فَاسْتَخْرَجْتُهُ ، فَرَكِبَ مَعَنَا ، ثُمَّ مَضَيْنَا حَتّى أَتَيْنَا الْغَرِيَّ ، فَانْتَهَيْنَا إِلى قَبْرٍ ، فَقَالَ : انْزِلُوا ، هذَا قَبْرُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام ، فَقُلْنَا : مِنْ أَيْنَ عَلِمْتَ هَذا۱ ؟ فَقَالَ : أَتَيْتُهُ مَعَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام - حَيْثُ كَانَ بِالْحِيرَةِ - غَيْرَ مَرَّةٍ ، وَ خَبَّرَنِي أَنَّهُ قَبْرُهُ .
هديّة:
(عمر بن يزيد) أبو الأسود بيّاع السابري، مولى ثقيف، كوفيّ، ثقة جليل، أحد من كان يفد كلّ سنة، وأثنى عليه الصادق عليه السلام شفاهاً. في بعض النسخ : «فاستخرجه» وهو الظاهر، وضبط برهان الفضلاء على المتكلّم وحده.
الحديث الثامن
۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ ،۲عَنْ عِيسى شَلَقَانَ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام يَقُولُ : «إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام لَهُ خُؤُولَةٌ فِي بَنِي مَخْزُومٍ ، وَ إِنَّ شَابّاً مِنْهُمْ أَتَاهُ ، فَقَالَ : يَا خَالِي ، إِنَّ أَبِي۳ مَاتَ وَ قَدْ حَزِنْتُ عَلَيْهِ حُزْناً شَدِيداً».
قَالَ : «فَقَالَ لَهُ : تَشْتَهِي أَنْ تَرَاهُ ؟ قَالَ : بَلى ، قَالَ : فَأَرِنِي قَبْرَهُ، فَخَرَجَ عليه السلام وَ مَعَهُ بُرْدَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله مُتَّزِراً بِهَا ، فَلَمَّا انْتَهى إِلَى الْقَبْرِ ، تَلَمْلَمَتْ شَفَتَاهُ ، ثُمَّ رَكَضَهُ بِرِجْلِهِ ، فَخَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ وَ هُوَ يَقُولُ بِلِسَانِ الْفُرْسِ ، فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام : أَ لَمْ تَمُتْ وَ أَنْتَ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ ؟! قَالَ : بَلى ، وَ لكِنَّا مِتْنَا عَلى سُنَّةِ فُلَانٍ وَ فُلَانٍ ، فَانْقَلَبَتْ أَلْسِنَتُنَا» .
هديّة:
(شلقان) محرّكة: قريتان بمصر ولقب رجل.
و«الخؤولة» على فعولة: مصدر باب نصر، و«بنو مخزوم» بالمعجمتين: قبيلة من قريش.
(يا خالي) على المجاز في المقام الخطابي وكان كلّ أحد من بني المخزوم