قَالَ : وَ دَخَلْتُ مَعَهُ ذَاتَ يَوْمٍ بُسْتَاناً ، فَقُلْتُ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنِّي لَمُولَعٌ بِأَكْلِ الطِّينِ ، فَادْعُ اللَّهَ لِي ، فَسَكَتَ ، ثُمَّ قَالَ بَعْدَ أَيَّامٍ ابْتِدَاءً مِنْهُ : «يَا أَبَا هَاشِمٍ ، قَدْ أَذْهَبَ اللَّهُ عَنْكَ أَكْلَ الطِّينِ». قَالَ أَبُو هَاشِمٍ : فَمَا شَيْءٌ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْهُ الْيَوْمَ .
هديّة:
يكنّى (داود بن القاسم الجعفري) أبا هاشم.
(فبهتّ) على ما لم يسمّ فاعله، أي صرت متحيّراً. وفي بعض النسخ - كما ضبط برهان الفضلاء - : «ففهت» بالفاء مكان المفردة، ولا تغاير في المعنى.
و«الحريف»: المعامل.
(ووضع بين يديّ) حاليّة، وعلى المجهول أولى، أي الخوان أو الطعام.
و«المولع» على اسم المفعول من الإفعال: الحريص.
(منه): من أكل الطين.
الحديث السابع
۰.روى في الكافي عَنْ الاثنين،۱عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ الْهَاشِمِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ أَوْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيِّ ، قَالَ : دَخَلْتُ عَلى أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام صَبِيحَةَ عُرْسِهِ حَيْثُ بَنى بِابْنَةِ الْمَأْمُونِ ، وَ كُنْتُ تَنَاوَلْتُ مِنَ اللَّيْلِ دَوَاءً ، فَأَوَّلُ مَنْ دَخَلَ عَلَيْهِ فِي صَبِيحَتِهِ أَنَا ، وَ قَدْ أَصَابَنِي الْعَطَشُ ، وَ كَرِهْتُ أَنْ أَدْعُوَ بِالْمَاءِ ، فَنَظَرَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام فِي وَجْهِي ، وَ قَالَ :«أَظُنُّكَ عَطْشَانَ». فَقُلْتُ : أَجَلْ ، فَقَالَ : «يَا غُلَامُ - أَوْ يَا۲ جَارِيَةُ - اسْقِنَا مَاءً» فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : السَّاعَةَ يَأْتُونَهُ بِمَاءٍ يَسُمُّونَهُ بِهِ ، فَاغْتَمَمْتُ لِذلِكَ ، فَأَقْبَلَ الْغُلَامُ وَ مَعَهُ الْمَاءُ ، فَتَبَسَّمَ فِي وَجْهِي ، ثُمَّ قَالَ : «يَا غُلَامُ ، نَاوِلْنِي الْمَاءَ». فَتَنَاوَلَ الْمَاءَ ، فَشَرِبَ ، ثُمَّ نَاوَلَنِي ، فَشَرِبْتُ ، ثُمَّ عَطِشْتُ أَيْضاً ، وَ كَرِهْتُ أَنْ أَدْعُوَ بِالْمَاءِ ، فَفَعَلَ مَا فَعَلَ فِي الْأُولى ، فَلَمَّا جَاءَ الْغُلَامُ وَ مَعَهُ