443
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4

مِنْهُ مِثْلَ الَّذِي ذَكَرْتَ ، فَلِمَ تُعِينُهُ عَلى‏ نَفْسِكَ؟
فَقَالَ : إِذَا وَصَلْتُهُ ، وَ قَطَعَنِي ، قَطَعَ اللَّهُ أَجَلَهُ ، ثُمَّ تَنَاوَلَ مِخَدَّةَ أَدَمٍ ، فِيهَا ثَلَاثَةُ آلَافِ دِرْهَمٍ وَضَحٍ ، فَقَالَ‏۱ : «أَعْطِهِ هذِهِ أَيْضاً».
فَخَرَجْتُ إِلَيْهِ ، فَأَعْطَيْتُهُ الْمِائَةَ الْأُولى‏ ، فَفَرِحَ بِهَا فَرَحاً شَدِيداً ، وَ دَعَا لِعَمِّهِ ، ثُمَّ أَعْطَيْتُهُ الْمِائَةَ۲الثَّانِيَةَ وَ الثَّالِثَةَ ، فَفَرِحَ بِهِمَا۳ حَتّى‏ ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيَرْجِعُ وَ لَا يَخْرُجُ ، ثُمَّ أَعْطَيْتُهُ الثَّلَاثَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ ، فَمَضى‏ عَلى‏ وَجْهِهِ حَتّى‏ دَخَلَ عَلى‏ هَارُونَ ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ بِالْخِلَافَةِ ، فَقَالَ‏۴ : مَا ظَنَنْتُ أَنَّ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَتَيْنِ حَتّى‏ رَأَيْتُ عَمِّي مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ يُسَلَّمُ عَلَيْهِ بِالْخِلَافَةِ ، فَأَرْسَلَ هَارُونُ إِلَيْهِ بِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ ؛ فَرَمَاهُ اللَّهُ بِالذُّبَحَةِ ، فَمَا نَظَرَ مِنْهَا إِلى‏ دِرْهَمٍ ، وَ لَا مَسَّهُ .

هديّة:

(محمّد بن إسماعيل) بن أبي عبداللَّه الصادق عليه السلام.
(يعني) كلامُ عليّ بن جعفر بن محمّد عليهما السلام.
و(الخونة) قيل: بضمّ المعجمة وسكون الواو والتاء بعد النون للنقل، جمع «خوان» بمعنى ما يؤكل عليه، اسم موضع بمكّة. وقيل: بفتح المعجمة والواو أيضاً، يُقال: رجل خونة، أي خائن جدّاً، فالتاء للمبالغة، اسم لمحلّة بمكّة. وقرأ برهان الفضلاء : «حويّة» بضمّ المهملة وفتح الواو وتشديد الياء، تصغير «حوّة» بالضمّ والتشديد، بمعنى طرف الشِّعب في سفح الجبل.
(ممشّق) على اسم المفعول من التفعيل: مصبوغ بالمشق بالكسر، وهو الطين الأحمر.

1.في الكافي المطبوع : «و قال».

2.في الكافي المطبوع : - «المائة».

3.في الكافي المطبوع : «بها».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
442

مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَ قَدِ اعْتَمَرْنَا عُمْرَةَ رَجَبٍ وَ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ بِمَكَّةَ ، فَقَالَ : يَا عَمِّ ، إِنِّي أُرِيدُ بَغْدَادَ ، وَ قَدْ أَحْبَبْتُ أَنْ أُوَدِّعَ عَمِّي أَبَا الْحَسَنِ - يَعْنِي مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ عليهما السلام - وَ أَحْبَبْتُ أَنْ تَذْهَبَ مَعِي إِلَيْهِ ، فَخَرَجْتُ مَعَهُ نَحْوَ أَخِي وَ هُوَ فِي دَارِهِ الَّتِي بِالْخُوَنَةِ1 ، وَ ذلِكَ بَعْدَ الْمَغْرِبِ بِقَلِيلٍ ، فَضَرَبْتُ الْبَابَ ، فَأَجَابَنِي أَخِي عليه السلام ، فَقَالَ : «مَنْ هذَا؟» فَقُلْتُ : عَلِيٌّ ، فَقَالَ : «هُوَ ذَا أَخْرُجُ» وَ كَانَ بَطِي‏ءَ الْوُضُوءِ ، فَقُلْتُ : الْعَجَلَ ، قَالَ : «وَ أَعْجَلُ» فَخَرَجَ وَ عَلَيْهِ إِزَارٌ مُمَشَّقٌ قَدْ عَقَدَهُ فِي عُنُقِهِ حَتّى‏ قَعَدَ تَحْتَ عَتَبَةِ الْبَابِ ، قَالَ‏2 عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ ، فَانْكَبَبْتُ عَلَيْهِ ، فَقَبَّلْتُ رَأْسَهُ ، وَ قُلْتُ : قَدْ جِئْتُكَ فِي أَمْرٍ إِنْ تَرَهُ صَوَاباً فَاللَّهُ وَفَّقَ لَهُ ، وَ إِنْ يَكُنْ غَيْرَ ذلِكَ فَمَا أَكْثَرَ مَا يُخْطِئُ‏3 !
قَالَ : «وَ مَا هُوَ؟»
قُلْتُ : هذَا ابْنُ أَخِيكَ يُرِيدُ أَنْ يُوَدِّعَكَ ، وَ يَخْرُجَ إِلى‏ بَغْدَادَ ، فَقَالَ لِيَ : «ادْعُهُ» . فَدَعَوْتُهُ - وَ كَانَ مُتَنَحِّياً - فَدَنَا مِنْهُ ، فَقَبَّلَ رَأْسَهُ ، وَ قَالَ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، أَوْصِنِي ، فَقَالَ : «أُوصِيكَ أَنْ تَتَّقِيَ اللَّهَ فِي دَمِي» . فَقَالَ مُجِيباً لَهُ : مَنْ أَرَادَكَ بِسُوءٍ فَعَلَ اللَّهُ بِهِ ، وَ جَعَلَ يَدْعُو عَلى‏ مَنْ يُرِيدُهُ بِسُوءٍ؛ ثُمَّ عَادَ ، فَقَبَّلَ رَأْسَهُ ، فَقَالَ : يَا عَمِّ ، أَوْصِنِي ، فَقَالَ : «أُوصِيكَ أَنْ تَتَّقِيَ اللَّهَ فِي دَمِي». فَقَالَ : مَنْ أَرَادَكَ بِسُوءٍ فَعَلَ اللَّهُ بِهِ وَ فَعَلَ ؛ ثُمَّ عَادَ ، فَقَبَّلَ رَأْسَهُ ، ثُمَّ قَالَ : يَا عَمِّ ، أَوْصِنِي ، فَقَالَ : «أُوصِيكَ أَنْ تَتَّقِيَ اللَّهَ فِي دَمِي» . فَدَعَا عَلى‏ مَنْ أَرَادَهُ بِسُوءٍ ، ثُمَّ تَنَحّى‏ عَنْهُ ، وَ مَضَيْتُ مَعَهُ ، فَقَالَ لِي أَخِي عليه السلام : «يَا عَلِيُّ ، مَكَانَكَ» فَقُمْتُ مَكَانِي ، فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ ، ثُمَّ دَعَانِي ، فَدَخَلْتُ إِلَيْهِ ، فَتَنَاوَلَ صُرَّةً فِيهَا مِائَةُ دِينَارٍ ، فَأَعْطَانِيهَا ، وَ قَالَ : «قُلْ لِابْنِ أَخِيكَ يَسْتَعِينُ بِهَا عَلى‏ سَفَرِهِ».
قَالَ عَلِيٌّ : فَأَخَذْتُهَا ، فَأَدْرَجْتُهَا فِي حَاشِيَةِ رِدَائِي ، ثُمَّ نَاوَلَنِي مِائَةً أُخْرى‏ ، وَ قَالَ : «أَعْطِهِ أَيْضاً» ثُمَّ نَاوَلَنِي صُرَّةً أُخْرى‏ ، وَ قَالَ : «أَعْطِهِ أَيْضاً» فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِذَا كُنْتَ تَخَافُ

1.في الكافي المطبوع : «بالحوبة».

2.في الكافي المطبوع : «فقال».

3.في الكافي المطبوع : «نخطئ.

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
تعداد بازدید : 120891
صفحه از 612
پرینت  ارسال به