجمل؛ لأنّه حساب جاز في كلّ لسان.
وقال برهان الفضلاء:
الحساب هنا بمعنى الكافي، قال اللَّه تعالى: «عَطَاءً حِسَاباً»۲. و«الجمل» كصرد: جمع الجملة، وكذا الجمّل بالتشديد، قال: أو بضمّتين جمع الجميل، يعني الحسان والأبرار، يعني بطريق كافٍ لمعرفة الجميع أو المحسنين أنّه أسلم، ف «بكلّ لسان» للتوضيح؛ إذ المعنى أنّ كلّ أحد حتّى الأجنبي عن لسانه عرف إسلامه، انتهى.
مثل الحديث من مصاديق قولهم عليهم السلام: «إنّ حديثنا صعبٌ مستصعب»۳الحديث.
الحديث الرابع والثلاثون
۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ ابْنِ الْمُغِيرَةِ ،۴عَنْ السَّكُونِيِّ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، قَالَ :«أَسْلَمَ أَبُو طَالِبٍ بِحِسَابِ الْجُمَّلِ ، وَ عَقَدَ بِيَدِهِ ثَلَاثاً وَ سِتِّينَ» .
هديّة:
بيانه على بيان سابقه، أنّه عليه السلام قال بإشارة عقود الأنامل أنّ أبا طالب أسلم بأنّه إلهٌ أحدٌ جوادٌ، يعني بأن لا إله إلّا اللَّه وحده لا شريك له، وأنّ محمّداً الذي خلقه بفضل جوده ومحض لطفه عبده ورسوله.
وقال برهان الفضلاء:
كان المقرّر في السلف ثلاثاً وستّين صورة من صور عقود الأنامل لضبط الإشارة إلى
1.معاني الأخبار ، ص ۲۸۶ ، ح ۲.
2.النبأ (۷۸): ۳۶.
3.الكافي ، ج ۱ ، ص ۴۰۱ ، باب فيما جاء أنّ حديثهم صعب مستصعب ، ح ۳ ؛ وفي الطبعة الجديدة ، ج ۲ ، ص ۳۳۳ ، ح ۱۰۵۵ ؛ بصائر الدرجات ، ص ۲۵ ، ح ۲۰.
4.السند في الكافي المطبوع هكذا : «محمّد بن يحيى ، عن أحمد و عبد اللَّه ابني محمّد بن عيسى ، عن أبيهما ، عن عبد اللَّه بن المغيرة».