457
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4

اغْتَالَهُ وَ قَتَلَهُ - يَعْنُونَ الْمَأْمُونَ - وَ لَنَطْلُبَنَّ بِدَمِهِ ، وَ جَاؤُوا بِالنِّيرَانِ لِيُحْرِقُوا الْبَابَ ، فَقَالَ الْمَأْمُونُ لِأَبِي الْحَسَنِ عليه السلام : يَا سَيِّدِي ، تَرى‏ أَنْ تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ وَ تُفَرِّقَهُمْ ؟
قَالَ : فَقَالَ يَاسِرٌ : فَرَكِبَ أَبُو الْحَسَنِ عليه السلام ، وَ قَالَ لِيَ : «ارْكَبْ» فَرَكِبْتُ ، فَلَمَّا خَرَجْنَا مِنْ بَابِ الدَّارِ ، نَظَرَ إِلَى النَّاسِ وَ قَدْ تَزَاحَمُوا ، فَقَالَ لَهُمْ بِيَدِهِ : «تَفَرَّقُوا تَفَرَّقُوا» . قَالَ يَاسِرٌ : فَأَقْبَلَ النَّاسُ وَ اللَّهِ يَقَعُ بَعْضُهُمْ عَلى‏ بَعْضٍ ، وَ مَا أَشَارَ إِلى‏ أَحَدٍ إِلَّا رَكَضَ وَ مَرَّ .

هديّة:

(الأربعاء) بكسر المفردة ممدود.
(والفضل أعلم) كأنّه قصد بإيهام لطيف أنّ المطاع إنّما هو فضل النبيّ وابنه صلى اللَّه عليه وآله، لا فضل الفضل وأخيه.
في بعض النسخ : «سمعت الصيحة» مكان (سمعت الضجّة). و«الضجّة» أخصّ، وهي الصيحة في المصيبة.
(والتحمت) يعني زادت ولصق بعضها ببعض، يُقال: ألحمت الحرب فالتحمت. وفي بعض النسخ : «والنحيب» بالحاء المهملة على فعيل، وهو رفع الصوت بالبكاء، مكان «والتحمت».
(قد أتي) على المجهول، أي أصيب، وفي بعض النسخ: بالمفردة من الإباء، أي أبى قبول ذلك؛ و«من رجال الفضل» مكان (في رجال الفضل).
غاله واغتاله: أخذه من حيث لم يدرِ، وكلّ ما اغتال الإنسان فأهلكه فهو غول، يُقال : قتله غيلةً بالكسر، وهو أن يخدعه فذهب به إلى موضع ليقتله.
(ذي القلمين) نصب على البدل، أو عطف بيان.
في إرشاد المفيد مكان (قال: فقال ياسر) «قال: نعم».۱

1.الإرشاد للمفيد ، ج ۲ ، ص ۲۶۶.


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
456

النَّارِ ، وَ أَرى‏ أَنْ تَدْخُلَ أَنْتَ وَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَ الرِّضَا الْحَمَّامَ فِي هذَا الْيَوْمِ ، وَ تَحْتَجِمَ فِيهِ ، وَ تَصُبَّ عَلى‏ بَدَنِكَ‏1 الدَّمَ لِيَزُولَ عَنْكَ نَحْسُهُ .
فَكَتَبَ ذُو الرِّئَاسَتَيْنِ إِلَى الْمَأْمُونِ بِذلِكَ ، وَ سَأَلَهُ أَنْ يَسْأَلَ أَبَا الْحَسَنِ عليه السلام‏ذلِكَ ، فَكَتَبَ الْمَأْمُونُ إِلى‏ أَبِي الْحَسَنِ عليه السلام يَسْأَلُهُ ذلِكَ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَبُو الْحَسَنِ عليه السلام : «لَسْتُ بِدَاخِلٍ الْحَمَّامَ غَداً ، وَ لَا أَرى‏ لَكَ وَ لَا لِلْفَضْلِ أَنْ تَدْخُلَا الْحَمَّامَ غَداً». فَأَعَادَ إِلَيْهِ‏2 الرُّقْعَةَ مَرَّتَيْنِ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَبُو الْحَسَنِ عليه السلام : «يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، لَسْتُ بِدَاخِلٍ غَداً الْحَمَّامَ ؛ فَإِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ فِي النَّوْمِ ، فَقَالَ لِي : يَا عَلِيُّ ، لَا تَدْخُلِ الْحَمَّامَ غَداً ، وَ لَا أَرى‏ لَكَ وَ لَا لِلْفَضْلِ أَنْ تَدْخُلَا الْحَمَّامَ غَداً». فَكَتَبَ إِلَيْهِ الْمَأْمُونُ : صَدَقْتَ يَا سَيِّدِي ، وَ صَدَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، لَسْتُ بِدَاخِلٍ الْحَمَّامَ غَداً وَ الْفَضْلُ أَعْلَمُ .3
فَقَالَ يَاسِرٌ : فَلَمَّا أَمْسَيْنَا وَ غَابَتِ الشَّمْسُ ، قَالَ لَنَا الرِّضَا عليه السلام : «قُولُوا : نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ» . فَلَمْ نَزَلْ نَقُولُ ذلِكَ ، فَلَمَّا صَلَّى الرِّضَا عليه السلام الصُّبْحَ ، قَالَ لِيَ : «اصْعَدْ4السَّطْحَ ، فَاسْتَمِعْ هَلْ تَسْمَعُ شَيْئاً ؟» فَلَمَّا صَعِدْتُ ، سَمِعْتُ الضَّجَّةَ وَ الْتَحَمَتْ وَ كَثُرَتْ ، فَإِذَا نَحْنُ بِالْمَأْمُونِ قَدْ دَخَلَ مِنَ الْبَابِ الَّذِي كَانَ إِلى‏ دَارِهِ مِنْ دَارِ أَبِي الْحَسَنِ عليه السلام وَ هُوَ يَقُولُ : يَا سَيِّدِي يَا أَبَا الْحَسَنِ ، آجَرَكَ اللَّهُ فِي الْفَضْلِ ؛ فَإِنَّهُ قَدْ أَتَى‏5 وَ كَانَ دَخَلَ الْحَمَّامَ ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ قَوْمٌ بِالسُّيُوفِ ، فَقَتَلُوهُ ، وَ أُخِذَ مِمَّنْ دَخَلَ عَلَيْهِ ثَلَاثَةُ6 نَفَرٍ كَانَ أَحَدُهُمْ ابْنَ خَالَةِ الْفَضْلِ ابْنَ ذِي الْقَلَمَيْنِ .
قَالَ : فَاجْتَمَعَ الْجُنْدُ وَ الْقُوَّادُ ، وَ مَنْ كَانَ فِي‏7 رِجَالِ الْفَضْلِ عَلى‏ بَابِ الْمَأْمُونِ ، فَقَالُوا : هذَا

1.في الكافي المطبوع : «يديك».

2.في الكافي المطبوع : «عليه».

3.في الكافي المطبوع : + «قال».

4.في الكافي المطبوع : + «على».

5.في الكافي المطبوع : «قد أبى‏».

6.في الكافي المطبوع : «ثلاث».

7.في الكافي المطبوع : «مِن».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
تعداد بازدید : 105275
صفحه از 612
پرینت  ارسال به