385
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4

أَوْزِعْنِى أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِى أَنْعَمْتَ عَلَىَّ وَ عَلى‏ والِدَىَّ وَ أَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَ أَصْلِحْ لِى فِى ذُرِّيَّتِى» فَلَوْ أَنَّهُ قَالَ : أَصْلِحْ لِى ذُرِّيَّتِى‏1 ، لَكَانَتْ ذُرِّيَّتُهُ كُلُّهُمْ أَئِمَّةً .
وَ لَمْ يَرْضَعِ الْحُسَيْنُ عليه السلام مِنْ فَاطِمَةَ عليها السلام وَ لَا مِنْ أُنْثى‏ ، كَانَ يُؤْتى‏ بِهِ النَّبِيَّ صلى اللَّه عليه وآله فَيَضَعُ إِبْهَامَهُ فِي فِيهِ ، فَيَمُصُّ مِنْهَا مَا يَكْفِيهِ الْيَوْمَيْنِ وَ الثَّلَاثَ ، فَنَبَتَ لَحْمُ الْحُسَيْنِ عليه السلام مِنْ لَحْمِ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله وَ دَمِهِ ؛ وَ لَمْ يُولَدْ لِسِتَّةِ أَشْهُرٍ إِلَّا عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ وَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عليهم السلام».
وَ فِي رِوَايَةٍ أُخْرى‏ ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليه السلام : «أَنَّ النَّبِيَّ صلى اللَّه عليه وآله كَانَ يُؤْتى‏ بِهِ الْحُسَيْنُ عليه السلام ، فَيُلْقِمُهُ لِسَانَهُ ، فَيَمُصُّهُ ، فَيَجْتَزِئُ بِهِ ، وَ لَمْ يَرْضَعْ مِنْ أُنْثى‏» .

هديّة:

السلام من العبد على الربّ التمجيد والتقديس، وقيل: يعني وواجب على ربّي الرحمة على عباده المؤمنين، وهو عزّ وجلّ كتب على نفسه الرّحمة. وقيل: «وعلى ربّي السلام» يعني وعليه التعجيل في ظهور دولة الحقّ وسلامة المؤمنين واُمنيّتهم، كما مرّ في الحديث الأربعين في الباب العاشر والمائة.
(لَا حَاجَةَ لِي) ليس ردّاً للبشارة، بل تعجّب واستكشاف لسرّ ذلك. و«فقد رضيت» إظهار الشكر للعلم بسرّه واطمئنان النفس لفهم حكمته.
(فحملته كرهاً) بالفاء بيانٌ بالمعنى.
قال في الصحاح: «أشدّه» أي قوّته، وهو ما بين ثماني عشرة إلى ثلاثين، وهو واحد على بناء الجمع، مثل «آنك»۲ وهو الأُسربّ، ولا نظير لهما. وفيه أقوال اُخر ذكرها في‏الصحاح.۳
«أوزعني»: ألهمني.
«صالحاً» من الجهاد وغيره.

1.في الكافي المطبوع : «فلولا أنّه قال : أصلح لي في ذرّيّتي».

2.قال في مصباح المنير ، ص ۲۶ : «الآنُك» وزان أفلُس هو الرصاص الخالص ، ويقال : الرصاص الأسود ، ومنهم من يقول : «الآئك فاعُلُ ، قال : وليس في العربي فاعُلُ بضم العين ، وأمّا الآنُك بضمّ العين ، وأمّا الآنُك والآجُر فيمن خفّف وآمل و كابل فأعجميات.

3.الصحاح ، ج ۲ ، ص ۴۹۳ (شدد).


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
384

واللام للجنس أو الاستغراق - كما في تفاسير العامّة۱ - يأباه التناسب بين فقرات الآية في سورة الأحقاف.۲

الحديث الخامس‏

0.روى في الكافي بإسناده عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الزَّيَّاتِ‏3 ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، قَالَ : «إِنَّ جَبْرَئِيلَ عليه السلام نَزَلَ عَلى‏ مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله ، فَقَالَ لَهُ : يَا مُحَمَّدُ ، إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِمَوْلُودٍ يُولَدُ مِنْ فَاطِمَةَ عليها السلام يَقْتُلُهُ‏4أُمَّتُكَ مِنْ بَعْدِكَ .
فَقَالَ : يَا جَبْرَئِيلُ ، وَ عَلى‏ رَبِّيَ السَّلَامُ ، لَا حَاجَةَ لِي فِي مَوْلُودٍ يُولَدُ مِنْ فَاطِمَةَ يَقْتُلُهُ أُمَّتِي مِنْ بَعْدِي .
فَعَرَجَ جِبْرئِيلُ عليه السلام‏5 ، ثُمَّ هَبَطَ ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذلِكَ ، فَقَالَ : يَا جَبْرَئِيلُ ، وَ عَلى‏ رَبِّيَ السَّلَامُ ، لَا حَاجَةَ لِي فِي مَوْلُودٍ يَقْتُلُهُ أُمَّتِي مِنْ بَعْدِي ، فَعَرَجَ جَبْرَئِيلُ إِلَى السَّمَاءِ ، ثُمَّ هَبَطَ وَ قَالَ‏6 : يَا مُحَمَّدُ ، إِنَّ رَبَّكَ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ ، وَ يُبَشِّرُكَ بِأَنَّهُ جَاعِلٌ فِي ذُرِّيَّتِهِ الْإِمَامَةَ وَ الْوَلَايَةَ وَالْوَصِيَّةَ ، فَقَالَ صلى اللَّه عليه وآله : قَدْ رَضِيتُ .
ثُمَّ أَرْسَلَ إِلى‏ فَاطِمَةَ عليها السلام : أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُنِي بِمَوْلُودٍ يُولَدُ لَكِ تَقْتُلُهُ أُمَّتِي مِنْ بَعْدِي ؛ فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ : أَنْ‏7 لَا حَاجَةَ لِي فِي مَوْلُودٍ مِنِّي يَقْتُلُهُ أُمَّتُكَ مِنْ بَعْدِكَ ؛ فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا : أَنَّ اللَّهَ قَدْ جَعَلَ فِي ذُرِّيَّتِهِ الْإِمَامَةَ وَ الْوَلَايَةَ وَ الْوَصِيَّةَ ؛ فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ : أَنِّي قَدْ رَضِيتُ فَحَمَلْتُهُ‏8 كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً «وَ حَمْلُهُ وَ فِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَ بَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قالَ رَبِّ

1.راجع: المحرّر الوجيز، ج ۵، ص ۹۸؛ تفسير الثعالبي، ج ۵، ص ۲۱۶ و ۲۱۸.

2.الأحقاف (۴۶) : ۱۵.

3.السند في الكافي المطبوع هكذا : «محمّد بن يحيى ، عن عليّ بن إسماعيل ، عن محمّد بن عمرو الزيّات».

4.في الكافي المطبوع : «تقتله» و كذا فيما بعد.

5.في الكافي المطبوع : - «جبرئيل عليه السلام».

6.في الكافي المطبوع : «فقال».

7.في الكافي المطبوع : - «أن».

8.في الكافي المطبوع : + «أمّه».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
تعداد بازدید : 105420
صفحه از 612
پرینت  ارسال به