467
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4

الحديث الخامس‏

۰.روى في الكافي عَنْ عَلِيٍّ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الرَّيَّانِ ، قَالَ : احْتَالَ الْمَأْمُونُ عَلى‏ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام بِكُلِّ حِيلَةٍ ، فَلَمْ يُمْكِنْهُ فِيهِ شَيْ‏ءٌ ، فَلَمَّا اعْتَلَّ وَ أَرَادَ أَنْ يَبْنِيَ عَلَيْهِ ابْنَتَهُ ، دَفَعَ إِلى‏ مِائَتَيْ وَصِيفَةٍ مِنْ أَجْمَلِ مَا يَكُونُ‏۱إِلى‏ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ جَاماً فِيهِ جَوْهَرٌ يَسْتَقْبِلْنَ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام إِذَا قَعَدَ مَوْضِعَ الْأَخْيَارِ ، فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهِنَّ .
فَكَانَ‏۲رَجُلٌ - يُقَالُ لَهُ : مُخَارِقٌ - صَاحِبَ صَوْتٍ وَ عُودٍ وَ ضَرْبٍ ، طَوِيلَ اللِّحْيَةِ ، فَدَعَاهُ الْمَأْمُونُ ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنْ كَانَ فِي شَيْ‏ءٍ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا فَأَنَا أَكْفِيكَ أَمْرَهُ ، فَقَعَدَ بَيْنَ يَدَيْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، فَشَهِقَ مُخَارِقٌ شَهْقَةً اجْتَمَعَ عَلَيْهِ أَهْلُ الدَّارِ ، وَ جَعَلَ يَضْرِبُ بِعُودِهِ وَ يُغَنِّي .
فَلَمَّا فَعَلَ سَاعَةً وَ إِذَا أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام لَا يَلْتَفِتُ إِلَيْهِ لَا يَمِيناً وَ لَا شِمَالًا ، ثُمَّ رَفَعَ إِلَيْهِ رَأْسَهُ ، وَ قَالَ :
«اتَّقِ اللَّهَ يَا ذَا الْعُثْنُونِ». قَالَ : فَسَقَطَ الْمِضْرَابُ مِنْ يَدِهِ وَ الْعُودُ ، فَلَمْ يَنْتَفِعْ بِيَدَيْهِ إِلى‏ أَنْ مَاتَ .
قَالَ : فَسَأَلَهُ الْمَأْمُونُ عَنْ حَالِهِ ، فَقَالَ‏۳ : لَمَّا صَاحَ بِي أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام ، فُزِّعْتُ فَزْعَةً لَا أُفِيقُ مِنْهَا أَبَداً .

هديّة:

(فلمّا اعتلّ) على المعلوم، أي مرض مرض العجز، وضعف عن قوّة الاحتيال في الغلبة عليه، أو أن ينادمه ويشركه معه فيما يركبه من الفسوق. وقرأ برهان الفضلاء بالمعجمة من الاغتلال، للمبالغة في حرقة القلب من العطش؛ يعني فلمّا اشتاق جدّاً إلى معاشرته عليه السلام في مجالس لهوه ولعبه، أو تطلّب ماء المراد من الغلبة بالاحتيال أوخياله أنّ ورعه عليه السلام يحفظه من الغلبة عليه.

1.في الكافي المطبوع جديداً مستنداً بكثير من النسخ : «ما يَكُنَّ».

2.في الكافي المطبوع : «و كان».

3.في الكافي المطبوع : «قال».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
466

أو للحذر عن الشهرة، أو لقصد الرجل تهيئة الاكسير لعمل الكيمياء، أو لحيلة اُخرى، والعلم عند اللَّه وحججه عليهم السلام.
و(الطلحي) بفتحتين وتسكن اللام: نسبة إلى طلحة.
(تعرّفت) على المعلوم من التفعّل، أي تطلّبت حتّى عرفت، و«التطلّب»: مبالغة في الطلب.
(جنيته): آذيته من الجناية بالجيم، وقيل: الظاهر جفيته من الجفاء؛ لأنّ الجناية يتعدّى ب «على».
أقول: يُقال: جفوته. قال الجوهري: ولا تقل جفيته بالياء۱ فجنيته بالنون على تضمين معنى آذيته.

الحديث الرابع‏

۰.روى في الكافي عَنْ الاثنين،۲عَنْ ابْنِ أَسْبَاطٍ ، قَالَ : خَرَجَ عَلَيَّ ، فَنَظَرْتُ إِلى‏ رَأْسِهِ وَ رِجْلَيْهِ لِأَصِفَ قَامَتَهُ لِأَصْحَابِنَا بِمِصْرَ ، فَبَيْنَا أَنَا كَذلِكَ حَتّى‏ قَعَدَ ، وَ قَالَ : «يَا عَلِيُّ ، إِنَّ اللَّهَ احْتَجَّ فِي الْإِمَامَةِ بِمِثْلِ مَا احْتَجَّ بِهِ‏۳ فِي النُّبُوَّةِ ، فَقَالَ : «وَ آتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا» وَقَالَ‏۴ : «حَتّى‏ إِذا بَلَغَ‏۵أَشُدَّهُ وَ بَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً» فَقَدْ يَجُوزُ أَنْ يُؤْتَى الْحِكْمَةَ صَبِيّاً ، وَ يَجُوزُ أَنْ يُعْطَاهَا وَ هُوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ سَنَةً» .

هديّة:

قد سبق نظيره، وهو الحديث السابع في الباب التسعين.۶

1.الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۳۰۳ (جفا).

2.يعني : «الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد».

3.في الكافي المطبوع : - «به».

4.في الكافي المطبوع : «قال» بدون الواو.

5.هكذا في القرآن، و في «ألف» و «د» والمطبوع: «ولمّا بلغ» بدل «حتى إذا بلغ».

6.أي : «باب حالات الأئمّة في السنّ».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
تعداد بازدید : 123330
صفحه از 612
پرینت  ارسال به