صَائِماً ، فَأَذِقْهُ طَعْمَ الْحَرَبِ ، وَ ذُلَّ الْأَسْرِ ، فَوَ اللَّهِ ، إِنْ ذَهَبَتِ الْأَيَّامُ حَتّى حُرِبَ مَالَهُ وَ مَا كَانَ لَهُ ، ثُمَّ أُخِذَ أَسِيراً ، وَ هُوَ ذَا قَدْ مَاتَ لَا رَحِمَهُ اللَّهُ ، و قَدْ أَدَالَ اللَّهُ تَعَالى مِنْهُ ، وَمَا زَالَ يُدِيلُ أَوْلِيَاءَهُ مِنْ أَعْدَائِهِ» .
هديّة:
يعني أبا الحسن الثالث عليه السلام، وفي بعض النسخ بإثبات «الثالث».
و(فرج) بفتحتين والجيم كان عبداً من عبيد عليّ بن يقطين، وكان عمر المذكور في هذا الحديث ومحمّد المذكور فيما سيجيء من بنيه.
و(الحرب) محرّكة: سلب المال والنهب والغارة، ومنه «المحارب» لقاطع الطريق، (حتّى)للاستثناء، و(حرب) على المجهول من باب نصر. قال برهان الفضلاء: والمستتر نائب الفاعل، و(ماله) نصب مفعول ثانٍ.
(أدال اللَّه منه): أزال الدولة منه وأعطاه غيره، و«أداله»: أعطاه الدولة.
الحديث الحادي عشر
۰. روى في الكافي بإسناده عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ ،۱ عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الْجَعْفَرِيِّ ، قَالَ : صَلَّيْتُ مَعَ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام فِي مَسْجِدِ الْمُسَيَّبِ ، وَ صَلّى بِنَا فِي مَوْضِعِ الْقِبْلَةِ سَوَاءً ، وَ ذُكِرَ أَنَّ السِّدْرَةَ الَّتِي فِي الْمَسْجِدِ كَانَتْ يَابِسَةً لَيْسَ عَلَيْهَا وَرَقٌ ، فَدَعَا بِمَاءٍ ، وَ تَهَيَّأَ تَحْتَ السِّدْرَةِ فَعَاشَتِ السِّدْرَةُ وَ أَوْرَقَتْ ، وَ حَمَلَتْ مِنْ عَامِهَا .
هديّة:
(سواء) قيل: يعني من غير انحراف عن جدار القبلة، لا إلى التيامن ولا إلى التياسر. وقال برهان الفضلاء: يعني صلاة المغرب، فإنّها على السواء للمقيم والمسافر، والغرض أنّه عليه السلام صلّى المغرب في المسجد، فخرج وصلّى العشاء الآخرة في المنزل. وقيل: يعني من غير إبراز عن الصفّ وليس بشيء.