الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام دُفِنَ بِالرَّحْبَةِ ؟ قَالَ : «لَا». قَالَ : فَأَيْنَ دُفِنَ ؟ قَالَ : «إِنَّهُ لَمَّا مَاتَ ، احْتَمَلَهُ الْحَسَنُ عليه السلام ، فَأَتى بِهِ ظَهْرَ الْكُوفَةِ قَرِيباً مِنَ النَّجَفِ يَسْرَةً عَنِ الْغَرِيِّ ، يَمْنَةً عَنِ الْحِيرَةِ ، فَدَفَنَهُ بَيْنَ ذَكَوَاتٍ بِيضٍ».
قَالَ : فَلَمَّا كَانَ بَعْدُ ، ذَهَبْتُ إِلَى الْمَوَاضِعَ1 ، فَتَوَهَّمْتُ مَوْضِعاً مِنْهُ ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ ، فَأَخْبَرْتُهُ ، فَقَالَ لِي : «أَصَبْتَ رَحِمَكَ اللَّهُ» ثَلَاثَ مَرَّاتٍ .
هديّة:
(جذاعة) بضمّ الجيم وفتح الذال المعجمة بالألف قبل المهملة.
و«الرحبة» بالفتح: موضع متّصل بمسجد الكوفة، وقيل: المراد هنا فضاء صحن المسجد، وقيل: محلّة بالكوفة.
وظهر كلّ مدينة: أرض علت في خارجها المتّصل بها. و(النجف) في الأصل اسم البحر المتّصل بمدينة النجف الأشرف، و(يسرة) بفتح الياء وسكون الثاني وكذا (يمنة)، و(الحيرة)بكسر الحاء بلا نقطة: بلد قرب الكوفة.
و«الذكوات» جمع الذكوة بالفتح والكاف والألف وتاء التأنيث، ويكتب بالواو: الطهارة والكمال والحجارة الطاهرة المنتظمة للعلامة.
قال في المغرب: وأصل تركيب الذكوة يدلّ على التمام، ومنه ذكاء السنّ بالمدّ لنهاية الشباب، وذكا النار بالقصر لتمام اشتعالها.۲
و«البيض» بالكسر: جمع الأبيض.
الحديث السابع
۰. روى في الكافي بإسناده عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ،۳ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ ، قَالَ : أَتَانِي عُمَرُ بْنُ يَزِيدَ ، فَقَالَ لِي : ارْكَبْ ، فَرَكِبْتُ مَعَهُ ، فَمَضَيْنَا حَتّى أَتَيْنَا مَنْزِلَ حَفْصٍ الْكُنَاسِيِّ ،