451
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4

مَكَّةَ صَعِدَ إِلَيْهِ ، فَأَمَرَ بِهَدْمِهِ ، فَلَمَّا انْصَرَفَ إِلَى الْعِرَاقِ ، قُطِّعَ إِرْباً إِرْباً .

هديّة:

في بعض النسخ - كما ضبط برهان الفضلاء - : «خَرَجَ فيها» مكان (خرج فيها).
و«الفارع» بالفاء: العالي جدّاً، واسم جبل بين الحرمين. قيل: يمكن أن يكون وجه التسمية إشرافه على الفرع بالضمّ، قرية قرب غدير خمّ.
(يقطّع) على المجهول من التفعيل. ضبط برهان الفضلاء : «ونزل» بالواو، كما في بعض النسخ، فالمعنى على الأكثر فلمّا ارتحل عليه السلام عن المنزل الذي يرى منه الفارع صادف هارون عند الوصول إلى فارع، ف «هارون» نصب، وعلى البعض رفع، فالمعنى فلمّا ذهب عليه السلام أتى هارون ونزل. وهذه أوضح.
(مجلس) أي صفة لمجلس شراب الخمر.
(وجعفر بن يحيى) البرمكي وزير هارون.
و«الإرب» بالكسر: العضو.

الحديث السابع‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ الْقَاسِمِ ،۱عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُوسى‏ ، قَالَ : أَلْحَحْتُ عَلى‏ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليه السلام فِي شَيْ‏ءٍ أَطْلُبُهُ مِنْهُ ، فَكَانَ يَعِدُنِي ، فَخَرَجَ ذَاتَ يَوْمٍ لِيَسْتَقْبِلَ وَالِيَ الْمَدِينَةِ وَ كُنْتُ مَعَهُ ، فَجَاءَ إِلى‏ قُرْبِ قَصْرِ فُلَانٍ ، فَنَزَلَ تَحْتَ شَجَرَاتٍ وَ نَزَلْتُ أَنَا مَعَهُ‏۲، وَ لَيْسَ مَعَنَا ثَالِثٌ ، فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، هذَا الْعِيدُ قَدْ أَظَلَّنَا ، وَ لَا وَ اللَّهِ ، مَا أَمْلِكُ دِرْهَماً فَمَا سِوَاهُ ، فَحَكَّ بِسَوْطِهِ الْأَرْضَ حَكّاً شَدِيداً ، ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ ، فَتَنَاوَلَ مِنْهَا سَبِيكَةَ ذَهَبٍ ، ثُمَّ قَالَ : «انْتَفِعْ بِهَا ، وَ اكْتُمْ مَا رَأَيْتَ» .

1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن حمزة بن القاسم».

2.في الكافي المطبوع : «معه أنا» بدل «أنا معه».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
450

هديّة:

«أبو رافع» اسمه إبراهيم على أصحّ الأقوال، وقيل: أسلم، وقيل: يزيد، وقيل: ثابت، كان عتيق رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله، ثقة، شهد المشاهد مع النبيّ صلى اللَّه عليه وآله ولزم أمير المؤمنين عليه السلام بعده، وكان من خيار الشيعة. و«الطيس» بفتح المهملة الاُولى: الكثير من الرمل والماء.
(وكان شهر رمضان)، رفع «الشهر» ونصبه على الجواز، شهرت الأمر كمنع فاشتهر، وكذا شهّرته تشهيراً، أو يشدّد للمبالغة ولم يفرق الجوهري.۱(والغلام) بالنصب، أي مع الغلام.
و(الوسادة) بالفتح ويكسر.
آنسه إيناساً: أبصره، وقرأ برهان الفضلاء : «اُنست» من باب علم ونصر وضرب، من الاُنس خلاف الوحشة، وضبط أيضاً «ما عرفت» بدون البارز، وقال: يحتمل تشديد الراء وتخفيفها، فعلى الثاني، يعني كنت نسبته لطول العهد، و«ما» الاُولى على النسختين نافية.
(أعزّ وليّه) يحتمل أن يكون شكراً لنعمة التشيّع، يعني بمعرفة الإمام.

الحديث السادس‏

۰.روى في الكافي عَنْ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليه السلام : أَنَّهُ خَرَجَ مِنَ الْمَدِينَةِ فِي السَّنَةِ الَّتِي خَرَجَ‏۲فِيهَا هَارُونُ يُرِيدُ الْحَجَّ ، فَانْتَهى‏ إِلى‏ جَبَلٍ - عَنْ يَسَارِ الطَّرِيقِ ، وَ أَنْتَ ذَاهِبٌ إِلى‏ مَكَّةَ - يُقَالُ لَهُ : فَارِعٌ ، فَنَظَرَ عليه السلام إِلَيْهِ‏۳، ثُمَّ قَالَ : «بَانِي فَارِعٍ ، وَ هَادِمُهُ يُقَطَّعُ إِرْباً إِرْباً». فَلَمْ نَدْرِ مَا مَعْنى‏ ذلِكَ ؟ فَلَمَّا وَلّى‏ وَافى‏ هَارُونُ ، نَزَلَ‏۴ بِذلِكَ الْمَوْضِعِ ، وَ صَعِدَ جَعْفَرُ بْنُ يَحْيى‏ ذلِكَ الْجَبَلَ ، وَ أَمَرَ أَنْ يُبْنى‏ لَهُ ثَمَّ مَجْلِسٌ ، فَلَمَّا رَجَعَ مِنْ

1.الصحاح ، ج ۲ ، ص ۷۰۵ (شهر).

2.في الكافي المطبوع : «حجّ».

3.في الكافي المطبوع : + «أبو الحسن عليه السلام».

4.في الكافي المطبوع : «و نزل» بالواو.

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
تعداد بازدید : 105436
صفحه از 612
پرینت  ارسال به