379
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4

وقال بعض المعاصرين:
المدينتان كنايتان عن عالَمي المثال المشرقي والمغربي، وكون سورهما من حديد كنايةٌ عن صلابته وعدم إمكان الدخول فيهما إلّا عن أبوابهما، وكثرة اللغات كنايةٌ عن اختلاف الخلائق في السلائق والألسن.۱

الحديث السابع‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ،۲عَنْ صَنْدَلٍ ، عَنْ الشَّحَّامِ‏۳، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، قَالَ :«خَرَجَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عليه السلام إِلى‏ مَكَّةَ سَنَةً مَاشِياً ، فَوَرِمَتْ قَدَمَاهُ ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ مَوَالِيهِ : لَوْ رَكِبْتَ لَسَكَنَ عَنْكَ هذَا الْوَرَمُ ، فَقَالَ : كَلَّا ، إِذَا أَتَيْنَا هذَا الْمَنْزِلَ فَإِنَّهُ يَسْتَقْبِلُكَ أَسْوَدُ وَ مَعَهُ دُهْنٌ ، فَاشْتَرِ مِنْهُ ، وَ لَا تُمَاكِسْهُ .
فَقَالَ لَهُ مَوْلَاهُ : بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي ، مَا قَدِمْنَا مَنْزِلًا فِيهِ أَحَدٌ يَبِيعُ هذَا الدَّوَاءَ ، فَقَالَ : بَلى‏ إِنَّهُ أَمَامَكَ دُونَ الْمَنْزِلِ ، فَسَارَا مِيلًا ، فَإِذَا هُوَ بِالْأَسْوَدِ ، فَقَالَ الْحَسَنُ عليه السلام لِمَوْلَاهُ : دُونَكَ الرَّجُلَ ، فَخُذْ مِنْهُ الدُّهْنَ ، وَ أَعْطِهِ الثَّمَنَ ، فَقَالَ الْأَسْوَدُ : يَا غُلَامُ ، لِمَنْ أَرَدْتَ هذَا الدُّهْنَ ؟ فَقَالَ : لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عليهما السلام ، فَقَالَ : انْطَلِقْ بِي إِلَيْهِ ، فَانْطَلَقَ فَأَدْخَلَهُ إِلَيْهِ ، فَقَالَ لِي‏۴: بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي ، لَمْ أَعْلَمْ أَنَّكَ تَحْتَاجُ إِلى‏ هذَا ، أَ وَ تَرى‏ ذلِكَ ، وَ لَسْتُ آخُذُ لَهُ ثَمَناً ، إِنَّمَا أَنَا مَوْلَاكَ ، وَ لكِنِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَنِي ذَكَراً سَوِيّاً يُحِبُّكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ؛ فَإِنِّي خَلَّفْتُ أَهْلِي تَمْخَضُ ، فَقَالَ عليه السلام : انْطَلِقْ إِلى‏ مَنْزِلِكَ ، فَقَدْ وَهَبَ اللَّهُ لَكَ ذَكَراً سَوِيّاً ، وَ هُوَ مِنْ شِيعَتِنَا» .

هديّة:

«ورمت» على المعلوم من باب حسب.

1.الوافي ، ج ۳ ، ص ۷۵۳ ، ذيل ح ۱۳۷۰.

2.السند في الكافي المطبوع هكذا : «الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن عليّ بن النعمان».

3.في الكافي المطبوع : «أبي أسامة» و هو كنية زيد الشحّام».

4.في الكافي المطبوع : «له».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
378

في بعض النسخ: «لم يفهم» مكان (لم أفهمه) فعلى المجهول أو المعلوم، يعني الزبيري.
(فاخضرّت النخلة) يعني ضرب لونها بالخضرة.

الحديث السادس‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ،۱عَنْ رِجَالِهِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، قَالَ :«إِنَّ الْحَسَنَ بْنِ عَلِيِ‏۲ عليهما السلام قَالَ : إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَدِينَتَيْنِ : إِحْدَاهُمَا بِالْمَشْرِقِ ، وَ الْأُخْرى‏ بِالْمَغْرِبِ ، عَلَيْهِمَا سُورٌ مِنْ حَدِيدٍ ، وَ عَلى‏ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَلْفُ أَلْفِ مِصْرَاعٍ ، وَ فِيهَا سَبْعُونَ أَلْفَ أَلْفِ لُغَةٍ ، يَتَكَلَّمُ كُلُّ لُغَةٍ بِخِلَافِ لُغَةِ صَاحِبِهَا ، وَ أَنَا أَعْرِفُ جَمِيعَ اللُّغَاتِ وَ مَا فِيهِمَا وَ مَا بَيْنَهُمَا ؛ وَ مَا عَلَيْهِمَا حُجَّةٌ غَيْرِي وَ غَيْرُ الْحُسَيْنِ أَخِي» .

هديّة:

في القاموس: «جابلص» بفتح الباء واللام أو سكون اللام: بلد بالمغرب.۳
و«جابلق» كذلك: بلد في المشرق ليس ورائهما إنسيّ.۴
والمراد ب «المصراع» الباب الأكبر للمدينة، فلعلّ تلك الأبواب من مصراع واحد. (وفيها)أي في كلّ واحد من المدينتين.
(كلّ لغة) أي أهل كلّ لغة، نحو: «وَ سْئَلِ الْقَرْيَةَ». و«ما» في (ما فيهما) و(ما بينهما)موصولة، وفي (ما عليهما) نافية.
(حجّة غيري وغير الحسين أخي) يعني أنّهم يقولون بوجوب وجود الإمام المفترض الطاعة في كلّ زمان، وبأنّ الإمام بعدي من دون فاصلة أخي عليه السلام.

1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «أحمد بن محمّد و محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسن، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير».

2.في الكافي المطبوع : - «بن عليّ».

3.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۲۹۷ (جابلص).

4.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۲۱۷ (جابلق).

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
تعداد بازدید : 105243
صفحه از 612
پرینت  ارسال به