41
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4

(إنّهم لن يغنوا عنك من اللَّه شيئاً). أي لن يقدروا على إيصالهم فائدة إليك بالدفع عنك من عذاب اللَّه شيئاً. و«العجل» بالتحريك، وكذا «العجلة»: خلاف البطؤ، وقد عجل كعلم وتعجّل بمعنى، ومن التفعيل يتعدّى ولا يتعدّى.
«صرعه» كمنع: أسقطه بالغلبة عليه.
(ثبط عن الجهاد) كعلم : شغل عنه، وثبّط غيره عنه تثبيطاً.
(ممّا نسبتها إليه) من خصائص الإمامة.
(أو تضرب به مثلاً) بأنّ اللَّه تعالى جعل في الأيّام الخالية مثلك المعرّى عن خصائص الإمامة إماماً.
(أن يسبقه) بتقدير: من أن يسبقه، كما في قوله تعالى في سورة الأنبياء: «وَجَعَلْنَا فِى الْأَرْضِ رَوَاسِىَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ»۱ فمتعلّق بقوله: (ولم يجعل)، باعتبار اشتماله على المنع، فحاصل المعنى - على ما صرّح به برهان الفضلاء - أنّه ممنوع من كذا ومن كذا، فاللفظ على التعداد والمعنى على العطف.
وآية «لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ»۲ في المائدة.
(أفقتل الصيد أعظم) ناظرٌ إلى آية: «وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِى آدَمَ»۳ في سورة بني إسرائيل.
وآية: «لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ»۴ في المائدة. و«الشعائر» إمّا جمع «شعار» بالكسر، يعني علامات الإسلام، أو جمع «شعير» على فعيل بمعنى المفعول، أي المعلومات للخلق حرمتها كمكّة وحرمها، والصفا والمروة ونحو ذلك.
وآية: «فَسِيحُوا فِى الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ»۵ في سورة التوبة؛ شوّال وذو القعدة وذو الحجّة والمحرّم.

1.الأنبياء (۲۱): ۳۱.

2.المائدة (۵): ۹۵ .

3.الإسراء (۱۷): ۷۰.

4.المائدة (۵): ۲.

5.التوبة (۹): ۲.


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
40

وَ جَعَلَ لِكُلِّ شَيْ‏ءٍ مَحَلاًّ ، وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ : «وَ إِذا حَلَلْتُمْ فَاصْطادُوا» وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ : «لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللَّهِ وَ لَا الشَّهْرَ الْحَرامَ» فَجَعَلَ الشُّهُورَ عِدَّةً مَعْلُومَةً ، فَجَعَلَ مِنْهَا أَرْبَعَةً حُرُماً ، وَ قَالَ : «فَسِيحُوا فِى الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَ اعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِى اللَّهِ» .
ثُمَّ قَالَ تَبَارَكَ وَ تَعَالى‏ : «فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ» فَجَعَلَ لِذلِكَ مَحَلاًّ ، وَ قَالَ : «وَ لا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتابُ أَجَلَهُ» فَجَعَلَ لِكُلِّ شَيْ‏ءٍ مَحَلّاً ، وَ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَاباً .
فَإِنْ كُنْتَ عَلى‏ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكَ ، وَ يَقِينٍ مِنْ أَمْرِكَ ، وَ تِبْيَانٍ مِنْ شَأْنِكَ ، فَشَأْنَكَ ، وَ إِلَّا فَلَا تَرُومَنَّ أَمْراً أَنْتَ مِنْهُ فِي شَكٍّ وَ شُبْهَةٍ ، وَ لَا تَتَعَاطَ زَوَالَ مُلْكٍ لَمْ يَنْقَضِ أُكُلُهُ ، وَ لَمْ يَنْقَطِعْ مَدَاهُ ، وَ لَمْ يَبْلُغِ الْكِتَابُ أَجَلَهُ ، فَلَوْ قَدْ بَلَغَ مَدَاهُ ، وَ انْقَطَعَ أُكُلُهُ ، وَ بَلَغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ ، لَانْقَطَعَ الْفَصْلُ ، وَ تَتَابَعَ النِّظَامُ ، وَ لَأَعْقَبَ اللَّهُ فِي التَّابِعِ وَ الْمَتْبُوعِ الذُّلَّ وَ الصَّغَارَ .
أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ إِمَامٍ ضَلَّ عَنْ وَقْتِهِ ، فَكَانَ التَّابِعُ فِيهِ أَعْلَمَ مِنَ الْمَتْبُوعِ ، أَ تُرِيدُ يَا أَخِي أَنْ تُحْيِيَ مِلَّةَ قَوْمٍ قَدْ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ ، وَ عَصَوْا رَسُولَهُ ، وَ اتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ ، وَ ادَّعَوُا الْخِلَافَةَ بِلَا بُرْهَانٍ مِنَ اللَّهِ وَ لَا عَهْدٍ مِنْ رَسُولِهِ ؟ أُعِيذُكَ بِاللَّهِ يَا أَخِي أَنْ تَكُونَ غَداً الْمَصْلُوبَ بِالْكُنَاسَةِ».
ثُمَّ ارْفَضَّتْ عَيْنَاهُ ، وَ سَالَتْ دُمُوعُهُ ، ثُمَّ قَالَ : «اللَّهُ بَيْنَنَا وَ بَيْنَ مَنْ هَتَكَ سِتْرَنَا ، وَ جَحَدَنَا حَقَّنَا ، وَ أَفْشى‏ سِرَّنَا ، وَ نَسَبَنَا إِلى‏ غَيْرِ جَدِّنَا ، وَ قَالَ فِينَا مَا لَمْ نَقُلْهُ فِي أَنْفُسِنَا» .

هديّة:

(الضّنك) بفتح المعجمة: شدّة الضّيق.
(بحكم موصول): متّصل وارد لواحد بعد واحد.
(مفصول): غير مشتبه.
ووصف القدر بالمقدور للمبالغة.
(لا يستخفنّك): لا يحملنّك على الخفّة۱ في العقل والقلق في الخاطر.

1.في «د»: - «على الخفّة».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
تعداد بازدید : 133047
صفحه از 612
پرینت  ارسال به