433
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4

عَنْ مَسَائِلَ كَثِيرَةٍ ، كُلُّ ذلِكَ يُجِيبُهَا ، وَ سَأَلَهَا أَبُو إِبْرَاهِيمَ عليه السلام عَنْ أَشْيَاءَ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهَا فِيهَا شَيْ‏ءٌ ، ثُمَّ أَسْلَمَتْ .
ثُمَّ أَقْبَلَ الرَّاهِبُ يَسْأَلُهُ ، فَكَانَ يُجِيبُهُ فِي كُلِّ مَا يَسْأَلُهُ ، فَقَالَ الرَّاهِبُ : قَدْ كُنْتُ قَوِيّاً عَلى‏ دِينِي ، وَ مَا خَلَّفْتُ أَحَداً مِنَ النَّصَارى‏ فِي الْأَرْضِ بَلَغَ‏۱ مَبْلَغِي فِي الْعِلْمِ ، وَ لَقَدْ سَمِعْتُ بِرَجُلٍ فِي الْهِنْدِ إِذَا شَاءَ حَجَّ إِلى‏ بَيْتِ الْمَقْدِسِ فِي يَوْمٍ وَ لَيْلَةٍ ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلى‏ مَنْزِلِهِ بِأَرْضِ الْهِنْدِ ، فَسَأَلْتُ عَنْهُ بِأَيِّ أَرْضٍ هُوَ ؟ فَقِيلَ لِي : إِنَّهُ بِسُبْذَانَ ، وَ سَأَلْتُ الَّذِي أَخْبَرَنِي ، فَقَالَ : هُوَ عَلِمَ الِاسْمَ الَّذِي ظَفِرَ بِهِ آصَفُ صَاحِبُ سُلَيْمَانَ لَمَّا أَتى‏ بِعَرْشِ سَبَاً، وَ هُوَ الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ لَكُمْ فِي كِتَابِكُمْ ، وَ لَنَا - مَعْشَرَ الْأَدْيَانِ - فِي كُتُبِنَا .
فَقَالَ لَهُ أَبُو إِبْرَاهِيمَ عليه السلام : «فَكَمْ لِلَّهِ مِنِ اسْمٍ لَا يُرَدُّ ؟» فَقَالَ الرَّاهِبُ : الْأَسْمَاءُ كَثِيرَةٌ ، فَأَمَّا الْمَحْتُومُ مِنْهَا - الَّذِي لَا يُرَدُّ سَائِلُهُ - فَسَبْعَةٌ ، فَقَالَ لَهُ أَبُو الْحَسَنِ عليه السلام : «فَأَخْبِرْنِي عَمَّا تَحْفَظُ مِنْهَا» قَالَ الرَّاهِبُ : لَا ، وَ اللَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلى‏ مُوسى‏ ، وَ جَعَلَ عِيسى‏ عِبْرَةً لِلْعَالَمِينَ ، وَ فِتْنَةً لِشُكْرِ أُولِي الْأَلْبَابِ ، وَ جَعَلَ مُحَمَّداً بَرَكَةً وَ رَحْمَةً ، وَ جَعَلَ عَلِيّاً عِبْرَةً وَ بَصِيرَةً ، وَ جَعَلَ الْأَوْصِيَاءَ مِنْ نَسْلِهِ وَ نَسْلِ مُحَمَّدٍ مَا أَدْرِي ، وَ لَوْ دَرَيْتُ مَا احْتَجْتُ فِيهِ إِلى‏ كَلَامِكَ ، وَ لَا جِئْتُكَ وَ لَا سَأَلْتُكَ .
فَقَالَ لَهُ أَبُو إِبْرَاهِيمَ عليه السلام : «عُدْ إِلى‏ حَدِيثِ الْهِنْدِيِّ» .
فَقَالَ لَهُ الرَّاهِبُ : سَمِعْتُ بِهذِهِ الْأَسْمَاءِ وَ لَا أَدْرِي مَا بِطَائِنُهَا۲ وَ لَا شَرَائِعُهَا۳ ؟ وَ لَا أَدْرِي مَا هِيَ ؟ وَ لَا كَيْفَ هِيَ وَ لَا بِدُعَائِهَا؟ فَانْطَلَقْتُ حَتّى‏ قَدِمْتُ سُبْذَانَ الْهِنْدِ ، فَسَأَلْتُ عَنِ الرَّجُلِ ، فَقِيلَ لِي : إِنَّهُ بَنى‏ دَيْراً فِي جَبَلٍ ، فَصَارَ لَا يَخْرُجُ وَ لَا يُرى‏ إِلَّا فِي كُلِّ سَنَةٍ مَرَّتَيْنِ ، وَ زَعَمَتِ الْهِنْدُ أَنَّ اللَّهَ فَجَّرَ لَهُ عَيْناً فِي دَيْرِهِ ، وَ زَعَمَتِ الْهِنْدُ أَنَّهُ يُزْرَعُ لَهُ مِنْ غَيْرِ زَرْعٍ يُلْقِيهِ ، وَ يُحْرَثُ لَهُ مِنْ غَيْرِ حَرْثٍ يَعْمَلُهُ ، فَانْتَهَيْتُ إِلى‏ بَابِهِ ، فَأَقَمْتُ ثَلَاثاً لَا أَدُقُّ الْبَابَ ، وَ لَا أُعَالِجُ الْبَابَ .

1.في الكافي المطبوع : «يبلغ».

2.في الكافي المطبوع : «بطانتها».

3.في الكافي المطبوع : «شرائحها».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
432

(إنّه كان مسلماً).
(غيلة) بالفتح: خدعة من حيث لا يدري.
(فأبان به لأهله) أي فأظهر الحقّ بسببه لأهله.
(كلّ فيه مشترك) على اسم الفاعل، أي كلّ أحد من الأحمر والأسود شريك في وجوب الإقرار به والطاعة له فيما جاء به صلى اللَّه عليه وآله وأهمّه الولاية.
(توازروا): تعاونوا. قرأ برهان الفضلاء : «صدقتي» بفتح الصاد وسكون الدال وتاء الوحدة، بمعنى الصداقة الصادقة المتفرّدة.
و«الطروق» بالفتح والقاف على فعول بالفتح، وطروقة الرجل اُنثاه، يعني ثلاثمائة ذكر في جملة الذكر والاُنثى. وقال برهان الفضلاء: الظاهر «طرف» بكسر الطاء المهملة وسكون الراء والفاء، أي الجواد من الخيل.
(ولست أدع) أي لا أترك إيصال حقّكما إليكما في الإسلام من الصدقات والصلات والحقّ المعلوم وغير ذلك.
(على حالك) قيل: أي لا ينقص بعبوديّتك للَّه سبحانه ولرسوله من جاهك ومنزلتك. وقال برهان الفضلاء: يعني لا يضرّك الإعطاء هنا، فإنّك في حكم ابن السبيل وإن كنت في بلدك على حال الأغنياء.

الحديث السادس‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ ،۱عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ جَعْفَرٍ ، قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ أَبِي إِبْرَاهِيمَ عليه السلام وَ أَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ نَجْرَانَ الْيَمَنِ مِنَ الرُّهْبَانِ وَ مَعَهُ رَاهِبَةٌ ، فَاسْتَأْذَنَ لَهُمَا الْفَضْلُ بْنُ سَوَّارٍ ، فَقَالَ لَهُ : «إِذَا كَانَ غَداً فَأْتِ بِهِمَا عِنْدَ بِئْرِ أُمِّ خَيْرٍ» قَالَ : فَوَافَيْنَا مِنَ الْغَدِ ، فَوَجَدْنَا الْقَوْمَ قَدْ وَافَوْا ، فَأَمَرَ بِخَصَفَةِ بَوَارِيَّ ، ثُمَّ جَلَسَ فَجَلَسُوا۲ ، فَبَدَأَتِ الرَّاهِبَةُ بِالْمَسَائِلِ ، فَسَأَلَتْ

1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «عليّ بن إبراهيم ، و أحمد بن مهران جميعاً ، عن محمّد بن عليّ ، عن الحسن بن راشد».

2.في الكافي المطبوع : «و جلسوا».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
تعداد بازدید : 121497
صفحه از 612
پرینت  ارسال به