371
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4

النَّبِيُّ صلى اللَّه عليه وآله لِفَاطِمَةَ عليها السلام : يَا فَاطِمَةُ ، قُومِي فَأَخْرِجِي تِلْكَ الصَّحْفَةَ ، فَقَامَتْ فَأَخْرَجَتْ صَحْفَةً فِيهَا ثَرِيدٌ وَ عُرَاقٌ يَفُورُ ، فَأَكَلَ النَّبِيُّ صلى اللَّه عليه وآله وَ عَلِيٌّ وَ فَاطِمَةُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ عليهم السلام ثَلَاثَةَ عَشَرَ يَوْماً ، ثُمَّ إِنَّ أُمَّ أَيْمَنَ رَأَتِ الْحُسَيْنَ عليه السلام مَعَهُ شَيْ‏ءٌ ، فَقَالَتْ لَهُ : مِنْ أَيْنَ لَكَ هذَا ؟ قَالَ : إِنَّا لَنَأْكُلُهُ مُنْذُ أَيَّامٍ ، فَأَتَتْ أُمُّ أَيْمَنَ فَاطِمَةَ عليها السلام ، فَقَالَتْ : يَا فَاطِمَةُ ، إِذَا كَانَ عِنْدَ أُمِّ أَيْمَنَ شَيْ‏ءٌ ، فَإِنَّمَا هُوَ لِفَاطِمَةَ وَ وُلْدِهَا ، وَ إِذَا كَانَ عِنْدَ فَاطِمَةَ شَيْ‏ءٌ ، فَلَيْسَ لِأُمِّ أَيْمَنَ مِنْهُ شَيْ‏ءٌ ؟ فَأَخْرَجَتْ لَهَا مِنْهُ ، فَأَكَلَتْ مِنْهُ أُمُّ أَيْمَنَ وَ نَفِدَتِ الصَّحْفَةُ ، فَقَالَ‏۱ النَّبِيُّ صلى اللَّه عليه وآله : أَمَا لَوْ لَا أَنَّكِ أَطْعَمْتِهَا ، لَأَكَلْتِ مِنْهَا أَنْتِ وَ ذُرِّيَّتُكِ إِلى‏ أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ».
ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام : «وَ الصَّحْفَةُ عِنْدَنَا ، يَخْرُجُ بِهَا قَائِمُنَا فِي زَمَانِهِ» .

هديّة:

في بعض النسخ : «فاخرجي تلك الصحيفة» مصغّرة في المواضع كلّها. و(الصحفة)بالفتح: ما هو من الخشب، وهو أصغر من القصعة بالفتح أيضاً.
قال الكسائي: أعظم القصاع الجفنة، ثمّ القصعة تليها تشبع العشرة، ثمّ الصحفة تشبع الخمسة، ثمّ المأكلة بكسر الميم وسكون الهمزة تشبع الرَّجُلين والثلاثة، ثمّ الصحيفة تشبع الرجل.۲
وعلى نسخة «الصحفة» مكبّرة لا يخفى لطف المناسبة، فجاء من الجنّة ما يشبع الخمسة، وهم عليهم السلام آل العباء خمسة.
و«الثريد»: الخبز المفتّت في المرق. و«العراق» بالضمّ كعجاب، جمع العرق بالفتح : العظم الذي أخذ عنه اللحم؛ قاله الجوهري وصاحب القاموس‏۳ وغيرهما. وقيل: و«العراق» بالضمّ: اللحم، ولم أقف على مأخذه. وقرأ برهان الفضلاء: «وعراق» ككتاب ، جمع عرق بالفتح، قال: وهو قطعة من اللحم يكون معها عظم، يعني قطع من

1.في الكافي المطبوع : + «لها».

2.حكى عنه في الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۳۸۴ (صحف).

3.الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۵۲۳ ؛ القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۲۶۳ (عرق).


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
370

أَنِّي سَأُقْسِمُ عَلَى اللَّهِ ، ثُمَّ أَجِدُهُ سَرِيعَ الْإِجَابَةِ» .

هديّة:

(من أمرهم) أي من أمر المنافقين، ويحتمل أمر أهل البيت عليهم السلام.
قال برهان الفضلاء: «أخذت» بمعنى أمرت بالأخذ كما في قتل الأمير اللصّ، و«التلبيب»: جرّبان القميص.
والسين في (سأقسم) لتأكيد القسم وسرعة الإجابة، والإقسام يتعدّى ولا يتعدّى، ويسمّى الأوّل بالقسم الاستعطافي، وهو المراد هنا.

الحديث السابع‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ ،۱عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، قَالَ :«لَمَّا وُلِدَتْ فَاطِمَةُ عليها السلام أَوْحَى اللَّهُ إِلى‏ مَلَكٍ ، فَأَنْطَقَ بِهِ لِسَانَ مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله ، فَسَمَّاهَا فَاطِمَةَ ، ثُمَّ قَالَ : إِنِّي فَطَمْتُكِ بِالْعِلْمِ ، وَ فَطَمْتُكِ مِنَ الطَّمْثِ».
ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام : «وَ اللَّهِ ، لَقَدْ فَطَمَهَا اللَّهُ بِالْعِلْمِ وَ عَنِ الطَّمْثِ فِي الْمِيثَاقِ» .

هديّة:

(فأنطق به) أي بالملك، فسمّاها بإذن اللَّه كما أخبر به الملك. وقال برهان الفضلاء: «به» أي بلفظ فاطمة على الاستخدام.
فطام الصبيّ فصاله عن اللبن، فطمه بالطعام من اللبن كضرب: قطعه، يعني هنا من رجس الجهل بالعلم فإنّها عليها السلام كانت صدِّيقة، وكان الصدِّيقون بعد الصدّيق الأوّل والفاروق الأعظم لهذه الاُمّة منها ومنه عليهم السلام.

الحديث الثامن‏

۰.روى في الكافي بِهذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ ،۲عَنْ جَابِرٍ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، قَالَ :«قَالَ

1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «وبهذا الإسناد ، عن صالح بن عقبة ، عن يزيد بن عبد الملك».

2.السند في الكافي المطبوع هكذا : «وبهذا الإسناد ، عن صالح بن عقبة ، عن عمرو بن شمر».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
تعداد بازدید : 105302
صفحه از 612
پرینت  ارسال به