463
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4

إِلَى الْكُوفَةِ ، وَ مِنَ الْكُوفَةِ إِلَى الْمَدِينَةِ ، وَ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلى‏ مَكَّةَ ، وَ رَدَّكَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الشَّامِ أَنْ يُخْرِجَكَ مِنْ حَبْسِكَ هذَا .
قَالَ عَلِيُّ بْنُ خَالِدٍ : فَغَمَّنِي ذلِكَ مِنْ أَمْرِهِ ، وَ رَقَقْتُ لَهُ ، وَ أَمَرْتُهُ بِالْقَرَارِ۱ وَ الصَّبْرِ ، قَالَ : ثُمَّ بَكَّرْتُ عَلَيْهِ فَإِذَا الْجُنْدُ وَ صَاحِبُ الْحَرَسِ وَ صَاحِبُ السِّجْنِ وَ خَلْقُ اللَّهِ ، فَقُلْتُ : مَاذَا۲ ؟ فَقَالُوا : الْمَحْمُولُ مِنَ الشَّامِ - الَّذِي تَنَبَّأَ - افْتُقِدَ الْبَارِحَةَ ، فَلَا يُدْرى‏ أَ خَسَفَتْ بِهِ الْأَرْضُ ، أَوِ اخْتَطَفَهُ الطَّيْرُ؟

هديّة:

(وكان زيديّاً) يعني عليّ بن خالد.
(والحجبة) جمع حاجب كطالب وطلبة. كبله بالمفردة كضرب، والكبل: القيد الضخم، والمكبول: المقيّد بالحديد.
و«المتنبّي»: المتكلّف النبوّة.
(فإذا رجل فهم) «إذا» للمفاجأة، و«إذ» بدون الألف لما مضى من الزمان، وقد تكون للمفاجأة كإذا، كما في بعض النسخ في مواضع في هذا الخبر، مثل «إذ أنا به» بدون الألف.
و«الفعلة» بالفتح مصدر والتاء للوحدة النوعيّة.
في بعض النسخ - كما ضبط برهان الفضلاء - : «بحقّ الذي» مكان (بالحقّ الذي)وهو أظهر.
(تراقى) تفاعل للمبالغة في الارتقاء، يعني اشتهر بحيث وصل إلى الوالي.
(الزيّات) وصف ل (عبد الملك).
(وذكر في قصّته) أي في حاشية كتاب قصّته.
في بعض النسخ : «بالعزاء» بمعنى الصبر على المصيبة مكان بالقرار، و«القرار» أحقّ بالقرار في المكان.

1.في الكافي المطبوع : «بالعزاء».

2.في الكافي المطبوع : «ما هذا».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
462

(نوبيّة) نسبة إلى نوبة بالضمّ، جيل من السودان، هو نوبيّ، وهي نوبيّة.

الحديث الثاني‏

۰.روى في الكافي عَنْ القمّي،۱عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ خَالِدٍ - قَالَ مُحَمَّدٌ : وَ كَانَ زَيْدِيّاً - قَالَ : كُنْتُ بِالْعَسْكَرِ ، فَبَلَغَنِي أَنَّ هُنَاكَ رَجُلاً مَحْبُوساً أُتِيَ بِهِ مِنْ نَاحِيَةِ الشَّامِ مَكْبُولًا ، وَ قَالُوا : إِنَّهُ تَنَبَّأَ . قَالَ عَلِيُّ بْنُ خَالِدٍ : فَأَتَيْتُ الْبَابَ ، وَ دَارَيْتُ الْبَوَّابِينَ وَ الْحَجَبَةَ حَتّى‏ وَصَلْتُ إِلَيْهِ ، فَإِذَا رَجُلٌ‏۲فَهْمٌ ، فَقُلْتُ : يَا هذَا ، مَا قِصَّتُكَ وَ مَا أَمْرُكَ ؟
قَالَ : إِنِّي كُنْتُ رَجُلًا بِالشَّامِ أَعْبُدُ اللَّهَ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ : مَوْضِعُ رَأْسِ الْحُسَيْنِ عليه السلام ، فَبَيْنَا أَنَا فِي عِبَادَتِي إِذْ أَتَانِي شَخْصٌ ، فَقَالَ لِي : «قُمْ بِنَا» فَقُمْتُ مَعَهُ ، فَبَيْنَا أَنَا مَعَهُ إِذَا أَنَا فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ ، فَقَالَ لِي : «تَعْرِفُ هذَا الْمَسْجِدَ ؟» فَقُلْتُ : نَعَمْ ، هذَا مَسْجِدُ الْكُوفَةِ ، قَالَ : فَصَلّى‏ وَ صَلَّيْتُ مَعَهُ ، فَبَيْنَا أَنَا مَعَهُ إِذَا أَنَا فِي مَسْجِدِ الرَّسُولِ صلى اللَّه عليه وآله بِالْمَدِينَةِ ، فَسَلَّمَ عَلى‏ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله فَسَلَّمْتُ‏۳ ، وَ صَلّى‏ وَ صَلَّيْتُ مَعَهُ ، وَ صَلّى‏ عَلى‏ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، فَبَيْنَا أَنَا مَعَهُ إِذَا أَنَا بِمَكَّةَ ، فَلَمْ أَزَلْ مَعَهُ حَتّى‏ قَضى‏ مَنَاسِكَهُ وَ قَضَيْتُ مَنَاسِكِي مَعَهُ ، فَبَيْنَا أَنَا مَعَهُ إِذَا أَنَا فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي كُنْتُ أَعْبُدُ اللَّهَ فِيهِ بِالشَّامِ .
وَ مَضَى الرَّجُلُ ، فَلَمَّا كَانَ الْعَامُ الْقَابِلُ ، إِذَا أَنَا بِهِ ، فَفَعَلَ‏۴ مِثْلَ فَعْلَتِهِ الْأُولى‏ ، فَلَمَّا فَرَغْنَا مِنْ مَنَاسِكِنَا ، وَ رَدَّنِي إِلَى الشَّامِ ، وَ هَمَّ بِمُفَارَقَتِي ، قُلْتُ لَهُ : سَأَلْتُكَ بِالْحَقِ‏الَّذِي أَقْدَرَكَ عَلى‏ مَا رَأَيْتُ إِلَّا أَخْبَرْتَنِي مَنْ أَنْتَ ؟ فَقَالَ : «أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُوسى‏» .
قَالَ : فَتَرَاقَى الْخَبَرُ حَتَّى انْتَهى‏ إِلى‏ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الزَّيَّاتِ ، فَبَعَثَ إِلَيَّ ، وَ أَخَذَنِي ، وَ كَبَّلَنِي فِي الْحَدِيدِ ، وَ حَمَلَنِي إِلَى الْعِرَاقِ ، قَالَ : فَقُلْتُ لَهُ : فَارْفَعِ الْقِصَّةَ إِلى‏ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ ، فَفَعَلَ وَ ذَكَرَ فِي قِصَّتِهِ مَا كَانَ ، فَوَقَّعَ فِي قِصَّتِهِ : قُلْ لِلَّذِي أَخْرَجَكَ مِنَ الشَّامِ فِي لَيْلَةٍ

1.في الكافي المطبوع : «أحمد بن إدريس» بدل «القمّي».

2.في الكافي المطبوع : + «له».

3.في الكافي المطبوع : «و سلّمت».

4.في الكافي المطبوع : «فعل».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
تعداد بازدید : 123416
صفحه از 612
پرینت  ارسال به