351
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4

كَاسِيَةً ، وَ ذَكَرْتُ ضَغْطَةَ الْقَبْرِ ، فَقَالَتْ : وَا ضَعْفَاهْ ، فَضَمِنْتُ لَهَا أَنْ يَكْفِيَهَا اللَّهُ ذلِكَ ، فَكَفَّنْتُهَا بِقَمِيصِي ، وَاضْطَجَعْتُ فِي قَبْرِهَا لِذلِكَ ، وَ انْكَبَبْتُ عَلَيْهَا ، فَلَقَّنْتُهَا مَا تُسْأَلُ عَنْهُ ؛ فَإِنَّهَا سُئِلَتْ عَنْ رَبِّهَا ، فَقَالَتْ ؛ وَ سُئِلَتْ عَنْ رَسُولِهَا ، فَأَجَابَتْ ؛ وَ سُئِلَتْ عَنْ وَلِيِّهَا وَ إِمَامِهَا ، فَأُرْتِجَ عَلَيْهَا ، فَقُلْتُ : ابْنُكِ ، ابْنُكِ‏۱» .

هديّة:

«السوأة» بالفتح: الخلّة القبيحة، يعني وافضيحتاه.
(خادمها) يمكن أن تكون غير الجارية المذكورة من قبل.
(تؤمي) دلالة إلى صحّة قبول الوصيّة بالإشارة.
(أعلمنه ذلك) أو «بذلك» كما في بعض النسخ.
(إحدى قميصيه) بتأنيث المضاف الأوّل وتثنية الثاني. قال في القاموس: القميص قد يؤنّث.۲
وضبط برهان الفضلاء : «أجدى قميصه» على أفعل التفضيل، من الجدوى بالجيم والقصر، يعني النفع في الأوّل والافراد في الثاني، قال: «قميصه» نصب عطف بيان للأجدى. وضبط «جسده» مكان (جلده).
و«الجنازة» مكسورة الجيم.
و«العاتق»: موضع الرداء من الكتف.
(ثمّ وضعها) يعني على شفير القبر.
(فسوّى عليها) أي التراب.
في بعض النسخ - كما ضبط برهان الفضلاء - : «استودعها إيّاك» مكان (استودعك إيّاها)، و«برّ أبي طالب» مكان (اُمّ ابن أبي طالب) وهذا أولى، أو كما في الأكثر أولى.

1.في الكافي المطبوع : + «إبنك».

2.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۳۱۶ (قمص).


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
350

بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهَا عُضْواً مِنْكِ مِنَ النَّارِ ؛ فَلَمَّا مَرِضَتْ أَوْصَتْ إِلى‏ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، وَ أَمَرَتْ أَنْ يُعْتِقَ خَادِمَهَا ، وَ اعْتُقِلَ لِسَانُهَا ، فَجَعَلَتْ تُومِيُ إِلى‏ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله إِيمَاءً ، فَقَبِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله وَصِيَّتَهَا .
فَبَيْنَمَا هُوَ صلى اللَّه عليه وآله ذَاتَ يَوْمٍ قَاعِدٌ إِذْ أَتَاهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام وَ هُوَ يَبْكِي ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : مَا يُبْكِيكَ ؟ فَقَالَ : مَاتَتْ أُمِّي فَاطِمَةُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : أُمِّي وَ اللَّهِ ، فَقَامَ صلى اللَّه عليه وآله‏۱ مُسْرِعاً حَتّى‏ دَخَلَ ، فَنَظَرَ إِلَيْهَا وَ بَكى‏ ، ثُمَّ أَمَرَ النِّسَاءَ أَنْ يَغْسِلْنَهَا ، وَ قَالَ صلى اللَّه عليه وآله : إِذَا فَرَغْتُنَّ فَلَا تُحْدِثْنَ شَيْئاً حَتّى‏ تُعْلِمْنَنِي ، فَلَمَّا فَرَغْنَ أَعْلَمْنَهُ ذَلِكَ‏۲ ، فَأَعْطَاهُنَّ إِحْدَى‏۳ قَمِيصَيْهِ ، الَّذِي يَلِي جِلْدَهُ‏۴ ، وَ أَمَرَهُنَّ أَنْ يُكَفِّنَّهَا فِيهِ .
وَ قَالَ لِلْمُسْلِمِينَ : إِذَا رَأَيْتُمُونِي قَدْ فَعَلْتُ شَيْئاً لَمْ أَفْعَلْهُ قَبْلَ ذلِكَ ، فَسَلُونِي : لِمَ فَعَلْتُهُ ؟ فَلَمَّا فَرَغْنَ مِنْ غُسْلِهَا وَ كَفْنِهَا ، دَخَلَ صلى اللَّه عليه وآله ، فَحَمَلَ جَنَازَتَهَا عَلى‏ عَاتِقِهِ ، فَلَمْ يَزَلْ تَحْتَ جَنَازَتِهَا حَتّى‏ أَوْرَدَهَا قَبْرَهَا ، ثُمَّ وَضَعَهَا ، وَ دَخَلَ الْقَبْرَ ، فَاضْطَجَعَ فِيهِ ، ثُمَّ قَامَ فَأَخَذَهَا عَلى‏ يَدَيْهِ حَتّى‏ وَضَعَهَا فِي الْقَبْرِ ، ثُمَّ انْكَبَّ عَلَيْهَا طَوِيلًا يُنَاجِيهَا ، وَ يَقُولُ لَهَا : ابْنُكَ ، ابْنُكِ ،۵ ثُمَّ خَرَجَ ، فَسَوّى‏۶ عَلَيْهَا ، ثُمَّ انْكَبَّ عَلى‏ قَبْرِهَا ، فَسَمِعُوهُ يَقُولُ : لَا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَوْدِعُكَ إيّاها ، ثُمَّ انْصَرَفَ .
فَقَالَ لَهُ الْمُسْلِمُونَ : إِنَّا رَأَيْنَاكَ فَعَلْتَ أَشْيَاءَ لَمْ تَفْعَلْهَا قَبْلَ الْيَوْمِ ؟ فَقَالَ : الْيَوْمَ فَقَدْتُ أُمَّ ابْنِ‏۷ أَبِي طَالِبٍ ، إِنْ كَانَتْ لَيَكُونُ عِنْدَهَا الشَّيْ‏ءُ ، فَتُؤْثِرُنِي بِهِ عَلى‏ نَفْسِهَا وَ وَلَدِهَا ، وَ إِنِّي ذَكَرْتُ الْقِيَامَةَ ، وَ أَنَّ النَّاسَ يُحْشَرُونَ عُرَاةً ، فَقَالَتْ : وَا سَوْأَتَاهْ ، فَضَمِنْتُ لَهَا أَنْ يَبْعَثَهَا اللَّهُ تَعَالى‏

1.في الكافي المطبوع : «وقام عليه السلام» بدل «فقام صلى اللَّه عليه وآله».

2.في الكافي المطبوع : «بذلك».

3.في الكافي المطبوع : «إحدى».

4.في الكافي المطبوع : «جسده».

5.في الكافي المطبوع : + «إبنك».

6.في الكافي المطبوع : «و سوّى».

7.في الكافي المطبوع : «برّ» بدل «أمّ ابن».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
تعداد بازدید : 105462
صفحه از 612
پرینت  ارسال به