413
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4

السَّرَّاجِ وَ الْحُسَيْنِ بْنِ ثُوَيْرِ بْنِ أَبِي فَاخِتَةَ ، قَالُوا : كُنَّا عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، فَقَالَ : «عِنْدَنَا خَزَائِنُ الْأَرْضِ وَ مَفَاتِيحُهَا ، وَ لَوْ شِئْتُ أَنْ أَقُولَ بِإِحْدى‏ رِجْلَيَّ : أَخْرِجِي مَا فِيكِ مِنَ الذَّهَبِ ، لَأَخْرَجَتْ». قَالَ : ثُمَّ قَالَ بِإِحْدى‏ رِجْلَيْهِ ، فَخَطَّهَا فِي الْأَرْضِ خَطّاً ، فَانْفَجَرَتْ‏1 الْأَرْضُ ، ثُمَّ قَالَ بِيَدِهِ ، فَأَخْرَجَ سَبِيكَةَ ذَهَبٍ قَدْرَ شِبْرٍ ، ثُمَّ قَالَ : «انْظُرُوا حَسَناً». فَنَظَرْنَا فَإِذَا سَبَائِكِ كَثِيرَةٌ بَعْضُهَا عَلى‏ بَعْضٍ يَتَلَأْلَأُ ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُنَا : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، أُعْطِيتُمْ مَا أُعْطِيتُمْ وَ شِيعَتُكُمْ مُحْتَاجُونَ ؟ قَالَ : فَقَالَ : «إِنَّ اللَّهَ سَيَجْمَعُ لَنَا وَ لِشِيعَتِنَا الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةَ ، وَ يُدْخِلُهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ ، وَ يُدْخِلُ عَدُوَّنَا الْجَحِيمَ» .

هديّة:

(أن أقول): أن أضرب، أو أشير، أو آمر ونحو ذلك ممّا يناسب من معاني «قال».
(فخطّها): فجّرها.
(سيجمع) يعني في الرجعة.

الحديث السادس‏

۰.روى في الكافي عن الاثنين،۲عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ : كَانَ لِي جَارٌ يَتَّبِعُ السُّلْطَانَ ، فَأَصَابَ مَالًا ، فَأَعَدَّ قِيَاناً ، وَ كَانَ يَجْمَعُ الْجُمُوعَ‏۳إِلَيْهِ ، وَ يَشْرَبُ الْمُسْكِرَ ، وَ يُؤْذِينِي ، فَشَكَوْتُهُ إِلى‏ نَفْسِهِ غَيْرَ مَرَّةٍ ، فَلَمْ يَنْتَهِ ، فَلَمَّا أَنْ أَلْحَحْتُ عَلَيْهِ ، قَالَ‏۴لِي : يَا هذَا ، أَنَا رَجُلٌ مُبْتَلًى ، وَ أَنْتَ رَجُلٌ مُعَافًى ، فَلَوْ عَرَضْتَنِي لِصَاحِبِكَ ، رَجَوْتُ أَنْ يُنْقِذَنِيَ اللَّهُ رَبُّكَ‏۵، فَوَقَعَ ذلِكَ لَهُ فِي قَلْبِي ، فَلَمَّا صِرْتُ إِلى‏ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، ذَكَرْتُ لَهُ حَالَهُ ، فَقَالَ لِي : «إِذَا رَجَعْتَ إِلَى الْكُوفَةِ سَيَأْتِيكَ ، فَقُلْ لَهُ : يَقُولُ لَكَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ : دَعْ مَا أَنْتَ عَلَيْهِ ، وَ أَضْمَنُ

1.في الكافي المطبوع : «فانفرجت».

2.يعني : «الحسين بن محمّد ، عن المعلّى بن محمّد».

3.في الكافي المطبوع : «الجميع».

4.في الكافي المطبوع : «فقال».

5.في الكافي المطبوع : «بك».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
412

تلهّب النار، أي لا تنهض عليه أو لا تتوقّد عليه بسوء؛ هجّت النار هجيجاً كأجّت أجيجاً.
وقال برهان الفضلاء: «فلا تهجه» بصيغة النهي من معتلّ العين اليائي من باب ضرب أو الإفعال، يعني فلا تثره بسوء تعارف بين القافة من الأعراب وغيرهم الحكم من ألوان الأعضاء وهيئاتها وأوضاع العروق وخطوط جلودها بوقائع لصاحبها، وربّما يكتفى بالكفّين في ذلك.
وقال برهان الفضلاء: المراد ب «الأعرابي» الخضر أو الياس عليهما السلام، وحكمه بذلك إنّما هو بالتوسّم الخاصّ بالحجج المعصومين عليهم السلام، قال اللَّه تعالى: «إِنَّ فِى ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ»۱.
و«التوسّم»: التفرّس.
و«الرواسي»: الثابتات.
(أتتك) خطابٌ بنفس المتكلّم الضارب لهذا المثل.
و(النطع) بكسر النون ويفتح، والنصب بتقدير «احضر».
«كتفه» كضرب: شدّ يديه إلى خلفه بالكتاف ككتاب، وهو حبل لذلك.
(عنوة) بالفتح: قهراً.
(وشأنك) نصب، والواو بمعنى «مع» أي أنت مقرون وشأنك، أو رفع، فالواو للعطف، أي أنت وشأنك مقرونان.
في بعض النسخ - كما ضبط برهان الفضلاء - : «اللَّه» بدون «أكبر»، فنصب بنزع الخافض على القسم الاستعطافي، والتقدير : «أسألك باللَّه» أو رفع على التعجّب، والمعنى: اللَّه أكبر.

الحديث الخامس‏

0.روى في الكافي بإسناده عَنِ الْخَيْبَرِيِّ ،2 عَنْ يُونُسَ بْنِ ظَبْيَانَ وَمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ وَ أَبِي سَلَمَةَ

1.الحجر (۱۵): ۷۵.

2.السند في الكافي المطبوع هكذا : «محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن عمر بن عبد العزيز ، عن الخيبريّ».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
تعداد بازدید : 105345
صفحه از 612
پرینت  ارسال به