423
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4

والتاء في (الطاغية) للمبالغة. وقيل: (الميل) بالكسر: تلّ على طريق بغداد بينه وبين زبالة ميل، أي ثلث فرسخ، وقيل: أعلمت الطرق في زمن بني اُميّة كلّ ميل بعلامة، فالمراد بأوّل الميل الميل الأوّل.
قال بعض المعاصرين: «إيه» بكسر الهمزة وفتحها وتنوين الهاء المكسورة وربّما يكتب بالنون - كما في أكثر نسخ الكتاب - كلمة استزادة واستنطاق.۱
وقرئ : «أنّه» يعني أنّ هذا المكان هو المكان الموعود، وقيل: أي بالكسر والهاء الساكنة للسكت، يعني نعم أنا.
وقال برهان الفضلاء: «أيهن» بفتح الهمزة وسكون المفردة وفتح الهاء، نصب على الحال من ضمير «قال»، أفعل التفضيل للباهن، بمعنى مَنْ وجْهُه ناضر، وحاله طيّبة.
أقول: ولا يبعد أن يكون «إي» بالكسر، و«هن» مخفّف «ها أنا» يعني نعم ها أنا كما وعدتك.

الحديث الخامس‏

0.روى في الكافي بإسناده عَنِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ ،2 عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ‏3 إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ أَبِي الْحَسَنِ مُوسى‏ عليه السلام إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ نَصْرَانِيٌّ - وَ نَحْنُ مَعَهُ بِالْعُرَيْضِ - فَقَالَ لَهُ النَّصْرَانِيُّ : إِنِّي أَتَيْتُكَ مِنْ بَلَدٍ بَعِيدٍ ، وَ سَفَرٍ شَاقٍّ ، وَ سَأَلْتُ رَبِّي مُنْذُ ثَلَاثِينَ سَنَةً أَنْ يُرْشِدَنِي إِلى‏ خَيْرِ الْأَدْيَانِ ، وَ إِلى‏ خَيْرِ الْعِبَادِ وَ أَعْلَمِهِمْ ، وَ أَتَانِي آتٍ فِي النَّوْمِ ، فَوَصَفَ لِي رَجُلًا بِعُلْيَا دِمَشْقَ ، فَانْطَلَقْتُ حَتّى‏ أَتَيْتُهُ ، فَكَلَّمْتُهُ ، فَقَالَ : أَنَا أَعْلَمُ أَهْلِ دِينِي ، وَ غَيْرِي أَعْلَمُ مِنِّي ، فَقُلْتُ : أَرْشِدْنِي إِلى‏ مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنْكَ ؛ فَإِنِّي لَا أَسْتَعْظِمُ السَّفَرَ ، وَ لَا تَبْعُدُ عَلَيَّ الشُّقَّةُ ، وَ لَقَدْ قَرَأْتُ الْإِنْجِيلَ كُلَّهَا وَ مَزَامِيرَ دَاوُدَ ، وَ قَرَأْتُ أَرْبَعَةَ أَسْفَارٍ مِنَ التَّوْرَاةِ ، وَ قَرَأْتُ ظَاهِرَ الْقُرْآنِ حَتَّى

1.الوافي ، ج ۳ ، ص ۷۹۹ ، ذيل ح ۱۴۱۳.

2.السند في الكافي المطبوع هكذا : «أحمد بن مهران و عليّ بن إبراهيم جميعاً ، عن محمّد بن عليّ، عن الحسن بن راشد».

3.هكذا في الكافي المطبوع ، وفي «الف» و «د» : - «بن».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
422

الْحَسَنِ مُوسى‏ عليه السلام عَلَى الْمَهْدِيِّ - الْقُدْمَةَ الْأُولى‏ - أَنْزَلَ بِزُبَالَةَ1 ، فَكُنْتُ أُحَدِّثُهُ ، فَرَآنِي مَغْمُوماً ، فَقَالَ لِي : «يَا بَا خَالِدٍ2 ، مَا لِي أَرَاكَ مَغْمُوماً ؟» فَقُلْتُ : وَ كَيْفَ لَا أَغْتَمُّ وَ أَنْتَ تُحْمَلُ إِلى‏ هذِهِ الطَّاغِيَةِ ، وَ لَا أَدْرِي مَا يُحْدِثُ فِيكَ ؟!
فَقَالَ : «لَيْسَ عَلَيَّ بَأْسٌ ، إِذَا كَانَ شَهْرُ كَذَا3 وَ يَوْمُ كَذَا ، فَوَافِنِي فِي أَوَّلِ الْمِيلِ».
فَمَا كَانَ لِي هَمٌّ إِلَّا إِحْصَاءَ الشُّهُورِ4وَ الْأَيَّامِ حَتّى‏ كَانَ ذلِكَ الْيَوْمُ ، فَوَافَيْتُ الْمِيلَ ، فَمَا زِلْتُ عِنْدَهُ حَتّى‏ كَادَتِ الشَّمْسُ أَنْ تَغِيبَ ، وَ وَسْوَسَ الشَّيْطَانُ فِي صَدْرِي ، وَ تَخَوَّفْتُ أَنْ أَشُكَّ فِيمَا قَالَ ، فَبَيْنَا أَنَا كَذلِكَ إِذْ نَظَرْتُ إِلى‏ سَوَادٍ قَدْ أَقْبَلَ مِنْ نَاحِيَةِ الْعِرَاقِ ، فَاسْتَقْبَلْتُهُمْ ، فَإِذَا أَبُوالْحَسَنِ عليه السلام أَمَامَ الْقِطَارِ عَلى‏ بَغْلَةٍ ، فَقَالَ : «إِيهَنْ‏5 يَا أَبَا خَالِدٍ». قُلْتُ : لَبَّيْكَ ، يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ ، فَقَالَ : «لَا تَشُكَّنَّ ، وَدَّ الشَّيْطَانُ أَنَّكَ شَكَكْتَ». فَقُلْتُ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَّصَكَ مِنْهُمْ ، فَقَالَ : «إِنَّ لِي إِلَيْهِمْ عَوْدَةً لَا أَتَخَلَّصُ مِنْهُمْ» .

هديّة:

(أُقدم) على ما لم يسمّ فاعله من الإقدام، فتعديته ب «على» على تضمين معنى الورود، والباء للتعدية، و(القدمة) بضمّ القاف، اسم من الإقدام، ونصب على أنّه مفعول مطلق.
و«زبالة» بالضمّ والتخفيف اسم موضع؛ قاله الجوهري.۶ وقال في القاموس: «زبالة» كسحابة.۷ وعليه ضبط برهان الفضلاء، وقال: هو موضع في مبادي المدينة من جانب الشام.

1.في الكافي المطبوع : «نزل زبالة» بدل «أنزل بزبالة».

2.في الكافي المطبوع : «أبا خالد».

3.في الكافي المطبوع : + «كذا».

4.هكذا في الكافي المطبوع ، وهو الصحيح ، وفي «الف» و «د» : - : «الشهور».

5.في الكافي المطبوع : «إيهٍ».

6.الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۷۱۵ (زبل).

7.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۳۸۸ (زبل).

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
تعداد بازدید : 128787
صفحه از 612
پرینت  ارسال به