وقال برهان الفضلاء:
يخطر ببالي أنّ هنا سهواً من نسّاخ الكافي والظاهر : «إلّا أشهراً» مكان «وأشهر»؛ لأنّ الولادة إذا كانت في آخر شهر رمضان في السنة الثانية مثلاً، وكان المضيّ في آخر الصفر سنة تسع وأربعين، فعمره عليه السلام ستّ وأربعون سنة وخمسة أشهر، قال: فإن قيل في الجواب: إنّ ولادة الرسول صلى اللَّه عليه وآله وبعثته وهجرته ووفاته لمّا كان جميعها في شهر ربيع كان مبدأ التاريخ الهجري عند أهل الإسلام ربيع الأوّل، ثمّ أخّر عمر باستصواب عثمان مبدأ ذلك التاريخ بعد سبع عشر سنة من الهجرة من ربيع الأوّل إلى المحرّم الحرام - كما ذكره ابن الجوزي في كتاب التنقيح، وكأنّ الباعث على ذلك اطّلاعهما من الأخبار على فتنة بني اُميّة في المحرّم الحرام - ، فشهر رمضان للسنة الثانية على الاصطلاح السابق؛ وأمّا على الاصطلاح اللاحق الذي تاريخ الوفاة مبنيّ عليه فللسنة الاُولى. قلنا: هذا التدقيق جيّد وبه يتلائم التاريخان للولادة يعني سنة اثنتين وسنة ثلاث، إلّا أنّ فيه أنّ فاطمة عليها السلام كان لها سبع سنة عند الهجرة، فيبعد ولادة الحسن بن عليّ عليهما السلام في السنة الاُولى، مع أنّ المشهور أنّ تزويج فاطمة عليها السلام كان في السنة الثانية الهجريّة، فالحمل على الإسقاط، والسهو أولى.
الحديث الثاني
۰.روى في الكافي بإسناده عَنِ النَّضْرِ ،۱عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ ، عَمَّنْ سَمِعَ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام يَقُولُ:«لَمَّا حَضَرَتِ الْحَسَنَ عليه السلام الْوَفَاةُ بَكى ، فَقِيلَ لَهُ : يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ ، تَبْكِي وَ مَكَانُكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله الَّذِي أَنْتَ بِهِ ، وَ قَدْ قَالَ فِيكَ مَا قَالَ ، وَ قَدْ حَجَجْتَ عِشْرِينَ حَجَّةً مَاشِياً ، وَ قَدْ قَاسَمْتَ مَالَكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ حَتّى النَّعْلَ بِالنَّعْلِ ؟
فَقَالَ : إِنَّمَا أَبْكِي لِخَصْلَتَيْنِ : لِهَوْلِ الْمُطَّلَعِ ، وَ فِرَاقِ الْأَحِبَّةِ» .
هديّة:
(وقد قاسمت مالك) يعني مع الفقراء بالمناصفة، حتّى أنّ فرد نعل من زوجيه لهم