469
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4

قَالَ : وَ دَخَلْتُ مَعَهُ ذَاتَ يَوْمٍ بُسْتَاناً ، فَقُلْتُ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنِّي لَمُولَعٌ بِأَكْلِ الطِّينِ ، فَادْعُ اللَّهَ لِي ، فَسَكَتَ ، ثُمَّ قَالَ بَعْدَ أَيَّامٍ ابْتِدَاءً مِنْهُ : «يَا أَبَا هَاشِمٍ ، قَدْ أَذْهَبَ اللَّهُ عَنْكَ أَكْلَ الطِّينِ». قَالَ أَبُو هَاشِمٍ : فَمَا شَيْ‏ءٌ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْهُ الْيَوْمَ .

هديّة:

يكنّى (داود بن القاسم الجعفري) أبا هاشم.
(فبهتّ) على ما لم يسمّ فاعله، أي صرت متحيّراً. وفي بعض النسخ - كما ضبط برهان الفضلاء - : «ففهت» بالفاء مكان المفردة، ولا تغاير في المعنى.
و«الحريف»: المعامل.
(ووضع بين يديّ) حاليّة، وعلى المجهول أولى، أي الخوان أو الطعام.
و«المولع» على اسم المفعول من الإفعال: الحريص.
(منه): من أكل الطين.

الحديث السابع‏

۰.روى في الكافي عَنْ الاثنين،۱عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ الْهَاشِمِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ أَوْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيِّ ، قَالَ : دَخَلْتُ عَلى‏ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام صَبِيحَةَ عُرْسِهِ حَيْثُ بَنى‏ بِابْنَةِ الْمَأْمُونِ ، وَ كُنْتُ تَنَاوَلْتُ مِنَ اللَّيْلِ دَوَاءً ، فَأَوَّلُ مَنْ دَخَلَ عَلَيْهِ فِي صَبِيحَتِهِ أَنَا ، وَ قَدْ أَصَابَنِي الْعَطَشُ ، وَ كَرِهْتُ أَنْ أَدْعُوَ بِالْمَاءِ ، فَنَظَرَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام فِي وَجْهِي ، وَ قَالَ :«أَظُنُّكَ عَطْشَانَ». فَقُلْتُ : أَجَلْ ، فَقَالَ : «يَا غُلَامُ - أَوْ يَا۲ جَارِيَةُ - اسْقِنَا مَاءً» فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : السَّاعَةَ يَأْتُونَهُ بِمَاءٍ يَسُمُّونَهُ بِهِ ، فَاغْتَمَمْتُ لِذلِكَ ، فَأَقْبَلَ الْغُلَامُ وَ مَعَهُ الْمَاءُ ، فَتَبَسَّمَ فِي وَجْهِي ، ثُمَّ قَالَ : «يَا غُلَامُ ، نَاوِلْنِي الْمَاءَ». فَتَنَاوَلَ الْمَاءَ ، فَشَرِبَ ، ثُمَّ نَاوَلَنِي ، فَشَرِبْتُ ، ثُمَّ عَطِشْتُ أَيْضاً ، وَ كَرِهْتُ أَنْ أَدْعُوَ بِالْمَاءِ ، فَفَعَلَ مَا فَعَلَ فِي الْأُولى‏ ، فَلَمَّا جَاءَ الْغُلَامُ وَ مَعَهُ

1.يعني : «الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد».

2.في الكافي المطبوع : - «يا».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
468

(يبني عليه) على المعلوم من باب رمى، أي يزفّها عليه.
(يستقبلن) حال مقدّرة من (كلّ واحدة).
(موضع الأخيار) يعني في صدر المجلس.
(وإذا أبو جعفر عليه السلام) للمفاجأة، وجواب «لمّا» محذوف، أي فاعتلّ هو أيضاً كالمأمون. وقرأ برهان الفضلاء : «ثمّ» بفتح المثلّثة فاسم إشارة، و«فقال» مكان (وقال)فجواب «لمّا».
و(العثنون) بالمثلّثة والنون كعرجون: طول اللحية، واللحية، والطويل من اللحية.
(فزّعت) على المجهول من التفعيل.

الحديث السادس‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ سَهْلِ‏۱، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْقَاسِمِ الْجَعْفَرِيِّ ، قَالَ : دَخَلْتُ عَلى‏ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام وَ مَعِي ثَلَاثُ رِقَاعٍ غَيْرُ مُعَنْوَنَةٍ ، وَ اشْتَبَهَتْ عَلَيَّ ، فَاغْتَمَمْتُ ، فَتَنَاوَلَ إِحْدَاهَا ، وَ قَالَ :«هذِهِ رُقْعَةُ زِيَادِ بْنِ شَبِيبٍ». ثُمَّ تَنَاوَلَ الثَّانِيَةَ ، فَقَالَ : «هذِهِ رُقْعَةُ فُلَانٍ» . فَبُهِتُّ أَنَا ، فَنَظَرَ إِلَيَّ ، فَتَبَسَّمَ .
قَالَ : وَ أَعْطَانِي ثَلَاثَمِائَةِ دِينَارٍ ، وَ أَمَرَنِي أَنْ أَحْمِلَهَا إِلى‏ بَعْضِ بَنِي عَمِّهِ ، وَ قَالَ : «أَمَا إِنَّهُ سَيَقُولُ لَكَ : دُلَّنِي عَلى‏ حَرِيفٍ يَشْتَرِي لِي بِهَا مَتَاعاً ، فَدُلَّهُ عَلَيْهِ».
قَالَ : فَأَتَيْتُهُ بِالدَّنَانِيرِ ، فَقَالَ لِي : يَا أَبَا هَاشِمٍ ، دُلَّنِي عَلى‏ حَرِيفٍ يَشْتَرِي لِي بِهَا مَتَاعاً ، فَقُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : وَ كَلَّمَنِي جَمَّالٌ أَنْ أُكَلِّمَهُ لَهُ يُدْخِلُهُ فِي بَعْضِ أُمُورِهِ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ لِأُكَلِّمَهُ لَهُ ، فَوَجَدْتُهُ يَأْكُلُ وَ مَعَهُ جَمَاعَةٌ وَ لَمْ يُمْكِنِّي كَلَامُهُ ، ثُمَّ قَالَ‏۲ : «يَا أَبَا هَاشِمٍ ، كُلْ» وَ وَضَعَ بَيْنَ يَدَيَّ ، ثُمَّ قَالَ - ابْتِدَاءً مِنْهُ مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ - : «يَا غُلَامُ ، انْظُرْ إِلَى الْجَمَّالِ الَّذِي أَتَانَا بِهِ أَبُو هَاشِمٍ ، فَضُمَّهُ إِلَيْكَ».

1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «عليّ بن محمّد ، عن سهل بن زياد».

2.في الكافي المطبوع : «فقال».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
تعداد بازدید : 123162
صفحه از 612
پرینت  ارسال به