35
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4

ترجمة يحيى بن القاسم، أنّه قال: سمعت أبا عبداللَّه عليه السلام يقول: «منّا ثمانية محدّثون، سابعهم القائم».۱ وقال برهان الفضلاء:
هذه الرواية - على تقدير صحّتها - كانت في حياة الكاظم عليه السلام، فالمعنى أنّ مِن زمن الرسول صلى اللَّه عليه وآله إلى الكاظم عليه السلام وجد ثمانية من المحدّثين، سابعهم وهو الصادق عليه السلام قائم بالأمر اليوم.

الحديث الثاني عشر

۰.روى في الكافي عن الاثنين،۲عَنِ الْوَشَّاءِ ، قَالَ : أَتَيْتُ خُرَاسَانَ وَ أَنَا وَاقِفٌ ، فَحَمَلْتُ مَعِي مَتَاعاً ، وَ كَانَ مَعِي ثَوْبٌ وَشِيٌّ فِي بَعْضِ الرِّزَمِ ، وَ لَمْ أَشْعُرْ بِهِ ، وَ لَمْ أَعْرِفْ مَكَانَهُ ، فَلَمَّا قَدِمْتُ مَرْوَ ، وَ نَزَلْتُ فِي بَعْضِ مَنَازِلِهَا ، لَمْ أَشْعُرْ إِلَّا وَ رَجُلٌ مَدَنِيٌّ مِنْ بَعْضِ مُوَلَّدِيهَا ، فَقَالَ لِي : إِنَّ أَبَا الْحَسَنِ الرِّضَا عليه السلام يَقُولُ لَكَ‏۳: «ابْعَثْ إِلَيَّ الثَّوْبَ الْوَشِيَّ الَّذِي عِنْدَكَ». قَالَ : فَقُلْتُ : وَ مَنْ أَخْبَرَ أَبَا الْحَسَنِ عليه السلام بِقُدُومِي وَ أَنَا قَدِمْتُ آنِفاً ؟ وَ مَا عِنْدِي ثَوْبٌ وَشِيٌّ ، فَرَجَعَ إِلَيْهِ ، وَ عَادَ إِلَيَّ ، فَقَالَ : يَقُولُ لَكَ : «بَلى‏ هُوَ فِي مَوْضِعِ كَذَا وَ كَذَا ، وَ رِزْمَتُهُ كَذَا وَ كَذَا». فَطَلَبْتُهُ حَيْثُ قَالَ ، فَوَجَدْتُهُ فِي أَسْفَلِ الرِّزْمَةِ ، فَبَعَثْتُ بِهِ إِلَيْهِ .

هديّة:

«الوشيّ»: معتلّ الفاء واللام من باب ضرب: نقش الثوب، و«الوشّاء» بالمدّ: نقّاشه، والوشيّ فعيل بمعنى المفعول.
و«الرِّزمة» بتقديم المهملة المكسورة: ما شدّ في ثوب واحد. الجوهري: «الرّزمة»: الكارة من الثياب.۴
والفتح لغة، والجمع رُزُم، كارم والكارة: ما يحمل على الظهر من الثياب، وتكوير

1.رجال الكشّي، ص ۴۷۴، الرقم ۹۰۱.

2.يعنى: «الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد».

3.فى «د»: - «لك».

4.الصحاح، ج ۵، ص ۱۹۳۱ (رزم).


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
34

والإضافة في (عرق المديني) لاميّة؛ قاله برهان الفضلاء، وهو يخرج كثيراً في رِجْل الإنسان شبيهاً بالعرق، فيلفّ كلّما يخرج حتّى ينقطع بنفسه، ولو قطع قبل ذلك صار ذا رؤوس، فيخرج كلّ رأس منه من موضع آخر ويُقال له بالفارسيّة : «رشته».
و«مدين» على فعيل، بمعنى المديون، دنت الرّجل: أقرضته، فهو مدين ومديون، والمدين يكون ذليلاً لكثرة أنينه من الوجع، فسمّيت تلك العلّة بالعرق المديني، أي العرق المنسوب إلى المدين نسبة الشخص إلى الجنس، كما يُقال: شخص الإنساني.

الحديث الحادي عشر

۰.روى في الكافي بإسناده، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ،۱عَنِ ابْنِ قِيَامَا الْوَاسِطِيِّ - وَ كَانَ مِنَ الْوَاقِفَةِ - قَالَ : دَخَلْتُ عَلى‏ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا عليهما السلام ، فَقُلْتُ لَهُ : يَكُونُ إِمَامَانِ ؟ قَالَ : «لَا ، إِلَّا وَ أَحَدُهُمَا صَامِتٌ» .
فَقُلْتُ لَهُ : هُوَ ذَا أَنْتَ ، لَيْسَ لَكَ صَامِتٌ - وَ لَمْ يَكُنْ وُلِدَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام بَعْدُ - فَقَالَ لِي : «وَ اللَّهِ ، لَيَجْعَلَنَّ اللَّهُ مِنِّي مَا يُثْبِتُ بِهِ الْحَقَّ وَ أَهْلَهُ ، وَ يَمْحَقُ بِهِ الْبَاطِلَ وَ أَهْلَهُ». فَوُلِدَ لَهُ بَعْدَ سَنَةٍ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام .
فَقِيلَ لِابْنِ قِيَامَا : أَ لَا تُقْنِعُكَ هذِهِ الْآيَةُ ؟ فَقَالَ : أَمَا وَ اللَّهِ ، إِنَّهَا لَآيَةٌ عَظِيمَةٌ ، وَ لكِنْ كَيْفَ أَصْنَعُ بِمَا قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام فِي ابْنِهِ؟

هديّة:

قد سبق مضمونه في الباب الثاني والسبعين.۲
والمراد ب (ما قال أبو عبداللَّه عليه السلام في ابنه) إمّا قوله عليه السلام: «أنّ موسى قد لبس الدّرع وساوى عليه»، وقد بيّن في الحديث الثالث من الباب السبعين‏۳، وإمّا ما رواه الكشّي في

1.السند في الكافي المطبوع هكذا: «أحمد بن مهران، عن محمّد بن عليّ».

2.الكافي، ج ۱، ص ۳۲۱، باب الإشارة والنصّ على أبي جعفر الثاني عليه السلام، ح ۷.

3.الكافي، ج ۱، ص ۳۰۸، باب الإشارة والنصّ على أبي الحسن موسى عليه السلام، ح ۳.

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
تعداد بازدید : 133060
صفحه از 612
پرینت  ارسال به