فَدَخْلُهُ الْيَوْمَ أَلْفُ دِينَارٍ ، وَ مَعَ هذَا يَقُولُ بِالْوَقْفِ . فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ : فَقُلْتُ لَهُ : وَيْحَكَ ، أَ تُرِيدُ أَمْراً أَبْيَنَ مِنْ هذَا ؟ قَالَ : فَقَالَ : هذَا أَمْرٌ قَدْ جَرَيْنَا عَلَيْهِ .
هديّة:
(الكسوة) يضمّ ويكسر.
و(سورى) يمدّ ويقصر: موضع بالعراق.
(هذا أمر) يعني القول بالوقف.
الحديث الخامس
۰.روى في الكافي عنه، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ۱أَحْمَدَ بْنِ الْحَارِثِ الْقَزْوِينِيُّ ، قَالَ : كُنْتُ مَعَ أَبِي بِسُرَّ مَنْ رَأى ، وَ كَانَ أَبِي يَتَعَاطَى الْبَيْطَرَةَ فِي مَرْبِطِ أَبِي مُحَمَّدٍ عليه السلام ، قَالَ : وَ كَانَ عِنْدَ الْمُسْتَعِينِ بَغْلٌ لَمْ يُرَ مِثْلُهُ حُسْناً وَ كِبْراً ، وَ كَانَ يَمْنَعُ ظَهْرَهُ وَ اللِّجَامَ وَ السَّرْجَ ، وَ قَدْ كَانَ جَمَعَ عَلَيْهِ الرَّاضَةَ ، فَلَمْ يُمَكِّنْ لَهُمْ حِيلَةٌ فِي رُكُوبِهِ ، قَالَ : فَقَالَ لَهُ بَعْضُ نُدَمَائِهِ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَ لَا تَبْعَثُ إِلَى الْحَسَنِ ابْنِ الرِّضَا حَتّى يَجِيءَ ، فَإِمَّا أَنْ يَرْكَبَهُ ، وَ إِمَّا أَنْ يَقْتُلَهُ ، فَتَسْتَرِيحَ مِنْهُ .
قَالَ : فَبَعَثَ إِلى أَبِي مُحَمَّدٍ عليه السلام ، فَمَضى۲مَعَهُ أَبِي ، فَقَالَ أَبِي : لَمَّا دَخَلَ أَبُو مُحَمَّدٍ عليه السلام الدَّارَ ، كُنْتُ مَعَهُ ، فَنَظَرَ أَبُو مُحَمَّدٍ عليه السلام إِلَى الْبَغْلِ وَاقِفاً فِي صَحْنِ الدَّارِ ، فَعَدَلَ إِلَيْهِ ، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلى كَفَلِهِ ، قَالَ : فَنَظَرْتُ إِلَى الْبَغْلِ وَ قَدْ عَرِقَ حَتّى سَالَ الْعَرَقُ مِنْهُ ، ثُمَّ صَارَ إِلَى الْمُسْتَعِينِ ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ، فَرَحَّبَ بِهِ وَ قَرَّبَ .
فَقَالَ : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، أَلْجِمْ هذَا الْبَغْلَ ، فَقَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ عليه السلام لِأَبِي : «أَلْجِمْهُ يَا غُلَامُ» فَقَالَ الْمُسْتَعِينُ : أَلْجِمْهُ أَنْتَ ، فَوَضَعَ طَيْلَسَانَهُ ، ثُمَّ قَامَ ، فَأَلْجَمَهُ ، ثُمَّ رَجَعَ إِلى مَجْلِسِهِ وَ قَعَدَ .
فَقَالَ لَهُ : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، أَسْرِجْهُ ، فَقَالَ لِأَبِي : «يَا غُلَامُ ، أَسْرِجْهُ» فَقَالَ الْمُسْتَعِينُ۳ : أَسْرِجْهُ