353
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4

الحديث الخامس‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَرَ ،۱ عَنْ أَسِيدِ بْنِ صَفْوَانَ - صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله - قَالَ : لَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام ، ارْتَجَّ الْمَوْضِعُ بِالْبُكَاءِ ، وَ دَهِشَ النَّاسُ كَيَوْمِ قُبِضَ النَّبِيُّ صلى اللَّه عليه وآله ، فَجَاءَ۲ رَجُلٌ - بَاكِياً وَ هُوَ مُسْرِعٌ مُسْتَرْجِعٌ وَ هُوَ يَقُولُ : الْيَوْمَ انْقَطَعَتْ خِلَافَةُ النُّبُوَّةِ - حَتّى‏ وَقَفَ عَلى‏ بَابِ الْبَيْتِ الَّذِي فِيهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام ، فَقَالَ : رَحِمَكَ اللَّهُ يَا أَبَا الْحَسَنِ ، كُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلَاماً ، وَ أَخْلَصَهُمْ إِيمَاناً ، وَ أَشَدَّهُمْ يَقِيناً ،۳ وَ أَعْظَمَهُمْ عَنَاءً ، وَ أَحْوَطَهُمْ عَلى‏ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، وَ آمَنَهُمْ عَلى‏ أَصْحَابِهِ ، وَ أَفْضَلَهُمْ مَنَاقِبَ ، وَ أَكْرَمَهُمْ سَوَابِقَ ، وَ أَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً ، وَ أَقْرَبَهُمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، وَ أَشْبَهَهُمْ بِهِ هَدْياً وَ خَلْقاً وَ سَمْتاً وَ فِعْلًا ، وَ أَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً ، وَ أَكْرَمَهُمْ عَلَيْهِ ، فَجَزَاكَ اللَّهُ عَنِ الْإِسْلَامِ وَ عَنْ رَسُولِهِ وَ عَنِ الْمُسْلِمِينَ خَيْراً ، قَوِيتَ حِينَ ضَعُفَ أَصْحَابُهُ ، وَ بَرَزْتَ حِينَ اسْتَكَانُوا ، وَ نَهَضْتَ حِينَ وَهَنُوا ، وَ لَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله إِذْ هَمَّ أَصْحَابُهُ ، كُنْتَ خَلِيفَتَهُ حَقّاً ، لَمْ تُنَازَعْ وَ لَمْ تَضْرَعْ بِرَغْمِ الْمُنَافِقِينَ وَ غَيْظِ الْكَافِرِينَ وَ كُرْهِ الْحَاسِدِينَ وَ ضَغَنِ‏۴ الْفَاسِقِينَ ، فَقُمْتَ بِالْأَمْرِ حِينَ فَشِلُوا ، وَ نَطَقْتَ حِينَ تَتَعْتَعُوا ، وَ مَضَيْتَ بِنُورِ اللَّهِ إِذْ وَقَفُوا ، وَاتَّبَعُوكَ‏۵فَهُدُوا ، وَ كُنْتَ أَخْضَعَهُمْ‏۶ صَوْتاً ، وَ أَعْلَاهُمْ قُنُوتاً ، وَ أَقَلَّهُمْ كَلَاماً ، وَ أَصْوَبَهُمْ نُطْقاً ، وَ أَكْبَرَهُمْ رَأْياً ، وَ أَشْجَعَهُمْ قَلْباً ، وَ أَشَدَّهُمْ يَقِيناً ، وَ أَحْسَنَهُمْ عَمَلًا ، وَ أَعْرَفَهُمْ بِالْأُمُورِ .
كُنْتَ - وَ اللَّهِ - يَعْسُوباً لِلدِّينِ أَوَّلًا وَ آخِراً ، أَوَّلاً۷ حِينَ تَفَرَّقَ النَّاسُ ، وَ آخِراً۸ حِينَ فَشِلُوا ،

1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن البرقيّ، عن أحمد بن زيد النيسابوريّ ، قال : حدّثني عمر بن إبراهيم الهاشميّ ، عن عبد الملك بن عمر».

2.في الكافي المطبوع : «و جاء».

3.في الكافي المطبوع : + «و أخوفهم للَّه».

4.في الكافي المطبوع : «صغر».

5.في الكافي المطبوع : «فاتّبعوك».

6.في الكافي المطبوع : «أخفضهم».

7.في الكافي المطبوع : «الأوّل».

8.في الكافي المطبوع : «الآخر».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
352

(إن كانت) مخفّفة عن المثقّلة بحذف ضمير الشّان، واللام في (ليكون) مفتوحة، واحتمال كسر الهمزة على الشرطيّة لا بأس به.
في بعض النسخ - كما ضبط برهان الفضلاء - : «فأجابت» في الموضعين.
و«أرتج» على الماضي المجهول إمّا من الإفعال، و«الارتاج»: إغلاق الباب، أو من الافتعال، و«الارتجاج»: الاضطراب، ارتجّ عليها: استغلق عليها الكلام.

الحديث الرابع‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ الْكَلْبِيِّ ،۱عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام يَقُولُ : «لَمَّا وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، فُتِحَ لِآمِنَةَ بَيَاضُ فَارِسَ ، وَ قُصُورُ الشَّامِ ، فَجَاءَتْ فَاطِمَةُ - بِنْتُ أَسَدٍ أُمُّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام - إِلى‏ أَبِي طَالِبٍ ضَاحِكَةً مُسْتَبْشِرَةً ، فَأَعْلَمَتْهُ مَا قَالَتْ آمِنَةُ ، فَقَالَ لَهَا أَبُو طَالِبٍ : وَ تَتَعَجَّبِينَ مِنْ هذَا ؟ إِنَّكِ تَحْبَلِينَ وَ تَلِدِينَ بِوَصِيِّهِ وَوَزِيرِهِ» .

هديّة:

في بعض النسخ: «فتح لاُمّه» مكان (فتح لآمنة) يعني كشف الحجاب بإذن اللَّه تعالى ، فرأت ما رأت.
قيل : «بياض فارس» عبارة عن خزائن الفضّة فيها، كما أنّ خزائن الشامات تكون أكثرها من الذهب. وقال برهان الفضلاء: أو عبارة عن قصر كسرى في المدائن، وكانت تلك العمارة تسمّى بالبيضاء. وقيل: يعني مدينتها، كما أنّ سوادها عبارة عن قراها.
في بعض النسخ : «وتعجبين» من باب علم مكان. (وتتعجّبين) على التفعّل، عجب وتعجّب بمعنى.
ويُقال: «فارس» لقب ملوك الفرس، فسمّيت به، وفارس ينصرف ولا ينصرف للبلد والبلدة، وكذا سائر أسماء البلاد إلّا مع العجمة أو غيرها من الأسباب، فلا ينصرف كماء وجور.

1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «بعض أصحابنا ، عمّن ذكره ، عن ابن محبوب ، عن عمر بن أبان الكلبيّ».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
تعداد بازدید : 105444
صفحه از 612
پرینت  ارسال به