الْحَسَنِ عليه السلام الْمَدِينَةَ ، فَقَالَ لِي : «مَا خَبَرُ الْوَاثِقِ عِنْدَكَ ؟» قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، خَلَّفْتُهُ فِي عَافِيَةٍ ، أَنَا مِنْ أَقْرَبِ النَّاسِ عَهْداً بِهِ1، مُنْذُ عَشَرَةِ أَيَّامٍ ، قَالَ : فَقَالَ لِي : «إِنَّ أَهْلَ الْمَدِينَةِ يَقُولُونَ : إِنَّهُ قَدْ2 مَاتَ». فَلَمَّا أَنْ قَالَ لِيَ : «النَّاسَ» عَلِمْتُ أَنَّهُ هُوَ .
ثُمَّ قَالَ لِي : «مَا فَعَلَ جَعْفَرٌ ؟» قُلْتُ : تَرَكْتُهُ أَسْوَأَ النَّاسِ حَالًا فِي السِّجْنِ ، قَالَ : فَقَالَ لِي3 : «أَمَا إِنَّهُ صَاحِبُ الْأَمْرِ ؛ مَا فَعَلَ ابْنُ الزَّيَّاتِ ؟» قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، النَّاسُ مَعَهُ ، وَ الْأَمْرُ أَمْرُهُ ، قَالَ : فَقَالَ : «أَمَا إِنَّهُ شُؤْمٌ عَلَيْهِ».
قَالَ : ثُمَّ سَكَتَ : وَ قَالَ لِي : «لَا بُدَّ أَنْ تَجْرِيَ مَقَادِيرُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَحْكَامُهُ ؛ يَا خَيْرَانُ ، مَاتَ الْوَاثِقُ ، وَ قَدْ قَعَدَ الْمُتَوَكِّلُ جَعْفَرٌ ، وَ قَدْ قُتِلَ ابْنُ الزَّيَّاتِ». فَقُلْتُ : مَتى جُعِلْتُ فِدَاكَ ؟ قَالَ : «بَعْدَ خُرُوجِكَ بِسِتَّةِ أَيَّامٍ» .
هديّة:
قيل: «الأسباطي» نسبة إلى أحد أجداده. وقيل: «الأسباط» عبارة عن قبائل من العرب المتفرّقة في البلاد. وقال برهان الفضلاء: الظاهر أنّ «خيران» هذا هو الزاكاني المذكور في الحديث الثاني في الباب الثالث والسبعين. وذكر أهل التاريخ أنّ زاكان قبيلة من العرب سكنوا بلاد الديالمة، وخفاجة من العرب سكنوا بلاد خراسان.
و(الواثق) باللَّه أبو جعفر هارون بن معتصم بن هارون الرشيد، وأخو المتوكّل على اللَّه، والواثق تاسع الخلفاء، وأخوه جعفر المتوكّل عاشرهم.
(شؤم) بالضمّ يهمز ولا يهمز.
(فلمّا أن قال لي: الناس) يعني فلمّا نسب القول إلى غيره من أهل المدينة على التورية، (علمت) أنّ القائل (هو) عليه السلام، فلعلّ التورية أوّلاً لحضور من غاب ثانياً.
و«المقادير»: جمع المقدور، بمعنى المقدّر.