والتاء في (الطاغية) للمبالغة. وقيل: (الميل) بالكسر: تلّ على طريق بغداد بينه وبين زبالة ميل، أي ثلث فرسخ، وقيل: أعلمت الطرق في زمن بني اُميّة كلّ ميل بعلامة، فالمراد بأوّل الميل الميل الأوّل.
قال بعض المعاصرين: «إيه» بكسر الهمزة وفتحها وتنوين الهاء المكسورة وربّما يكتب بالنون - كما في أكثر نسخ الكتاب - كلمة استزادة واستنطاق.۱
وقرئ : «أنّه» يعني أنّ هذا المكان هو المكان الموعود، وقيل: أي بالكسر والهاء الساكنة للسكت، يعني نعم أنا.
وقال برهان الفضلاء: «أيهن» بفتح الهمزة وسكون المفردة وفتح الهاء، نصب على الحال من ضمير «قال»، أفعل التفضيل للباهن، بمعنى مَنْ وجْهُه ناضر، وحاله طيّبة.
أقول: ولا يبعد أن يكون «إي» بالكسر، و«هن» مخفّف «ها أنا» يعني نعم ها أنا كما وعدتك.
الحديث الخامس
0.روى في الكافي بإسناده عَنِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ ،2 عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ3 إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ أَبِي الْحَسَنِ مُوسى عليه السلام إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ نَصْرَانِيٌّ - وَ نَحْنُ مَعَهُ بِالْعُرَيْضِ - فَقَالَ لَهُ النَّصْرَانِيُّ : إِنِّي أَتَيْتُكَ مِنْ بَلَدٍ بَعِيدٍ ، وَ سَفَرٍ شَاقٍّ ، وَ سَأَلْتُ رَبِّي مُنْذُ ثَلَاثِينَ سَنَةً أَنْ يُرْشِدَنِي إِلى خَيْرِ الْأَدْيَانِ ، وَ إِلى خَيْرِ الْعِبَادِ وَ أَعْلَمِهِمْ ، وَ أَتَانِي آتٍ فِي النَّوْمِ ، فَوَصَفَ لِي رَجُلًا بِعُلْيَا دِمَشْقَ ، فَانْطَلَقْتُ حَتّى أَتَيْتُهُ ، فَكَلَّمْتُهُ ، فَقَالَ : أَنَا أَعْلَمُ أَهْلِ دِينِي ، وَ غَيْرِي أَعْلَمُ مِنِّي ، فَقُلْتُ : أَرْشِدْنِي إِلى مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنْكَ ؛ فَإِنِّي لَا أَسْتَعْظِمُ السَّفَرَ ، وَ لَا تَبْعُدُ عَلَيَّ الشُّقَّةُ ، وَ لَقَدْ قَرَأْتُ الْإِنْجِيلَ كُلَّهَا وَ مَزَامِيرَ دَاوُدَ ، وَ قَرَأْتُ أَرْبَعَةَ أَسْفَارٍ مِنَ التَّوْرَاةِ ، وَ قَرَأْتُ ظَاهِرَ الْقُرْآنِ حَتَّى