قَالَ : فَمَا أَقَمْنَا بَعْدَ ذلِكَ إِلَّا قَلِيلًا - عِشْرِينَ لَيْلَةً أَوْ نَحْوَهَا - حَتّى قَدِمَتْ رُسُلُ أَبِي جَعْفَرٍ ، فَأَخَذُوا أَبِي وَ عُمُومَتِي : سُلَيْمَانَ بْنَ حَسَنٍ ، وَ حَسَنَ بْنَ حَسَنٍ ، وَ إِبْرَاهِيمَ بْنَ حَسَنٍ ، وَ دَاوُدَ بْنَ حَسَنٍ ، وَ عَلِيَّ بْنَ حَسَنٍ ، وَ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ بْنِ حَسَنٍ ، وَ عَلِيَّ بْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَسَنٍ ، وَ حَسَنَ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ حَسَنٍ ، وَ طَبَاطَبَا إِبْرَاهِيمَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الحَسَنِ۱ ، وَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ دَاوُدَ .
قَالَ : فَصُفِدُوا فِي الْحَدِيدِ ، ثُمَّ حُمِلُوا فِي مَحَامِلَ أَعْرَاءً لَا وِطَاءَ فِيهَا ، وَ وُقِّفُوا فِي المُصَلَّى۲ لِكَيْ يَشْتِمَهُمُ النَّاسُ .
قَالَ : فَكَفَّ النَّاسُ عَنْهُمْ ، وَ رَقُّوا لَهُمْ لِلْحَالِ الَّتِي هُمْ فِيهَا ، ثُمَّ انْطَلَقُوا بِهِمْ حَتّى وُقِّفُوا عِنْدَ بَابِ مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله .
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْجَعْفَرِيُّ : فَحَدَّثَتْنَا خَدِيجَةُ بِنْتُ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ : أَنَّهُمْ لَمَّا أُوقِفُوا عِنْدَ بَابِ الْمَسْجِدِ - الْبَابِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ : بَابُ جَبْرَئِيلَ - أَطْلَعَ عَلَيْهِمْ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام - وَ عَامَّةُ رِدَائِهِ مَطْرُوحٌ بِالْأَرْضِ - ثُمَّ أَطْلَعَ مِنْ بَابِ الْمَسْجِدِ ، فَقَالَ : «لَعَنَكُمُ اللَّهُ يَا مَعَاشِرَ الْأَنْصَارِ - ثَلَاثاً - مَا عَلى هذَا عَاهَدْتُمْ رَسُولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، وَ لَا بَايَعْتُمُوهُ ، أَمَا وَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُ حَرِيصاً ، وَ لَكِنِّي غُلِبْتُ ، وَ لَيْسَ لِلْقَضَاءِ مَدْفَعٌ».
ثُمَّ قَامَ وَ أَخَذَ إِحْدى نَعْلَيْهِ ، فَأَدْخَلَهَا رِجْلَهُ ، وَ الْأُخْرى فِي يَدِهِ ، وَ عَامَّةُ رِدَائِهِ يَجُرُّهُ فِي الْأَرْضِ ، ثُمَّ دَخَلَ بَيْتَهُ ، فَحُمَّ عِشْرِينَ لَيْلَةً لَمْ يَزَلْ يَبْكِي فِيهَا اللَّيْلَ وَ النَّهَارَ حَتّى خِفْنَا عَلَيْهِ . فَهَذَا حَدِيثُ خَدِيجَةَ .
قَالَ الْجَعْفَرِيُّ : وَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ : أَنَّهُ لَمَّا طُلِعَ بِالْقَوْمِ فِي الْمَحَامِلِ ، قَامَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام مِنَ الْمَسْجِدِ ، ثُمَّ أَهْوى إِلَى الْمَحْمِلِ الَّذِي فِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ يُرِيدُ كَلَامَهُ ، فَمُنِعَ أَشَدَّ الْمَنْعِ ، وَ أَهْوى إِلَيْهِ الْحَرَسِيُّ ، فَدَفَعَهُ ، وَ قَالَ : تَنَحَّ عَنْ هذَا ؛ فَإِنَّ اللَّهَ سَيَكْفِيكَ وَ يَكْفِي غَيْرَكَ ، ثُمَّ دُخِلَ بِهِمُ الزُّقَاقَ ، وَ رَجَعَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام إِلى مَنْزِلِهِ ، فَلَمْ يُبْلَغْ