397
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4

برهان الفضلاء : «لما» بكسر اللام وتخفيف الميم، وقال: «ما» موصولة، والظرف متعلّق ب «قال»، و«وعد» وكذا «وعدتها» على ما لم يسمّ فاعله للإشارة إلى أنّ موت المؤمن مطلوب له. (ابغني) أمر من الإفعال، و«الإبغاء»: طلب شي‏ء لآخر ويتعدّى بنفسه إلى مفعولين. وقيل: «أبغاه»: أعانه على الطلب، يعني أعنّي على طلب ماء أتوضّؤ به، (وضوءاً) بالفتح. أي ما أتوضّأ به.
(لا أبغي) من باب رمى: لا أطلب.
و«الحظار» بالكسر ويفتح: الحظيرة - بالظاء المعجمة - وهي ما يعمل للإبل من القصب أو الشجر ليقيها البرد والريح. وقرأ برهان الفضلاء : «يحصر» بالصاد المهملة على المجهول من باب نصر وضرب.
(أن خرجت) بفتح الهمزة وسكون النون بتقدير «إلى أن».
(هملت) كنصر وضرب: فاضت، فأتى على ما لم يسمّ فاعله.
(صه) اسم فعل، يعني اسكت. وقال برهان الفضلاء: ويحتمل أن يكون رمز صلى اللَّه عليه وآله بدليل عدمها في بعض النسخ.
(فلم تفعل) يعني فتركت ضربها جرانها بالقبر ورغوها وبكائها.
(وإن كان) بكسر الهمزة مخفّفة عن المثقّلة بحذف ضمير الشّأن.
و(الجراب) ككتاب: المِزْوَد، وعاء معروف.

الحديث السادس‏

0.روى في الكافي بإسناده عَنْ الوشّاء، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عليه السلام‏1 ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : «إِنَّ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ عليهما السلام لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ أُغْمِيَ عَلَيْهِ ، ثُمَّ فَتَحَ عَيْنَيْهِ ، وَ قَرَأَ «إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ» وَ «إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ» وَ قَالَ : «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَ أَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ

1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «محمّد بن أحمد ، عن عمّه عبد اللَّه بن الصلت ، عن الحسن بن عليّ بن بنت إلياس، عن أبي الحسن عليه السلام».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
396

صدر الحديث التالي، فاشتبه على الكتّاب. وقيل: «أبن» للمكان، و«بأبويه»، يعني بوالديه، يعني ناقته عليه السلام كذا، فأين لأحد بمثل أبويه من هاشم وكسرى.۱ وضبط برهان الفضلاء على الأوّل، وقال: «ابن» نصب بالاختصاص وعطف بيان، و«بانويه» عبارة عن اُمّه عليه السلام.۲

الحديث الخامس‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ ،۳عَنْ أَبِي عُمَارَةَ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، قَالَ : «لَمَّا كَانَ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي وُعِدَ فِيهَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليهما السلام ، قَالَ لِمُحَمَّدٍ عليه السلام : يَا بُنَيَّ ، أَبْغِنِي وَضُوءاً ، قَالَ : فَقُمْتُ فَجِئْتُهُ بِوَضُوءٍ ، قَالَ : لَا أَبْغِي هذَا ؛ فَإِنَّ فِيهِ شَيْئاً مَيِّتاً ، قَالَ : فَخَرَجْتُ فَجِئْتُ بِالْمِصْبَاحِ ، فَإِذَا فِيهِ فَأْرَةٌ مَيْتَةٌ ، فَجِئْتُهُ بِوَضُوءٍ غَيْرِهِ ، فَقَالَ : يَا بُنَيَّ ، هذِهِ اللَّيْلَةُ الَّتِي وُعِدْتُهَا ، فَأَوْصى‏ بِنَاقَتِهِ أَنْ يُحْظَرَ لَهَا حِظَارٌ ، وَ أَنْ يُقَامَ لَهَا عَلَفٌ ، فَجُعِلَتْ فِيهِ».
قَالَ : «فَلَمْ تَلْبَثْ أَنْ خَرَجَتْ حَتّى‏ أَتَتِ الْقَبْرَ ، فَضَرَبَتْ بِجِرَانِهَا ، وَ رَغَتْ ، وَ هَمَلَتْ عَيْنَاهَا ، فَأُتِيَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ عليهما السلام ، فَقِيلَ لَهُ : إِنَّ النَّاقَةَ قَدْ خَرَجَتْ ، فَأَتَاهَا ، فَقَالَ : صَهِ الْآنَ ، قُومِي ، بَارَكِ‏ِ اللَّهُ فِيكِ ، فَلَمْ تَفْعَلْ ، فَقَالَ : وَ إِنْ كَانَ لَيَخْرُجُ عَلَيْهَا إِلى‏ مَكَّةَ ، فَيُعَلِّقُ السَّوْطَ عَلَى الرَّحْلِ ، فَمَا يَقْرَعُهَا حَتّى‏ يَدْخُلَ الْمَدِينَةَ».
قَالَ : «وَ كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليهما السلام يَخْرُجُ فِي اللَّيْلَةِ الظَّلْمَاءِ ، فَيَحْمِلُ الْجِرَابَ فِيهِ الصُّرَرُ مِنَ الدَّنَانِيرِ وَ الدَّرَاهِمِ حَتّى‏ يَأْتِيَ بَاباً۴ ، فَيَقْرَعُهُ ، ثُمَّ يُنِيلُ مَنْ يَخْرُجُ إِلَيْهِ ، فَلَمَّا مَاتَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليهما السلام فَقَدُوا ذَاكَ ، فَعَلِمُوا أَنَّ عَلِيّاً عليه السلام كَانَ يَفْعَلُهُ» .

هديّة:

(قال: لمّا كان) أي الأمر أو الوعد، (وعد فيها) يحتمل المعلوم وخلافه. وقرأ

1.المصدر.

2.وللمزيد راجع الطبعة الجديدة من الكافي ، ج ۲ ، ص ۵۱۶ ، ذيل ح ۱۲۷۱ ، الرقم ۴.

3.السند في الكافي المطبوع هكذا : «الحسين بن محمّد بن عامر ، عن أحمد بن إسحاق بن سعد ، عن سعدان بن مسلم».

4.في الكافي المطبوع : + «باباً».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
تعداد بازدید : 105208
صفحه از 612
پرینت  ارسال به