هديّة:
(قصر فلان) لعلّ عدم التصريح لكراهة ذكر الاسم ، فإنّ من القصور العشرة التي في حوالى المدينة قصر معاوية ومثله من بني اُميّة وغيرهم من حكّام الجور، وكان قصر معاوية سمّي ب «قصر الخلّ» بفتح المعجمة وتشديد اللام؛ لبنائه إيّاه بالعنف والتعدّي.
(في شيء أطلبه منه) أي أمرٍ عجيب من الدلالات وخرق العادات. ولعلّه عليه السلام أمَرَه بالكتمان عن غير الشيعة، فلا مخالفة لأمره عليه السلام.
الحديث الثامن
۰.روى في الكافي عَنْ عَلِيٍّ، عَنْ يَاسِرٍ الْخَادِمِ وَ الرَّيَّانِ بْنِ الصَّلْتِ جَمِيعاً ، قَالَ : لَمَّا انْقَضى أَمْرُ الْمَخْلُوعِ ، وَ اسْتَوَى الْأَمْرُ لِلْمَأْمُونِ ، كَتَبَ إِلَى الرِّضَا عليه السلام يَسْتَقْدِمُهُ إِلى خُرَاسَانَ ، فَاعْتَلَّ عَلَيْهِ أَبُو الْحَسَنِ عليه السلام بِعِلَلٍ ، فَلَمْ يَزَلِ الْمَأْمُونُ يُكَاتِبُهُ فِي ذلِكَ حَتّى عَلِمَ أَنَّهُ لَا مَحِيصَ لَهُ ، وَ أَنَّهُ لَا يَكُفُّ عَنْهُ ، فَخَرَجَ عليه السلام وَ لِأَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام سَبْعُ سِنِينَ - فَكَتَبَ إِلَيْهِ الْمَأْمُونُ : لَا تَأْخُذْ عَلى طَرِيقِ الْجَبَلِ وَ قُمَّ ، وَ خُذْ عَلى طَرِيقِ الْبَصْرَةِ وَ الْأَهْوَازِ وَ فَارِسَ - حَتّى وَافى مَرْوَ ، فَعَرَضَ عَلَيْهِ الْمَأْمُونُ أَنْ يَتَقَلَّدَ الْأَمْرَ وَ الْخِلَافَةَ ، فَأَبى أَبُو الْحَسَنِ عليه السلام ، قَالَ : فَوِلَايَةَ الْعَهْدِ ، فَقَالَ :«عَلى شُرُوطٍ أَسْأَلُكَهَا». قَالَ الْمَأْمُونُ۱ : سَلْ مَا شِئْتَ ، فَكَتَبَ الرِّضَا عليه السلام : «إِنِّي دَاخِلٌ فِي وِلَايَةِ الْعَهْدِ عَلى أَنْ لَا آمُرَ وَ لَا أَنْهى ، وَ لَا أُفْتِيَ وَ لَا أَقْضِيَ ، وَ لَا أُوَلِّيَ وَ لَا أَعْزِلَ ، وَ لَا أُغَيِّرَ شَيْئاً مِمَّا هُوَ قَائِمٌ ، وَ تُعْفِيَنِي مِنْ ذلِكَ كُلِّهِ» . فَأَجَابَهُ الْمَأْمُونُ إِلى ذلِكَ كُلِّهِ .
قَالَ : فَحَدَّثَنِي يَاسِرٌ ، قَالَ : فَلَمَّا حَضَرَ الْعِيدُ ، بَعَثَ الْمَأْمُونُ إِلَى الرِّضَا عليه السلام يَسْأَلُهُ أَنْ يَرْكَبَ ، وَ يَحْضُرَ الْعِيدَ ، وَ يُصَلِّيَ وَ يَخْطُبَ ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ الرِّضَا عليه السلام : «قَدْ عَلِمْتَ مَا كَانَ بَيْنِي وَ بَيْنَكَ مِنَ الشُّرُوطِ فِي دُخُولِ هذَا الْأَمْرِ». فَبَعَثَ إِلَيْهِ الْمَأْمُونُ : إِنَّمَا أُرِيدُ بِذلِكَ أَنْ تَطْمَئِنَّ قُلُوبُ النَّاسِ وَ يَعْرِفُوا فَضْلَكَ ، فَلَمْ يَزَلْ عليه السلام يُرَادُّهُ الْكَلَامَ فِي ذلِكَ ، فَأَلَحَّ عَلَيْهِ ، فَقَالَ : «يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنْ أَعْفَيْتَنِي مِنْ ذلِكَ فَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ ، وَ إِنْ لَمْ تُعْفِنِي خَرَجْتُ كَمَا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله وَ أَمِيرُ