355
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4

وَ سَكَتَ الْقَوْمُ حَتّى‏ انْقَضى‏ كَلَامُهُ ، وَ بَكى‏ ، وَ بَكى‏ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، ثُمَّ طَلَبُوهُ ، فَلَمْ يُصَادِفُوهُ .

هديّة:

(أسيد بن صفوان) كأمير، وقيل: على التصغير، قال في القاموس: وكأمير: سبعة صحابيّون، وخمسة تابعيّون، وكزبير: وابن فلان.۱ ولم يذكر ابن صفوان، يُقال: أسيد كأمير لمن يشبه الأسد.
(ارتجّ) على المعلوم من الافتعال: اضطرب وتحرّك.
(دهش) كعلم ، والدهشة: زوال الشعور من فرط الحيرة أو الخوف.
«الاسترجاع»: قول: إنّا للَّه وإنّا إليه راجعون.
قرأ برهان الفضلاء : «خلافة النبوءة» بالهمزة المفتوحة بعد الواو الساكنة بمعنى وضوح الطريق، قال: يعني الخلافة بالعلم الذي لا اختلاف فيه.
«العناء» بالفتح والمدّ: شدّة التعب أو التعب الشديد.
و«السوابق»: جمع سابقة، قيل: كرم الآباء ملحوظ في المناقب، وشرف الاُمّهات في السوابق، ومكارم الأخلاق والأعمال الصالحة في كليهما. وقال برهان الفضلاء: أو جمع «سابق» بفتح المفردة كخاتم وخواتم، يعني ما أمر الناس بالمسابقة إليه، كما في قوله تعالى في سورة الحديد: «سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ»۲ الآية.
و«الهدى» بالفتح وسكون الهاء: السيرة، وفي الحديث: «عليكم بهدى عمّار».۳
و«السمت» بالفتح: الطريق وحسن القصد وهيئة أهل الخير.
(ضعف أصحابه) كنصر وحسن، يعني بحسب الاعتقاد.
(استكانوا) استفعال أو افتعال، فالألف من إشباع الفتحة، و«الاستكانة»: الذلّ.

1.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۲۷۴ (أسد).

2.الحديد (۵۷): ۲۱.

3.الصراط المستقيم ، ج ۳ ، ص ۱۴۶ ، وفيه هكذا : «اهتدوا بهدى عمّار».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
354

كُنْتَ بِالْمُؤْمِنِينَ‏۱ أَباً رَحِيماً إِذْ صَارُوا عَلَيْكَ عِيَالًا ، فَحَمَلْتَ أَثْقَالَ مَا عَنْهُ ضَعُفُوا ، وَ حَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا ، وَ رَعَيْتَ مَا أَهْمَلُوا ، وَ شَمَّرْتَ إِذَا اجْتَمَعُوا ، وَ عَلَوْتَ إِذْ هَلِعُوا ، وَ صَبَرْتَ إِذْ أَسْرَعُوا ، وَ أَدْرَكْتَ أَوْتَارَ مَا طَلَبُوا ، وَ نَالُوا بِكَ مَا لَمْ يَحْتَسِبُوا ، كُنْتَ عَلَى الْكَافِرِينَ عَذَاباً صَبّاً وَ نَهْباً ، وَ لِلْمُؤْمِنِينَ غِيْثاً وَ خَصْباً۲ ، فَطِرْتَ - وَ اللَّهِ - بِنَعْمَائِهَا ، وَ فُزْتَ بِحِبَائِهَا ، وَأَحْرَزْتَ سَوَابِغَهَا۳ ، وَ ذَهَبْتَ بِفَضَائِلِهَا ، لَمْ تُفْلَلْ حُجَّتُكَ ، وَ لَمْ يَزِغْ قَلْبُكَ ، وَ لَمْ تَضْعُفْ بَصِيرَتُكَ ، وَ لَمْ تَجْبُنْ نَفْسُكَ وَ لَمْ تَخُنْ‏۴ ، كُنْتَ كَالْجَبَلِ لَا تُحَرِّكُهُ الْعَوَاصِفُ ، وَ كُنْتَ - كَمَا قَالَ عليه السلام - آمَنَ النَّاسِ فِي صُحْبَتِكَ وَ ذَاتِ يَدِكَ ، وَ كُنْتَ - كَمَا قَالَ عليه السلام - ضَعِيفاً فِي بَدَنِكَ ، قَوِيّاً فِي أَمْرِ اللَّهِ ، مُتَوَاضِعاً فِي نَفْسِكَ ، عَظِيماً عِنْدَ اللَّهِ ، كَبِيراً فِي الْأَرْضِ ، جَلِيلًا عِنْدَ الْمُؤْمِنِينَ ، لَمْ يَكُنْ لِأَحَدٍ فِيكَ مَهْمَزٌ ، وَ لَا لِقَائِلٍ فِيكَ مَغْمَزٌ ، وَ لَا لِأَحَدٍ فِيكَ مَطْمَعٌ ، وَ لَا لِأَحَدٍ عِنْدَكَ هَوَادَةٌ .
الضَّعِيفُ الذَّلِيلُ عِنْدَكَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ حَتّى‏ تَأْخُذَ لَهُ بِحَقِّهِ ، وَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ عِنْدَكَ ضَعِيفٌ ذَلِيلٌ حَتّى‏ تَأْخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ ، وَ الْقَرِيبُ وَ الْبَعِيدُ عِنْدَكَ فِي ذلِكَ سَوَاءٌ ، شَأْنُكَ الْحَقُّ وَ الصِّدْقُ وَالرِّفْقُ ، وَ قَوْلُكَ حُكْمٌ وَ حَتْمٌ ، وَ أَمْرُكَ حِلْمٌ وَ حَزْمٌ ، وَ رَأْيُكَ عِلْمٌ وَ عَزْمٌ فِيمَا فَعَلْتَ ، وَ قَدْ نُهِجَ السَّبِيلُ ، وَ سُهِّلَ الْعَسِيرُ ، وَأُطْفِئَتِ النِّيرَانُ ، وَ اعْتَدَلَ بِكَ الدِّينُ ، وَ قَوِيَ بِكَ الْإِسْلَامُ ، فَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ، وَ ثَبَتَ بِكَ الْإِسْلَامُ وَ الْمُؤْمِنُونَ ، وَ سَبَقْتَ سَبْقاً بَعِيداً ، وَ أَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَكَ تَعَباً شَدِيداً ، فَجَلَلْتَ عَنِ الْبُكَاءِ ، وَ عَظُمَتْ رَزِيَّتُكَ فِي السَّمَاءِ ، وَ هَدَّتْ مُصِيبَتُكَ الْأَنَامَ ؛ فَإِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ، رَضِينَا عَنِ اللَّهِ قَضَاءَهُ‏۵ ، وَ سَلَّمْنَا لِلَّهِ أَمْرَهُ ، فَوَ اللَّهِ لَنْ يُصَابَ الْمُسْلِمُونَ بِمِثْلِكَ أَبَداً .
كُنْتَ لِلْمُؤْمِنِينَ كَهْفاً وَ حِصْناً وَ قُنَّةً رَاسِياً ، وَ عَلَى الْكَافِرِينَ غِلْظَةً وَ غَيْظاً ، فَأَلْحَقَكَ اللَّهُ بِنَبِيِّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، وَ لَا أَحْرَمَنَا أَجْرَكَ ، وَ لَا أَضَلَّنَا بَعْدَكَ .

1.في الكافي المطبوع : «للمؤمنين».

2.في الكافي المطبوع : «عمداً و حصناً».

3.في الكافي المطبوع : «سوابقها».

4.في الكافي المطبوع : «لم تخرّ».

5.في الكافي المطبوع : «قضاه».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
تعداد بازدید : 105394
صفحه از 612
پرینت  ارسال به