465
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4

الْحَمَّامَ ، أَخَذْتُ مِنَ التُّرَابِ الَّذِي يَطَأُ عَلَيْهِ ، فَسَأَلْتُ عَنِ الْحَمَّامِ الَّذِي يَدْخُلُهُ ، فَقِيلَ لِي : إِنَّهُ يَدْخُلُ حَمَّاماً بِالْبَقِيعِ لِرَجُلٍ مِنْ وُلْدِ طَلْحَةَ ، فَتَعَرَّفْتُ الْيَوْمَ الَّذِي يَدْخُلُ فِيهِ الْحَمَّامَ ، فَصِرْتُ‏۱ إِلى‏ بَابِ الْحَمَّامِ ، وَ جَلَسْتُ إِلَى الطَّلْحِيِّ أُحَدِّثُهُ وَ أَنَا أَنْتَظِرُ مَجِيئَهُ عليه السلام ، فَقَالَ الطَّلْحِيُّ : إِنْ أَرَدْتَ دُخُولَ الْحَمَّامِ ، فَقُمْ ، فَادْخُلْ ؛ فَإِنَّهُ لَا يَتَهَيَّأُ لَكَ ذلِكَ بَعْدَ سَاعَةٍ .
قُلْتُ : وَ لِمَ ؟ قَالَ : لِأَنَّ ابْنَ الرِّضَا يُرِيدُ دُخُولَ الْحَمَّامِ ، قَالَ : قُلْتُ : وَ مَنِ ابْنُ الرِّضَا ؟ قَالَ : رَجُلٌ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ ، لَهُ صَلَاحٌ وَ وَرَعٌ ، قُلْتُ لَهُ : وَ لَا يَجُوزُ أَنْ يَدْخُلَ مَعَهُ الْحَمَّامَ غَيْرُهُ ؟ قَالَ : نُخْلِي لَهُ الْحَمَّامَ إِذَا جَاءَ .
قَالَ : فَبَيْنَا أَنَا كَذلِكَ إِذْ أَقْبَلَ عليه السلام وَ مَعَهُ غِلْمَانٌ لَهُ ، وَ بَيْنَ يَدَيْهِ غُلَامٌ مَعَهُ حَصِيرٌ حَتّى‏ أَدْخَلَهُ الْمَسْلَخَ ، فَبَسَطَهُ وَ وَافى‏ ، فَسَلَّمَ وَ دَخَلَ الْحُجْرَةَ عَلى‏ حِمَارِهِ ، وَ دَخَلَ الْمَسْلَخَ ، وَ نَزَلَ عَلَى الْحَصِيرِ .
فَقُلْتُ لِلطَّلْحِيِّ : هذَا الَّذِي وَصَفْتَهُ‏۲ مِنَ الصَّلَاحِ وَ الْوَرَعِ ؟ فَقَالَ : يَا هذَا ، لَا وَ اللَّهِ ، مَا فَعَلَ هذَا قَطُّ إِلَّا فِي هذَا الْيَوْمِ ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : هذَا مِنْ عَمَلِي أَنَا جَنَيْتُهُ ، ثُمَّ قُلْتُ : أَنْتَظِرُهُ حَتّى‏ يَخْرُجَ ، فَلَعَلِّي أَنَالُ مَا أَرَدْتُ إِذَا خَرَجَ ، فَلَمَّا خَرَجَ وَ تَلَبَّسَ ، دَعَا بِالْحِمَارِ ، فَأُدْخِلَ الْمَسْلَخَ وَ رَكِبَ مِنْ فَوْقِ الْحَصِيرِ وَ خَرَجَ عليه السلام .
فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : قَدْ - وَ اللَّهِ - آذَيْتُهُ وَ لَا أَعُودُ أَرُومُ‏۳ مَا رُمْتُ مِنْهُ أَبَداً ، وَ صَحَّ عَزْمِي عَلى‏ ذلِكَ ، فَلَمَّا كَانَ وَقْتُ الزَّوَالِ مِنْ ذلِكَ الْيَوْمِ ، أَقْبَلَ عَلى‏ حِمَارِهِ حَتّى‏ نَزَلَ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي كَانَ يَنْزِلُ فِيهِ فِي الصَّحْنِ ، فَدَخَلَ وَ سَلَّمَ عَلى‏ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، وَ جَاءَ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي كَانَ يُصَلِّي فِيهِ فِي بَيْتِ فَاطِمَةَ عليها السلام ، وَ خَلَعَ نَعْلَيْهِ ، وَ قَامَ يُصَلِّي .

هديّة:

منعه عليه السلام إيّاه ذلك إمّا دليل من دلايل الإمامة، أو لكراهة الفعل الشبيه بفعل السامري ،

1.في الكافي المطبوع : «و صرت».

2.في الكافي المطبوع : + «بما وصفت».

3.في الكافي المطبوع : «ولا أروم».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
464

و(الحرس) بالتحريك: اسم الجمع، يعني الحرّاس.
و(البارحة): الليلة الماضية من الزوال إلى الصبح، وقيل: إلى نصف الليل.
في بعض النسخ : «ما هذا» مكان (ماذا).
خسف اللَّه به الأرض كضرب.

الحديث الثالث‏

۰. روى في الكافي بإسناده‏۱ عَنْ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَصْحَابِنَا - يُقَالُ لَهُ : عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَزِينٍ - قَالَ : كُنْتُ مُجَاوِراً بِمَدِينَةِ الرَّسُولِ‏۲ صلى اللَّه عليه وآله - وَ كَانَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام يَجِي‏ءُ فِي كُلِّ يَوْمٍ مَعَ الزَّوَالِ إِلَى الْمَسْجِدِ ، فَيَنْزِلُ فِي الصَّحْنِ ، وَ يَصِيرُ إِلى‏ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، وَ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ ، وَ يَرْجِعُ إِلى‏ بَيْتِ فَاطِمَةَ عليها السلام ، فَيَخْلَعُ نَعْلَيْهِ ، وَ يَقُومُ ، فَيُصَلِّي ، فَوَسْوَسَ إِلَيَّ الشَّيْطَانُ ، فَقَالَ : إِذَا نَزَلَ ، فَاذْهَبْ حَتّى‏ تَأْخُذَ مِنَ التُّرَابِ الَّذِي يَطَأُ عَلَيْهِ ، فَجَلَسْتُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَنْتَظِرُهُ لِأَفْعَلَ هذَا .
فَلَمَّا أَنْ كَانَ وَقْتُ الزَّوَالِ ، أَقْبَلَ عليه السلام عَلى‏ حِمَارٍ لَهُ ، فَلَمْ يَنْزِلْ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي كَانَ يَنْزِلُ فِيهِ ، وَ جَاءَ حَتّى‏ نَزَلَ عَلَى الصَّخْرَةِ الَّتِي عَلى‏ بَابِ الْمَسْجِدِ ، ثُمَّ دَخَلَ ، فَسَلَّمَ عَلى‏ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، قَالَ : ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي كَانَ يُصَلِّي فِيهِ ، فَفَعَلَ هذَا أَيَّاماً ، فَقُلْتُ : إِذَا خَلَعَ نَعْلَيْهِ جِئْتُ فَأَخَذْتُ الْحَصَى الَّذِي يَطَأُ عَلَيْهِ بِقَدَمَيْهِ .
فَلَمَّا أَنْ كَانَ مِنَ الْغَدِ ، جَاءَ عِنْدَ الزَّوَالِ ، فَنَزَلَ عَلَى الصَّخْرَةِ ، ثُمَّ دَخَلَ ، فَسَلَّمَ عَلى‏ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، ثُمَّ جَاءَ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي كَانَ يُصَلِّي فِيهِ ، فَصَلّى‏ فِي نَعْلَيْهِ وَ لَمْ يَخْلَعْهَا۳ ، حَتّى‏ فَعَلَ ذلِكَ أَيَّاماً ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : لَمْ يَتَهَيَّأْ لِي هاهُنَا ، وَ لكِنْ أَذْهَبُ إِلى‏ بَابِ الْحَمَّامِ ، فَإِذَا دَخَلَ‏۴

1.هكذا في «الف» و «د» و هو غير صحيح ، لأنّ السند في الكافي المطبوع بدأ بالحسين بن محمّد الأشعري و هو من مشايخ الكليني.

2.في الكافي المطبوع : «بالمدينة مدينة الرسول» بدل «بمدينة الرسول».

3.في الكافي المطبوع : «ولم يخلعهما».

4.في الكافي المطبوع : + «إلى».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
تعداد بازدید : 123433
صفحه از 612
پرینت  ارسال به