أَوْزِعْنِى أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِى أَنْعَمْتَ عَلَىَّ وَ عَلى والِدَىَّ وَ أَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَ أَصْلِحْ لِى فِى ذُرِّيَّتِى» فَلَوْ أَنَّهُ قَالَ : أَصْلِحْ لِى ذُرِّيَّتِى1 ، لَكَانَتْ ذُرِّيَّتُهُ كُلُّهُمْ أَئِمَّةً .
وَ لَمْ يَرْضَعِ الْحُسَيْنُ عليه السلام مِنْ فَاطِمَةَ عليها السلام وَ لَا مِنْ أُنْثى ، كَانَ يُؤْتى بِهِ النَّبِيَّ صلى اللَّه عليه وآله فَيَضَعُ إِبْهَامَهُ فِي فِيهِ ، فَيَمُصُّ مِنْهَا مَا يَكْفِيهِ الْيَوْمَيْنِ وَ الثَّلَاثَ ، فَنَبَتَ لَحْمُ الْحُسَيْنِ عليه السلام مِنْ لَحْمِ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله وَ دَمِهِ ؛ وَ لَمْ يُولَدْ لِسِتَّةِ أَشْهُرٍ إِلَّا عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ وَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عليهم السلام».
وَ فِي رِوَايَةٍ أُخْرى ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليه السلام : «أَنَّ النَّبِيَّ صلى اللَّه عليه وآله كَانَ يُؤْتى بِهِ الْحُسَيْنُ عليه السلام ، فَيُلْقِمُهُ لِسَانَهُ ، فَيَمُصُّهُ ، فَيَجْتَزِئُ بِهِ ، وَ لَمْ يَرْضَعْ مِنْ أُنْثى» .
هديّة:
السلام من العبد على الربّ التمجيد والتقديس، وقيل: يعني وواجب على ربّي الرحمة على عباده المؤمنين، وهو عزّ وجلّ كتب على نفسه الرّحمة. وقيل: «وعلى ربّي السلام» يعني وعليه التعجيل في ظهور دولة الحقّ وسلامة المؤمنين واُمنيّتهم، كما مرّ في الحديث الأربعين في الباب العاشر والمائة.
(لَا حَاجَةَ لِي) ليس ردّاً للبشارة، بل تعجّب واستكشاف لسرّ ذلك. و«فقد رضيت» إظهار الشكر للعلم بسرّه واطمئنان النفس لفهم حكمته.
(فحملته كرهاً) بالفاء بيانٌ بالمعنى.
قال في الصحاح: «أشدّه» أي قوّته، وهو ما بين ثماني عشرة إلى ثلاثين، وهو واحد على بناء الجمع، مثل «آنك»۲ وهو الأُسربّ، ولا نظير لهما. وفيه أقوال اُخر ذكرها فيالصحاح.۳
«أوزعني»: ألهمني.
«صالحاً» من الجهاد وغيره.
1.في الكافي المطبوع : «فلولا أنّه قال : أصلح لي في ذرّيّتي».
2.قال في مصباح المنير ، ص ۲۶ : «الآنُك» وزان أفلُس هو الرصاص الخالص ، ويقال : الرصاص الأسود ، ومنهم من يقول : «الآئك فاعُلُ ، قال : وليس في العربي فاعُلُ بضم العين ، وأمّا الآنُك بضمّ العين ، وأمّا الآنُك والآجُر فيمن خفّف وآمل و كابل فأعجميات.
3.الصحاح ، ج ۲ ، ص ۴۹۳ (شدد).