441
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4

إِخْوَتُكَ وَ أَهْلُ بَيْتِكَ لَا يَلْبَثُونَ بَعْدَكَ إِلَّا يَسِيراً حَتّى‏ تَتَفَرَّقَ كَلِمَتُهُمْ ، وَ يَخُونُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً حَتّى‏ يَشْمَتَ بِهِمْ عَدُوُّهُمْ ، فَكَانَ هذَا فِي نَفْسِكَ».
فَقُلْتُ : فَإِنِّي أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ بِمَا عَرَضَ فِي صَدْرِي .
فَلَمْ يَلْبَثْ إِسْحَاقُ بَعْدَ هذَا الْمَجْلِسِ إِلَّا يَسِيراً حَتّى‏ مَاتَ ، فَمَا أَتى‏ عَلَيْهِمْ إِلَّا قَلِيلٌ حَتّى‏ قَامَ بَنُو عَمَّارٍ بِأَمْوَالِ النَّاسِ ، فَأَفْلَسُوا .

هديّة:

(إسحاق بن عمّار) فطحيٌ ثقةٌ.
(نفسه) أي نفس الرجل. و(إنّه) بتقدير الاستفهام على الشكّ.
و(رشيد) مصغّر، (الهجري) بالتحريك: نسبة إلى «هجرة» محرّكة، بلدة باليمن، مذكّر مصروف، وقد يؤنّث ويمنع، واسم لجميع أرض البحرين، كان من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام، ثمّ السبطين عليهما السلام، قال الكشّي: إنّه قد ألقى إليه علم البلايا والمنايا وكان أمير المؤمنين عليه السلام يسمّيه رشيد البلايا.۱
في بعض النسخ : «إلى ستّين» مكان (سنتين) أي شهرين.
(فكان هذا في نفسك) أي فنشأ هذا من قِبَلِك لا من قِبَلِنا. واحتمل برهان الفضلاء: «فكأنّ» بتشديد النون مكسورة، أو مفتوحة على الأمر المضاعف من المفاعلة، أي فاستر هذا؛ والمُكانّة بالضمّ وتشديد النون للمبالغة في الإخفاء.
(فلم يلبث) كلام السيف.
قيل: والباء في (بأموال الناس) للصلة، أي بأخذها للسلطان من غير حلّها. وضبط برهان الفضلاء : «بأموال للناس»، فالباء للتعدية، يعني حتّى دفعوا أموالاً إلى الحكّام رشوة.

الحديث التاسع‏

0.روى في الكافي بإسناده عَنْ مُوسَى بْنِ الْقَاسِمِ الْبَجَلِيِّ ،2 عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ ، قَالَ : جَاءَنِي

1.رجال الكشّي ، ص ۷۶ ، ح ۱۳۱.

2.السند في الكافي المطبوع هكذا : «عليّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن موسى بن القاسم البجلّي».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
440

الحديث السابع‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ‏۱، عَنْ ابْنِ الْمُغِيرَةِ ، قَالَ : مَرَّ الْعَبْدُ الصَّالِحُ عليه السلام بِامْرَأَةٍ بِمِنى‏ وَ هِيَ تَبْكِي وَ صِبْيَانُهَا حَوْلَهَا يَبْكُونَ ، وَ قَدْ مَاتَتْ لَهَا بَقَرَةٌ ، فَدَنَا مِنْهَا ، ثُمَّ قَالَ لَهَا : «مَا يُبْكِيكِ يَا أَمَةَ اللَّهِ؟» قَالَتْ : يَا عَبْدَ اللَّهِ ، إِنَّ لَنَا صِبْيَاناً يَتَامى‏ ، وَ كَانَتْ لِي بَقَرَةٌ مَعِيشَتِي وَ مَعِيشَةُ صِبْيَانِي كَانَ‏۲ مِنْهَا ، وَ قَدْ مَاتَتْ ، وَ بَقِيتُ مُنْقَطَعاً بِي وَ بِوُلْدِي لَا حِيلَةَ لَنَا .
فَقَالَ : «يَا أَمَةَ اللَّهِ ، هَلْ لَكِ أَنْ أُحْيِيَهَا لَكِ ؟» فَأُلْهِمَتْ أَنْ قَالَتْ : نَعَمْ يَا عَبْدَ اللَّهِ ؛ فَتَنَحّى‏ وَ صَلّى‏ رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَهُ هُنَيْئَةً ، وَ حَرَّكَ شَفَتَيْهِ ، ثُمَّ قَامَ ، فَصَوَّتَ بِالْبَقَرَةِ ، فَنَخَسَهَا نَخْسَةً أَوْ ضَرَبَهَا بِرِجْلِهِ ، فَاسْتَوَتْ عَلَى الْأَرْضِ قَائِمَةً ، فَلَمَّا نَظَرَتِ الْمَرْأَةُ إِلَى الْبَقَرَةِ ، صَرَخَتْ‏۳ ، وَ قَالَتْ : عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ وَ رَبِّ الْكَعْبَةِ ؛ فَخَالَطَالنَّاسَ ، وَ صَارَ بَيْنَهُمْ ، وَ مَضى‏ عليه السلام .

هديّة:

(وبقيت منقطعاً بي) أي منفردة عن وسيلة المعيشة.
نخسه بعود نخساً كنصر ومنع، ومنه النخّاس، والترديد من الراوي.
«صرخ» كمنع: صاح. وفي بعض النسخ : «صاحت» مكان (صرخت).

الحديث الثامن‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ،۴عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ الْعَبْدَ الصَّالِحَ عليه السلام يَنْعى‏ إِلى‏ رَجُلٍ نَفْسَهُ ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : وَ إِنَّهُ لَيَعْلَمُ مَتى‏ يَمُوتُ الرَّجُلُ مِنْ شِيعَتِهِ ، فَالْتَفَتَ إِلَيَّ شِبْهَ الْمُغْضَبِ ، فَقَالَ : «يَا إِسْحَاقُ ، قَدْ كَانَ رُشَيْدٌ الْهَجَرِيُّ يَعْلَمُ عِلْمَ الْمَنَايَا وَ الْبَلَايَا ، وَ الْإِمَامُ أَوْلى‏ بِعِلْمِ ذلِكَ» .
ثُمَّ قَالَ : «يَا إِسْحَاقُ ، اصْنَعْ مَا أَنْتَ صَانِعٌ ؛ فَإِنَّ عُمُرَكَ قَدْ فَنِيَ ، وَ إِنَّكَ تَمُوتُ إِلى‏ سَنَتَيْنِ ، وَ

1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن الحكم».

2.في الطبعة الجديدة من الكافي مستنداً ببعض النسخ : «كانت».

3.في الكافي المطبوع : «صاحت».

4.السند في الكافي المطبوع هكذا : «أحمد بن مهران رحمة اللَّه عليه عن محمّد بن عليّ ، عن سيف بن عميرة».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
تعداد بازدید : 120989
صفحه از 612
پرینت  ارسال به