479
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4

و«الأنق» بالتحريك: الفرح والسرور، وأنق كعلم وهو آنق وأنيق: حسن معجب، وفلان تأنّق في الروضة: وقع فيها معجباً بها. وقرأ برهان الفضلاء : «انفات» بضمّتين والفاء؛ الجوهري: روضة أنف بضمّتين لم يرعها أحد.۱
و«البسر» بضمّ المفردة: الغضّ من كلّ شي‏ء، والماء الطريّ، والباسر: الواصل إلى الكمال أيضاً. وفي بعض النسخ بالمعجمة من البِشر بالكسر، بمعنى الحسن والجمال، إلّا أنّ الجوهري قال: «البشير»: الجميل.۲ ولم يسمع باشر بهذا المعنى.
حسر بصره كضرب: كَلَّ. و«العتيد»: المهيّأ.
وفي كشف الغمّة: فإذا أنا بروضات أنيقات، وأنهار جاريات، وجنان فيها خيرات عطرات.۳
ولا يبعد القول بأنّ ذلك برفع الحجاب عن روضات عالم البرزخ، فكلّما أراد الإمام رفع بإذن اللَّه سبحانه.

الحديث الرابع‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ ،۴عَنْ إِسْحَاقَ الْجَلَّابِ ، قَالَ : اشْتَرَيْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ عليه السلام غَنَماً كَثِيرَةً ، فَدَعَانِي ، فَأَدْخَلَنِي مِنْ إِصْطَبْلِ دَارِهِ إِلى‏ مَوْضِعٍ وَاسِعٍ لَا أَعْرِفُهُ ، فَجَعَلْتُ أُفَرِّقُ تِلْكَ الْغَنَمَ فِيمَنْ أَمَرَنِي بِهِ ، فَبُعِثْثُ إِلى‏ أَبِي جَعْفَرٍ وَ إِلى‏ وَالِدَتِهِ وَ غَيْرِهِمَا مِمَّنْ أَمَرَنِي ، ثُمَّ اسْتَأْذَنْتُهُ فِي الِانْصِرَافِ إِلى‏ بَغْدَادَ إِلى‏ وَالِدِي ، وَ كَانَ ذلِكَ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ ، فَكَتَبَ إِلَيَّ :«تُقِيمُ غَداً عِنْدَنَا ، ثُمَّ تَنْصَرِفُ». قَالَ : فَأَقَمْتُ ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ عَرَفَةَ ، أَقَمْتُ عِنْدَهُ ، وَ بِتُّ لَيْلَةَ الْأَضْحى‏ فِي رِوَاقٍ لَهُ ، فَلَمَّا كَانَ فِي السَّحَرِ أَتَانِي ، فَقَالَ : «يَا إِسْحَاقُ ، قُمْ». قَالَ :

1.الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۳۳۳ (أنف).

2.الصحاح ، ج ۲ ، ص ۵۹۱ (بشر).

3.كشف الغمّة ، ج ۲ ، ص ۳۸۳.

4.السند في الكافي المطبوع هكذا : «الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن أحمد بن محمّد بن عبد اللَّه ، عن عليّ بن محمّد».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
478

الحديث الثالث‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيى‏ ،۱عَنْ صَالِحِ بْنِ سَعِيدٍ ، قَالَ : دَخَلْتُ عَلى‏ أَبِي الْحَسَنِ عليه السلام ، فَقُلْتُ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فِي كُلِّ الْأُمُورِ أَرَادُوا إِطْفَاءَ نُورِكَ ، وَ التَّقْصِيرَ بِكَ حَتّى‏ أَنْزَلُوكَ هذَا الْخَانَ الْأَشْنَعَ ، خَانَ الصَّعَالِيكَ .
فَقَالَ :
«هَاهُنَا أَنْتَ يَا ابْنَ سَعِيدٍ ؟» ثُمَّ أَوْمَأَ بِيَدِهِ ، وَ قَالَ : «انْظُرْ» فَنَظَرْتُ ، فَإِذَا أَنَا بِرَوْضَاتٍ أَنِقَاتٍ ، وَ رَوْضَاتٍ بَاسِرَاتٍ ، فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ عَطِرَاتٌ ، وَ وِلْدَانٌ كَأَنَّهُنَّ اللُّؤْلُؤُ الْمَكْنُونُ ، وَ أَطْيَارٌ وَ ظِبَاءٌ وَ أَنْهَارٌ تَفُورُ ، فَحَارَ۲ ، وَ حَسَرَتْ عَيْنِي ، فَقَالَ : «حَيْثُ كُنَّا فَهذَا لَنَا عَتِيدٌ ، لَسْنَا فِي خَانِ الصَّعَالِيكَ» .

هديّة:

حديث دعوة المتوكّل الإمام عليه السلام من المدينة إلى سامرّا بإرسال يحيى بن هرثمة مع ثلاثمائة نفر إليه بكمال إظهار العزّة والاحترام ومواعيد الملاطفة والإكرام في كتاب له عليه السلام، ثمّ غدره بعد الموافاة مذكور في كشف الغمّة۳ وغيره من الكتب، وحديث الكتاب سيجي‏ء في هذا الباب إن شاء اللَّه تعالى.
والباء في (بك) للتعدية، فإنّ (التقصير) يتعدّى ولا يتعدّى، أو بتضمين معنى الوصول أو الإيصال، أي إيصال النقص بك.
و«الصعلوك» كعصفور: الفقير الذي لا مال له، يعني الخان الذي ينزله الفقراء.
(هاهنا أنت) قيل: يعني مثلك بخلوص اعتقاده فينا يظنّ كذا، وقيل: يعني أنت لا نحن، واحتمل برهان الفضلاء كلاهما. وقرأ بعض الفضلاء: «ائت» على الأمر من الإتيان.

1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن عبد اللَّه ، عن محمّد بن يحيى».

2.في الكافي المطبوع : + «بصري».

3.كشف الغمّة ، ج ۲ ، ص ۳۸۲.

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
تعداد بازدید : 121538
صفحه از 612
پرینت  ارسال به