447
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4

إِنِّي اشْتَرَيْتُهَا مِنْ أَقْصَى الْمَغْرِبِ ، فَلَقِيَتْنِي امْرَأَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ، فَقَالَتْ : مَا هذِهِ الْوَصِيفَةُ مَعَكَ ؟ فَقُلْتُ‏۱ : اشْتَرَيْتُهَا لِنَفْسِي ، فَقَالَتْ : مَا يَكُونُ يَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ هذِهِ عِنْدَ مِثْلِكَ ؛ إِنَّ هذِهِ الْجَارِيَةَ يَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ عِنْدَ خَيْرِ أَهْلِ الْأَرْضِ ، فَلَا تَلْبَثُ‏۲ إِلَّا قَلِيلًا حَتّى‏ تَلِدَ مِنْهُ غُلَاماً مَا يُولَدُ بِشَرْقِ الْأَرْضِ وَ لَا غَرْبِهَا مِثْلُهُ .
قَالَ : فَأَتَيْتُهُ بِهَا ، فَلَمْ تَلْبَثْ عِنْدَهُ إِلَّا قَلِيلًا حَتّى‏ وَلَدَتِ الرِّضَا عليه السلام .

هديّة:

(من أهل المغرب) أي من المسافرين إلى المغرب.
واحتمل برهان الفضلاء : «معه رفيق» بالفاء؛ لتلائم الفقرات. وهو حسنٌ، إلّا أنّ الظاهر ما ترى، على أنّ تقدير «متاعك» بعد (اعرض) أو «ما معك» أو نحوهما لا وجه له. و«الرقيق» على فعيل، جمع «الرّق» بالكسر، خلاف الحرّ.
وصف الغلام كحسن: بلغ الخدمة، فهو وصيف، وهي وصيفة. قيل: فلعلّ المرأة حوريّة متمثّلة لتقول ما قالت بإذن اللَّه لحِكُم ومصالح شتّى أو ملك، أو جنّية.

الحديث الثالث‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى‏ ،۳قَالَ : لَمَّا مَضى‏ أَبُو إِبْرَاهِيمَ عليه السلام ، وَ تَكَلَّمَ أَبُو الْحَسَنِ عليه السلام ، خِفْنَا عَلَيْهِ مِنْ ذلِكَ ، فَقِيلَ لَهُ : إِنَّكَ قَدْ أَظْهَرْتَ أَمْراً عَظِيماً ، وَ إِنَّا نَخَافُ عَلَيْكَ هذِهِ الطَّاغِيَةَ ، قَالَ : فَقَالَ : «لِيَجْهَدْ جَهْدَهُ ؛ فَلَا سَبِيلَ لَهُ عَلَيَّ» .

هديّة:

(وتكلّم أبو الحسن عليه السلام) يعني بعد الصمت في إمامة أبيه عليهما السلام عن الحكم بالإمامة بين الناس. (وهذه الطاغية) هارون، والتاء للمبالغة.

1.في الكافي المطبوع : «قلت».

2.في الكافي المطبوع : + «عنده».

3.السند في الكافي المطبوع هكذا : «محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد، عمّن ذكره ، عن صفوان بن يحيى».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
446

بطوس من أرض خراسان، وقبره في طوس في سناباد المعروف بالمشهد من أرض حميد.۱(سناباد) بفتح السين بلا نقطة والنون والمفردة والدال منقوطة وغير منقوطة كبغداذ.
و(نوقان) بضمّ النون وتفتح: إحدى مدينتي طوس في القديم، والاُخرى «طابران» بالمهملة والمفردة المفتوحة بعد الألف، وقبل المهملة قبل الألف والنون، خربت وهي المعروفة الآن بطوس.
(على دعوة) أي بُعدها مقدار نعرة، فالظرف متعلّق بمثله المؤخّر الذي هو خبر مبتدأ محذوف، أي هي على دعوة، أو نعت آخر للقرية.

الحديث الثاني‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ السرّاد، عَنْ هِشَامِ بْنِ أَحْمَرَ۲، قَالَ : قَالَ لِي أَبُو الْحَسَنِ الْأَوَّلُ عليه السلام :«هَلْ عَلِمْتَ أَحَداً مِنْ أَهْلِ الْمَغْرِبِ قَدِمَ ؟» . قُلْتُ : لَا ، قَالَ : «بَلى‏ ، قَدْ قَدِمَ رَجُلٌ ، فَانْطَلِقْ بِنَا». فَرَكِبَ وَ رَكِبْتُ مَعَهُ حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى الرَّجُلِ ، فَإِذَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَعَهُ رَقِيقٌ ، فَقُلْتُ لَهُ : اعْرِضْ عَلَيْنَا ، فَعَرَضَ عَلَيْنَا سَبْعَ جَوَارٍ ، كُلَّ ذلِكَ يَقُولُ أَبُو الْحَسَنِ عليه السلام : «لَا حَاجَةَ لِي فِيهَا». ثُمَّ قَالَ : «اعْرِضْ عَلَيْنَا» فَقَالَ : مَا عِنْدِي إِلَّا جَارِيَةٌ مَرِيضَةٌ ، فَقَالَ لَهُ : «مَا عَلَيْكَ أَنْ تَعْرِضَهَا» فَأَبى‏ عَلَيْهِ ، فَانْصَرَفَ .
ثُمَّ أَرْسَلَنِي مِنَ الْغَدِ ، فَقَالَ : «قُلْ لَهُ : كَمْ كَانَ غَايَتُكَ فِيهَا؟ فَإِذَا قَالَ : كَذَا وَ كَذَا ، فَقُلْ لَهُ‏۳ : قَدْ أَخَذْتُهَا». فَأَتَيْتُهُ ، فَقَالَ : مَا كُنْتُ أُرِيدُ أَنْ أَنْقُصَهَا مِنْ كَذَا وَ كَذَا ، فَقُلْتُ : قَدْ أَخَذْتُهَا ، فَقَالَ : هِيَ لَكَ ، وَ لكِنْ أَخْبِرْنِي مَنِ الرَّجُلُ الَّذِي كَانَ مَعَكَ بِالْأَمْسِ ؟ فَقُلْتُ : رَجُلٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ ، فَقَالَ‏۴ : مِنْ أَيِّ بَنِي هَاشِمٍ ؟ فَقُلْتُ : مَا عِنْدِي أَكْثَرُ مِنْ هذَا ، فَقَالَ : أُخْبِرُكَ عَنْ هذِهِ الْوَصِيفَةِ :

1.تهذيب الأحكام ، ج ۶ ، ص ۸۳.

2.السند في الكافي المطبوع هكذا : «محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب ، عن هشام بن أحمر».

3.في الكافي المطبوع : - «له».

4.في الكافي المطبوع : «قال».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
تعداد بازدید : 105453
صفحه از 612
پرینت  ارسال به