477
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4

الْحَسَنِ عليه السلام الْمَدِينَةَ ، فَقَالَ لِي : «مَا خَبَرُ الْوَاثِقِ عِنْدَكَ ؟» قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، خَلَّفْتُهُ فِي عَافِيَةٍ ، أَنَا مِنْ أَقْرَبِ النَّاسِ عَهْداً بِهِ‏1، مُنْذُ عَشَرَةِ أَيَّامٍ ، قَالَ : فَقَالَ لِي : «إِنَّ أَهْلَ الْمَدِينَةِ يَقُولُونَ : إِنَّهُ قَدْ2 مَاتَ». فَلَمَّا أَنْ قَالَ لِيَ : «النَّاسَ» عَلِمْتُ أَنَّهُ هُوَ .
ثُمَّ قَالَ لِي : «مَا فَعَلَ جَعْفَرٌ ؟» قُلْتُ : تَرَكْتُهُ أَسْوَأَ النَّاسِ حَالًا فِي السِّجْنِ ، قَالَ : فَقَالَ لِي‏3 : «أَمَا إِنَّهُ صَاحِبُ الْأَمْرِ ؛ مَا فَعَلَ ابْنُ الزَّيَّاتِ ؟» قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، النَّاسُ مَعَهُ ، وَ الْأَمْرُ أَمْرُهُ ، قَالَ : فَقَالَ : «أَمَا إِنَّهُ شُؤْمٌ عَلَيْهِ».
قَالَ : ثُمَّ سَكَتَ : وَ قَالَ لِي : «لَا بُدَّ أَنْ تَجْرِيَ مَقَادِيرُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَحْكَامُهُ ؛ يَا خَيْرَانُ ، مَاتَ الْوَاثِقُ ، وَ قَدْ قَعَدَ الْمُتَوَكِّلُ جَعْفَرٌ ، وَ قَدْ قُتِلَ ابْنُ الزَّيَّاتِ». فَقُلْتُ : مَتى‏ جُعِلْتُ فِدَاكَ ؟ قَالَ : «بَعْدَ خُرُوجِكَ بِسِتَّةِ أَيَّامٍ» .

هديّة:

قيل: «الأسباطي» نسبة إلى أحد أجداده. وقيل: «الأسباط» عبارة عن قبائل من العرب المتفرّقة في البلاد. وقال برهان الفضلاء: الظاهر أنّ «خيران» هذا هو الزاكاني المذكور في الحديث الثاني في الباب الثالث والسبعين. وذكر أهل التاريخ أنّ زاكان قبيلة من العرب سكنوا بلاد الديالمة، وخفاجة من العرب سكنوا بلاد خراسان.
و(الواثق) باللَّه أبو جعفر هارون بن معتصم بن هارون الرشيد، وأخو المتوكّل على اللَّه، والواثق تاسع الخلفاء، وأخوه جعفر المتوكّل عاشرهم.
(شؤم) بالضمّ يهمز ولا يهمز.
(فلمّا أن قال لي: الناس) يعني فلمّا نسب القول إلى غيره من أهل المدينة على التورية، (علمت) أنّ القائل (هو) عليه السلام، فلعلّ التورية أوّلاً لحضور من غاب ثانياً.
و«المقادير»: جمع المقدور، بمعنى المقدّر.

1.في الكافي المطبوع : + «عهدي به».

2.في الكافي المطبوع : - «قد».

3.في الكافي المطبوع : - «لي».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
476

الشيخ في التهذيب على التاريخ الأوّل في الولادة، وعلى الثاني في المضيّ، وقال: وله عليه السلام يومئذٍ أحد وأربعون سنة وسبعة أشهر.۱ ووافق ثقة الإسلام في المدفن واسم اُمّه عليه السلام.
(وكان المتوكّل) على اللَّه أبو الفضل جعفر بن معتصم بن هارون الرشيد بن مهدي بن منصور محمّد بن عليّ بن عبداللَّه بن عبّاس بن عبد المطّلب، عاشر خلفاء بني العبّاس، قتله عبيده.
و«الجمادى» بضمّ الجيم والقصر وتكسر الدال، قيل: ويفتح الجيم يذكّر ويؤنّث، فيستقيم الآخرة كالآخر. قال في القاموس: «جمادى» كحبارى من أسماء الشهور، معرفة، مؤنّثة، والجمع: جماديّات.۲
وقال برهان الفضلاء:
لا يخفى ما من المسامحتين في بيان التفاوت بين التاريخين، فإنّ الولادة على الأوّل إذا كانت في أوّل رجب مثلاً، فالتفاوت بين تاريخي الولادة سنة وستّة أشهر وخمسة عشر يوماً، فزيد في المذكور إحدى عشر يوماً؛ وإن كانت على الثاني في أوّل رجب، فالسنّ أربعون سنة إلّا أربعة أيّام.
و(هرثمة) بالمثلّثة كوسوسة: من عبيد المتوكّل كان من قوّاد جنده، وكذا (يحيى)ابنه بعده.
سمن كسمع سمانة بالفتح وهو سامن وسمين وسمّان بالفتح والتشديد: أصباغ يزخرف بها.

الحديث الثاني‏

0.روى في الكافي عَنْ الاثنين‏3، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ خَيْرَانَ الْأَسْبَاطِيِّ ، قَالَ : قَدِمْتُ عَلى‏ أَبِي

1.تهذيب الأحكام ، ج ۶ ، ص ۹۲.

2.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۲۸۵ (جمد).

3.يعني : «الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
تعداد بازدید : 121542
صفحه از 612
پرینت  ارسال به