483
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4

لَيْسَ‏۱ أَدْرِي مَا كَتَبَ بِهِ إِلَيَّ - حَتّى‏ وَرَدَ عَلَيَّ رَسُولٌ حَمَلَنِي مِنْ مِصْرَ مُقَيَّداً ، وَ ضَرَبَ عَلى‏ كُلِّ مَا أَمْلِكُ ، وَ كُنْتُ فِي السِّجْنِ ثَمَانِي‏۲ سِنِينَ .
ثُمَّ وَرَدَ عَلَيَّ مِنْهُ فِي السِّجْنِ كِتَابٌ فِيهِ : «يَا مُحَمَّدُ ، لَا تَنْزِلْ فِي نَاحِيَةِ الْجَانِبِ الْغَرْبِيِّ». فَقَرَأْتُ الْكِتَابَ ، فَقُلْتُ : يَكْتُبُ إِلَيَّ بِهذَا وَ أَنَا فِي السِّجْنِ ؛ إِنَّ هذَا لَعَجَبٌ! فَمَا مَكَثْتُ أَنْ خُلِّيَ عَنِّي ، وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ .
قَالَ : وَ كَتَبَ إِلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ يَسْأَلُهُ عَنْ ضِيَاعِهِ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ : «سَوْفَ تُرَدُّ عَلَيْكَ ، وَ مَا يَضُرُّكَ أَنْ لَا تُرَدَّ عَلَيْكَ». فَلَمَّا شَخَصَ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ إِلَى الْعَسْكَرِ ، كُتِبَ إِلَيْهِ بِرَدِّ ضِيَاعِهِ ، وَ مَاتَ قَبْلَ ذلِكَ .
قَالَ : وَ كَتَبَ أَحْمَدُ بْنُ الْخَضِيبِ‏۳ إِلى‏ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَرَجِ يَسْأَلُهُ الْخُرُوجَ إِلَى الْعَسْكَرِ ، فَكَتَبَ إِلى‏ أَبِي الْحَسَنِ عليه السلام يُشَاوِرُهُ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ : «اخْرُجْ ؛ فَإِنَّ فِيهِ فَرَجَكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالى‏». فَخَرَجَ ، فَلَمْ يَلْبَثْ إِلَّا يَسِيراً حَتّى‏ مَاتَ .

هديّة:

«الحذر» بالكسر: الاحتراز، يعني تيقّظ وتحرّز عن تفرّق اُمورك من قلّة الاحتياط.
ضرب على يد فلان: حجر عليه.
(لا تنزل في ناحية الجانب الغربيّ)، قال برهان الفضلاء:
«في ناحية» بالتنوين، و«الجانب» نصب بفعل مقدّر، أي الزم الجانب الغربي، وهو عبارة عن الشام وإدخال الألف واللام على الجانب يقوّي مذهب الكوفيّين في قوله عزّ وجلّ في سورة القصص: «وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِىِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ»۴، من أنّ

1.في الكافي المطبوع : «و ليس».

2.في الكافي المطبوع : «ثمان».

3.في الكافي المطبوع جديداً مستنداً بكثير من النسخ : «أحمد بن الخصيب» بالصاد ، و كذا في الرواية الآتية والظاهر أنّه هو أحمد بن الخصيب الجرجرائي الذي كان كاتب المنتصر قبل خلافتة، ثم صار وزيراً له وللمستعين. راجع : تاريخ الإسلام للذهبي ، ج ۱۸ ، ص ۴۰ ، رقم ۱۸ ، و ج ۲۰ ، ص ۴۳ ، رقم ۸.

4.القصص (۲۸): ۴۴.


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
482

المربض متراكماً بعضه على بعض من كثرة البول والمشي عليه، كعصارة الدهن تحت أرجل العصّارين، ولذا قد يُطلق «الكسب» على عصارة الدهن أيضاً. و«الدوف» بالفتح: البلّ والخلط والفعل كنصر.
(استقلّ): برأ ونهض.
(فسعى إليه): عدا ونمَّ، والساعي المتكلّم على الناس عند الحاكم: فتح بن خاقان وزير المتوكّل. ويجوز (البطحائي) بالهمز، و«البطحاوي» بالواو. هجم عليه هجوماً كنصر: دخل بغتةً من حيث لا يدري.
و«السجّادة» بالفتح والتشديد: ما يسجد عليه، ينسج من الخوص على قدر وجه الآدمي.
(دونك البيوت) يحتمل الرفع، مبتدأ مؤخّر. وقال برهان الفضلاء: «دونك» من أسماء الأفعال، فالبيوت نصب على المفعوليّة.
(وقلنسوة منها) أي من بقيّتها.
في بعض النسخ - كما ضبط برهان الفضلاء - : «غير ملبّس» على اسم المفعول من التفعيل مكان (غير ملبوس) بمعنى ملبوس به بشي‏ء من الجلود. «أيس» كعلم.
(عزّ عليّ): اشتدّ وأشكل، يعني دخولي دارك بغير إذنك، أو غلب حكمه عليَّ، والآية من سورة الشعراء.۱

الحديث السادس‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّوْفَلِيِ‏۲، قَالَ : قَالَ‏۳مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ : إِنَّ أَبَا الْحَسَنِ عليه السلام كَتَبَ إِلَيْهِ : «يَا مُحَمَّدُ ، أَجْمِعْ أَمْرَكَ ، وَ خُذْ حِذْرَكَ». قَالَ : فَأَنَا فِي جَمْعِ أَمْرِي -

1.الشعراء (۲۶) : ۲۲۷.

2.السند في الكافي المطبوع هكذا : «الحسين بن محمّد ، عن المعلّى بن محمّد ، عن أحمد بن محمّد بن عبد اللَّه ، عن عليّ بن محمّد النوفلي».

3.في الكافي المطبوع : + «لي».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
تعداد بازدید : 105399
صفحه از 612
پرینت  ارسال به