485
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4

(فنظر إليه) نظر اللطف، وكأنّ قول ابن الخضيب من قوّاد المتوكّل.
(سر جعلت فداك) على التعريض عند ذهابه عليه السلام معه إلى باب المتوكّل بأمره، يعني سر برجلك إلى المسلخ، ف «جعلت فداك» يحتمل الوجهين، فقد يقول المحارب مثلاً لمن أخذه وقطع الطريق عليه: انزع ثيابك جعلت فداك، وكذا المأمور بالجناية اضطراراً للمجني عليه.
و(الدهق) بالتحريك: خشبتان يغمزهما الساقان كما للصحّافين، وبالفارسيّة: «شكنجه».۱(ثمّ بغى)، على المجهول من البغي، بمعنى العنف والتعدّي؛ يعني بغى عليه وبولغ في إيذائه ليظهر أمواله. وقرأ برهان الفضلاء : «ثمّ نعى» بالنون على المجهول أيضاً، يعني نعى عليه السلام بموت ابن الخضيب، قال: أو المعنى: فاش خبر موته.
(قال: وروى) يعني قال أحمد بن محمّد وروى أبو يعقوب إنّ ابن الخضيب لمّا اشتدّ على الإمام عليه السلام في دعوى الدار التي كان يطلبها منه عليه السلام بغير حقّ، أو في طلبه خروج الإمام عنها إظهار توافقه مع الخليفة في عداوة الإمام عليه السلام. وقرأ برهان الفضلاء: «تطلّبها» على الماضي من التفعّل، و«التطلّب» مبالغة في الطلب.
والباء في (بك) للتعدية.
(لا تبقى لك) يحتمل المجرّد، والإفعال المعلوم أو خلافه، ف (باقية) على الأوّل والثالث بالرفع، وعلى الثاني بالنصب.

الحديث الثامن‏

۰. روى في الكافي بإسناده‏۲ عَنْ مُحَمَّدٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، قَالَ : أَخَذْتُ نُسْخَةَ كِتَابِ الْمُتَوَكِّلِ إِلى‏ أَبِي الْحَسَنِ الثَّالِثِ عليه السلام مِنْ يَحْيَى بْنِ هَرْثَمَةَ فِي سَنَةِ ثَلَاثٍ وَ أَرْبَعِينَ وَ مِائَتَيْنِ ،

1.في «الف» : «اشكنجه».

2.السند في الكافي المطبوع يبدأ بمحمد بن يحيى و هو من مشايخ الكليني ، فالتعبير «بإسناده» سهو.


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
484

ذلك من إضافة الموصوف إلى الصفة بلا تأويل.
و«الضياع» جمع ضيعة بالفتح، أي المزرعة.
(كتب إليه بردّ ضياعه) على المجهول.
(أحمد بن الخضيب) بالمعجمتين، على فعيل: من قوّاد المتوكّل.
(فإنّ فيه فرجك) يعني من سجن الدنيا، أو بلقاء الإمام وعطائه إيّاه الثوب كما في الحديث التالي، وقيل: يعني فرج أولادك بردّ الضياع إليك.

الحديث السابع‏

۰.روى في الكافي عَنْ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِي يَعْقُوبَ ، قَالَ : رَأَيْتُهُ - يَعْنِي مُحَمَّداً - قَبْلَ مَوْتِهِ بِالْعَسْكَرِ فِي عَشِيَّةٍ وَ قَدِ اسْتَقْبَلَ أَبَا الْحَسَنِ عليه السلام ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ ، وَ اعْتَلَّ مِنْ غَدٍ ، فَدَخَلْتُ إِلَيْهِ عَائِداً بَعْدَ أَيَّامٍ مِنْ عِلَّتِهِ وَ قَدْ ثَقُلَ ، فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ عليه السلام بَعَثَ إِلَيْهِ بِثَوْبٍ ، فَأَخَذَهُ وَ أَدْرَجَهُ ، وَ وَضَعَهُ تَحْتَ رَأْسِهِ ، قَالَ : فَكُفِّنَ فِيهِ .
قَالَ أَحْمَدُ : قَالَ أَبُو يَعْقُوبَ : رَأَيْتُ أَبَا الْحَسَنِ عليه السلام مَعَ ابْنِ الْخَضِيبِ ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ الْخَضِيبِ : سِرْ جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَقَالَ لَهُ :
«أَنْتَ الْمُقَدَّمُ». فَمَا لَبِثَ إِلَّا أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ حَتّى‏ وُضِعَ الدَّهَقُ عَلى‏ سَاقِ ابْنِ الْخَضِيبِ ، ثُمَّ بُغِيَ‏۱ .
قَالَ : وَ رُوِيَ عَنْهُ أَنَّهُ - حِينَ أَلَحَّ عَلَيْهِ ابْنُ الْخَضِيبِ فِي الدَّارِ الَّتِي يَطْلُبُهَا مِنْهُ - بَعَثَ إِلَيْهِ : «لَأَقْعُدَنَّ بِكَ مِنَ اللَّهِ - تَعَالى‏ - مَقْعَداً لَا يَبْقى‏ لَكَ بَاقِيَةٌ». فَأَخَذَهُ اللَّهُ - تَعَالى‏ - فِي تِلْكَ الْأَيَّامِ .

هديّة:

الظرفان: (بالعسكر) و(في عشيّة) للرؤية، (وقد استقبل) حالٌ من مفعول (رأيته)، والفاء في (فدخلت) لبيانٍ، ف «رأيته» يعني رأيت أباك محمّد بن الفرج حال استقباله الهادي عليه السلام يوم قدومه إلى سامرّاء.

1.في الكافي المطبوع : «نعي».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
تعداد بازدید : 105282
صفحه از 612
پرینت  ارسال به