قَالَ : «يَا ابْنَ مُسْلِمٍ ، كُلُّ شَيْءٍ خَلَقَهُ اللَّهُ - مِنْ طَيْرٍ أَوْ بَهِيمَةٍ أَوْ شَيْءٍ فِيهِ رُوحٌ - فَهُوَ أَسْمَعُ لَنَا وَ أَطْوَعُ مِنِ ابْنِ آدَمَ ، إِنَّ هذَا الْوَرَشَانَ ظَنَّ بِامْرَأَتِهِ ، فَحَلَفَتْ لَهُ : مَا فَعَلْتُ ، فَقَالَتْ : تَرْضى بِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ؟ فَرَضِيَا بِي ، فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّهُ لَهَا ظَالِمٌ ، فَصَدَّقَهَا» .
هديّة:
(الورشان) بالتحريك: طائر، وهو ساق حرّ؛ قاله الجوهري.۱ويقال له «القمرى»، وأكثر استعماله في الذكر فالاُنثى قمريّة.
(إذا وقع) أي نزل.
و(على الحائط) وصفٌ لزوج ورشان، والإضافة بيانيّة، كخاتم فضّة. وقال برهان الفضلاء: الظاهر من الحائط مكان على الحائط».
و«الهديل»: صوت الحمام ونحوه، هدل كضرب. في بعض النسخ : «ما هذا الطير» مكان (ما هذا الطائر)، و«فقال» مكان (فقالت).
(ظنّ بامرأته) يعني السفاح.
الحديث السادس
۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ صَالِحِ بْنِ حَمْزَةَ ،۲عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ الْحَضْرَمِيِّ ، قَالَ : لَمَّا حُمِلَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام إِلَى الشَّامِ إِلى هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَ صَارَ بِبَابِهِ ، قَالَ لِأَصْحَابِهِ وَ مَنْ كَانَ بِحَضْرَتِهِ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ : إِذَا رَأَيْتُمُونِي قَدْ وَبَّخْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ ، ثُمَّ رَأَيْتُمُونِي قَدْ سَكَتُّ ، فَلْيُقْبِلْ عَلَيْهِ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ فَلْيُوَبِّخْهُ ، ثُمَّ أَمَرَ أَنْ يُؤْذَنَ لَهُ .
فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام ، قَالَ بِيَدِهِ : «السَّلَامُ عَلَيْكُمْ» فَعَمَّهُمْ جَمِيعاً بِالسَّلَامِ ، ثُمَّ جَلَسَ ، فَازْدَادَ هِشَامٌ عَلَيْهِ حَنَقاً بِتَرْكِهِ السَّلَامَ عَلَيْهِ بِالْخِلَافَةِ ، وَ جُلُوسِهِ بِغَيْرِ إِذْنٍ ، فَأَقْبَلَ