487
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4

(عبداللَّه بن محمّد) كان إمام الجمعة في المدينة من قبل الخليفة، فكتب إلى الخليفة ما كتب عداوة في الإمام عليه السلام، وكتب عليه السلام في تكذيبه والرّدّ عليه ما كتب إليه، وهذه نسخة مكتوب الخليفة في جواب مكتوب الإمام عليه السلام إليه.
(من الحرب) أي بأمر الخليفة مع من يريد الخروج والفساد في ملك الخليفة من الهاشمي وغيره أو المعنى عمّا كان يتولّاه من من الخصومة. وقرأ برهان الفضلاء من الحرب كصرد جمع الحربه بمعنى الطعنة، قال: ويوم الجمعة يوم الحربة أي الطعنة على الشيطان، ولذا سمّي موضع القبلة محراباً.
و«القرفة» بالفتح: التهمة، يعني هنا تهمة دعوى الخلافة، قرفه كضرب: عابه وهو يقرف بكذا، أي يرمى به ويتّهم فهو مقروف.
و«المحاولة»: المطالبة بمعنى المبالغة في الطلب والقصد.
و«ما» في (فما أحد) مشبّهة بليس، و«أحد» اسمه، و(ألطف) و(أحمد) و(أنظر)و(أشفق)و(أبرّ) و(أسكن) كلّه على أفعل التفضيل نصب خبر «ما»، ويتعدّى الأوّل بمن ، والثاني والثالث باللام، والرابع بعلى، والخامس بالباء، والسادس بإلى، و(من) تفضيليّة، ومدخولها في الخمس الأوّل محذوف اختصاراً اكتفاءً بالمذكور في السادس، فالتقدير: ألطف منه منزلة منك، ولا أحمد له إثرة منك له، ولا هو لهم أنظر منه لك ، وعليهم أشفق منه عليك، وبهم أبرّ منه بك. و«اللطف»: القُرب، و«الألطف»: الأقرب، و«أحمد» مشتقّ من اسم المفعول، أي المحمود جدّاً، و«الاستيثار»: الاختيار بمعنى الاصطفاء والانتخاب، والاسم: «الأثرة» بالتحريك، و«الأثرة» بالضمّ وبالكسر.
قال برهان الفضلاء: الاختصار في صورة الموافقة في التعدية حسن، وأمّا في صورة المخالفة فيها فقبيح اخترعه كتّاب الدواوين والمنشؤون للحكّام. و(إبراهيم بن العبّاس) كان منشي ديوانه.


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
486

وَ هذِهِ نُسْخَتُهُ :
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ؛ أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَارِفٌ بِقَدْرِكَ ، رَاعٍ لِقَرَابَتِكَ ، مُوجِبٌ لِحَقِّكَ ، يُقَدِّرُ مِنَ الْأُمُورِ فِيكَ وَ فِي أَهْلِ بَيْتِكَ مَا أَصْلَحَ اللَّهُ بِهِ حَالَكَ وَ حَالَهُمْ ، وَ ثَبَّتَ بِهِ عِزَّكَ وَ عِزَّهُمْ ، وَ أَدْخَلَ الْيُمْنَ وَ الْأَمْنَ عَلَيْكَ وَ عَلَيْهِمْ ، يَبْتَغِي بِذلِكَ رِضَاءَ رَبِّهِ وَ أَدَاءَ مَا افْتَرَضَ عَلَيْهِ اللَّهُ‏۱ فِيكَ وَ فِيهِمْ ، وَ قَدْ رَأَى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ صَرْفَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَمَّا كَانَ يَتَوَلَّاهُ مِنَ الْحَرْبِ وَ الصَّلَاةِ بِمَدِينَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ؛ إِذْ كَانَ عَلى‏ مَا ذَكَرْتَ مِنْ جَهَالَتِهِ بِحَقِّكَ ، وَ اسْتِخْفَافِهِ بِقَدْرِكَ ، وَ عِنْدَ مَا قَرَفَكَ بِهِ ، وَ نَسَبَكَ إِلَيْهِ مِنَ الْأَمْرِ الَّذِي قَدْ عَلِمَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ بَرَاءَتَكَ مِنْهُ ، وَ صِدْقَ نِيَّتِكَ فِي تَرْكِ مُحَاوَلَتِهِ ، وَ أَنَّكَ لَمْ تُؤَهِّلْ نَفْسَكَ لَهُ ، وَ قَدْ وَلّى‏ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ مَا كَانَ يَلِي مِنْ ذلِكَ مُحَمَّدَ بْنَ الْفَضْلِ ، وَ أَمَرَهُ بِإِكْرَامِكَ وَ تَبْجِيلِكَ ، وَ الِانْتِهَاءِ إِلى‏ أَمْرِكَ وَ رَأْيِكَ ، وَ التَّقَرُّبِ إِلَى اللَّهِ وَ إِلى‏ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ بِذلِكَ ، وَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ مُشْتَاقٌ إِلَيْكَ ، يُحِبُّ إِحْدَاثَ الْعَهْدِ بِكَ ، وَ النَّظَرَ إِلَيْكَ ، فَإِنْ نَشِطْتَ لِزِيَارَتِهِ وَ الْمُقَامِ قِبَلَهُ مَا رَأَيْتَ ، شَخَصْتَ وَ مَنْ أَحْبَبْتَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ وَ مَوَالِيكَ وَ حَشَمِكَ عَلى‏ مُهْلَةٍ؟ وَ طُمَأْنِينَةٍ ، تَرْحَلُ إِذَا شِئْتَ ، وَ تَنْزِلُ إِذَا شِئْتَ ، وَ تَسِيرُ كَيْفَ شِئْتَ ، وَ إِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ يَكُونَ يَحْيَى بْنُ هَرْثَمَةَ مَوْلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ مَنْ مَعَهُ مِنَ الْجُنْدِ مُشَيِّعِينَ لَكَ ، يَرْحَلُونَ بِرَحِيلِكَ ، وَ يَسِيرُونَ بِسَيْرِكَ ، فَالْأَمْرُ فِي ذلِكَ إِلَيْكَ حَتّى‏ تُوَافِيَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، فَمَا أَحَدٌ مِنْ إِخْوَتِهِ وَ وُلْدِهِ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ وَ خَاصَّتِهِ أَلْطَفَ مِنْهُ مَنْزِلَةً ، وَ لَا أَحْمَدَ لَهُ أُثْرَةً ، وَ لَا هُوَ لَهُمْ أَنْظَرَ ، وَ عَلَيْهِمْ أَشْفَقَ ، وَ بِهِمْ أَبَرَّ ، وَإِلَيْهِمْ أَسْكَنَ مِنْهُ إِلَيْكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالى‏ ، وَ السَّلَامُ عَلَيْكَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ . وَ كَتَبَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْعَبَّاسِ ، وَ صَلَّى اللَّهُ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ .

هديّة:

(من يحيى) ظرف ل «أخذت»، و(في سنة) ل «كتاب» أو ل «أخذت».
في بعض النسخ : «مقدّر» مكان (يقدّر).

1.في الكافي المطبوع : - «اللَّه».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
تعداد بازدید : 105312
صفحه از 612
پرینت  ارسال به