393
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4

إليها الرجال. ويقال للكبير من ملوك العجم «هرمز». همَّ بها: قصد إيذائها، انتهى.۱
وقال برهان الفضلاء:
«افنيروج» بضمّ الهمزة وكسر الفاء مخفّفة ومشدّدة وسكون الخاتمة وسكون النون وضمّ الراء المهملة وسكون الواو والجيم المستعملة في لغة العجم مكان الزاي، والتقاء الساكنين في لغة العجم جايز، كما في «افنيروج» والمعنى «بد روزگار بادا هرمز»، انتهى.
وقال بعض الأفاضل:
«أفّ» هنا للكراهة من قيافة عمر أو من وقاحته، و«بيروج بادا هرمز» دعاء ليزدجرد، يعني فيروز بادا هرمز للانتقام، ويؤيّده قوله عليه السلام: «ليس ذلك لك»، فإنّه كان حيّاً في الريّ بعد الاستيصال والفرار إليها، انتهى.
وقيل: بل دعاء عليه، يعني بي روزگار بادا هرمز، يعني لا كانت له دولة أو حياة؛ لأنّ مصيبتهم بسوء تدبيره وفراره.
أقول: يمكن أن يكون قولها «أفّ بيروج بادا هرمز» دعاء على نفسها، يعني بى فرزند بادا هرمز، و«رود» و«رور» و«روج» كلّه في لغتهم بمعنى الولد، وسمعت علويّاً من أهل كاشان يقول: يقال في رساتيقنا: «بيروج بادا مامت»، يعني بى فرزند بادا مادرت. وأيضاً يمكن أن يكون «أفّ بيروج» تأفيفاً لكراهة من وقاحة نظره وشتماً له، والجيم كثيراً تزاد في آخر الكلمات الفارسيّة، «بادا هرمز»، يعني ليته كان كما كان، والألف في «بادا» للتأكيد في مقام الدعاء والتمنّي وغيرهما.
(بل شهربانويه) يعني بل اسمك «شهربانويه» و«جهانشاه» لقبك. وقال برهان الفضلاء: يعني لا يناسب النساء «شاه» بل المناسب «بانويه». قال: وأيضاً «جهانشاه» لا يحسن إطلاقه على ما سوى اللَّه سبحانه.

1.الوافي ، ج ۳ ، ص ۷۶۳ ، ذيل ح ۱۳۸۴.


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
392

في بعض النسخ المعتبرة - كما ضبط برهان الفضلاء - : «واُمّه سلامة» مكان (واُمّه شهربانويه).
قال في القاموس: الهرمز والهرمزان والهارموز: الكبير من ملوك العجم.۱

الحديث الثاني‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ ،۲عَنْ جَابِرٍ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، قَالَ : «لَمَّا أُقْدِمَتْ بِنْتُ يَزْدَجَرْدَ عَلى‏ عُمَرَ ، أَشْرَفَ لَهَا عَذَارَى الْمَدِينَةِ ، وَ أَشْرَقَ الْمَسْجِدُ بِضَوْئِهَا لَمَّا دَخَلَتْهُ ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهَا عُمَرُ ، غَطَّتْ وَجْهَهَا ، وَ قَالَتْ : أُفٍّ بِيرُوجْ بَادَا هُرْمُزْ ، فَقَالَ عُمَرُ : أَ تَشْتِمُنِي هذِهِ ؟ وَ هَمَّ بِهَا ، فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام : لَيْسَ ذلِكَ لَكَ ، خَيِّرْهَا رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَ احْسُبْهَا بِفَيْئِهِ ، فَخَيَّرَهَا ، فَجَاءَتْ حَتّى‏ وَضَعَتْ يَدَهَا عَلى‏ رَأْسِ الْحُسَيْنِ عليه السلام ، فَقَالَ لَهَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام : مَا اسْمُكِ ؟ قَالَتْ‏۳ : جَهَانْ شَاهُ ، فَقَالَ لَهَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام : بَلْ شَهْرَبَانُوَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ لِلْحُسَيْنِ عليه السلام : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، لَتَلِدَنَّ لَكَ مِنْهَا خَيْرَ أَهْلِ الْأَرْضِ ، فَوَلَدَتْ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ عليه السلام ، وَ كَانَ يُقَالُ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليه السلام : ابْنُ الْخِيَرَتَيْنِ ، فَخِيَرَةُ اللَّهِ مِنَ الْعَرَبِ هَاشِمٌ ، وَ مِنَ الْعَجَمِ فَارِسُ» .
وَ رُوِيَ : أَنَّ أَبَا الْأَسْوَدِ الدُّؤَلِيَّ قَالَ فِيهِ :


وَ إِنَّ غُلَاماً بَيْنَ كِسْرى‏ وَ هَاشِمٍ‏لَأَكْرَمُ مَنْ نِيطَتْ عَلَيْهِ التَّمَائِمُ‏

هديّة:

(أقدمت) على ما لم يسمّ فاعله من الإفعال، وتعديته ب «على» على تضمين معنى الورود. (أشرف لها) يعني تطلّعت لرؤيتها من أعالي الجدران والسطوح.
(أُفٍّ بِيرُوجْ بَادَا هُرْمُزْ)، قال بعض المعاصرين:
تأفيف ودعاء على أبيها هرمز، يعني لا كان لهرمز يوم، فإنّ ابنته اُسرت بصغر ونظر

1.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۹۶ (هرمز).

2.السند في الكافي المطبوع هكذا : «الحسين بن الحسن الحسنىّ رحمة اللَّه عليه و عليّ بن محمّد بن عبد اللَّه جميعاً ، عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر ، عن عبد الرحمن بن عبد اللَّه الخزاعيّ، عن نصر بن مزاحم ، عن عمرو بن شمر».

3.في الكافي المطبوع : «فقالت».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
تعداد بازدید : 105383
صفحه از 612
پرینت  ارسال به