صدر الحديث التالي، فاشتبه على الكتّاب. وقيل: «أبن» للمكان، و«بأبويه»، يعني بوالديه، يعني ناقته عليه السلام كذا، فأين لأحد بمثل أبويه من هاشم وكسرى.۱ وضبط برهان الفضلاء على الأوّل، وقال: «ابن» نصب بالاختصاص وعطف بيان، و«بانويه» عبارة عن اُمّه عليه السلام.۲
الحديث الخامس
۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ ،۳عَنْ أَبِي عُمَارَةَ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، قَالَ : «لَمَّا كَانَ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي وُعِدَ فِيهَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليهما السلام ، قَالَ لِمُحَمَّدٍ عليه السلام : يَا بُنَيَّ ، أَبْغِنِي وَضُوءاً ، قَالَ : فَقُمْتُ فَجِئْتُهُ بِوَضُوءٍ ، قَالَ : لَا أَبْغِي هذَا ؛ فَإِنَّ فِيهِ شَيْئاً مَيِّتاً ، قَالَ : فَخَرَجْتُ فَجِئْتُ بِالْمِصْبَاحِ ، فَإِذَا فِيهِ فَأْرَةٌ مَيْتَةٌ ، فَجِئْتُهُ بِوَضُوءٍ غَيْرِهِ ، فَقَالَ : يَا بُنَيَّ ، هذِهِ اللَّيْلَةُ الَّتِي وُعِدْتُهَا ، فَأَوْصى بِنَاقَتِهِ أَنْ يُحْظَرَ لَهَا حِظَارٌ ، وَ أَنْ يُقَامَ لَهَا عَلَفٌ ، فَجُعِلَتْ فِيهِ».
قَالَ : «فَلَمْ تَلْبَثْ أَنْ خَرَجَتْ حَتّى أَتَتِ الْقَبْرَ ، فَضَرَبَتْ بِجِرَانِهَا ، وَ رَغَتْ ، وَ هَمَلَتْ عَيْنَاهَا ، فَأُتِيَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ عليهما السلام ، فَقِيلَ لَهُ : إِنَّ النَّاقَةَ قَدْ خَرَجَتْ ، فَأَتَاهَا ، فَقَالَ : صَهِ الْآنَ ، قُومِي ، بَارَكِِ اللَّهُ فِيكِ ، فَلَمْ تَفْعَلْ ، فَقَالَ : وَ إِنْ كَانَ لَيَخْرُجُ عَلَيْهَا إِلى مَكَّةَ ، فَيُعَلِّقُ السَّوْطَ عَلَى الرَّحْلِ ، فَمَا يَقْرَعُهَا حَتّى يَدْخُلَ الْمَدِينَةَ».
قَالَ : «وَ كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليهما السلام يَخْرُجُ فِي اللَّيْلَةِ الظَّلْمَاءِ ، فَيَحْمِلُ الْجِرَابَ فِيهِ الصُّرَرُ مِنَ الدَّنَانِيرِ وَ الدَّرَاهِمِ حَتّى يَأْتِيَ بَاباً۴ ، فَيَقْرَعُهُ ، ثُمَّ يُنِيلُ مَنْ يَخْرُجُ إِلَيْهِ ، فَلَمَّا مَاتَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليهما السلام فَقَدُوا ذَاكَ ، فَعَلِمُوا أَنَّ عَلِيّاً عليه السلام كَانَ يَفْعَلُهُ» .
هديّة:
(قال: لمّا كان) أي الأمر أو الوعد، (وعد فيها) يحتمل المعلوم وخلافه. وقرأ